-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 29-04-2018 09:42 AM     عدد المشاهدات 448    | عدد التعليقات 0

خبراء أردنيون يحذرون من (البلاستيك) وتأثيراته على النظم البيئية

الهاشمية نيوز - حذر خبراء أردنيون من التأثيرات "السلبية طويلة الأمد" على النظم البيئية؛ لما تخلفه جزئيات البلاستيك المتناهية الصغر من تأثيرات، والتي تتسبب بـ"تلويث" التربة والمياه".
وتزامنت تحذيراتهم مع تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أخيرا، كشف عن أن "إعادة تدوير كميات قليلة جدا من البلاستيك؛ يجري التخلص منه كل يوم، أو ترميده في منشآت تحويل النفايات إلى طاقة، ينتهي الجزء الأكبر منها في مدافن النفايات، وقد يستغرق الأمر ألف عام لتتحلل، ما يؤدي لترشح مواد قد تكون سامة إلى التربة والمياه".
وتضمن التقرير، الذي نشر على الموقع الالكتروني للبرنامج، وحصلت "الغد" على نسخة منه، دراسة لباحثين ألمان؛ أشاروا فيها إلى أن "معظم هذا البلاستيك يتفكك إلى جسيمات بحجم أصغر من خمسة ملم، تعرف باسم حبيبات البلاستيك المتناهي الصغر، وتتفكك أكثر في الجسيمات النانوية (أقل من 0.1 ميكرومتر في الحجم)".
ولم يسبق لهذا الموضوع أن سلط الضوء عليه قبل عام 2015، وفق الخبيرة في نوعية المياه الدكتورة منى هندية، مبينة أن لهذه الجزئيات "تأثيرات سلبية وطويلة الأمد على التربة والمياه، لعدم تحللها بسهولة"، ووفقا للدراسات؛ فهي "موجودة بصورة أكبر في التربة".
وبرغم أن الأبحاث بهذا الشأن؛ "قليلة جدا، ومعظمها جرى في بريطانيا"، لكن أثر تلك الجزئيات "يرتكز أساسا على النظم البيئية، ليتسلل إلى السلسلة الغذائية، وتكمن خطورته في نقل الأمراض، لأنه يجلب المُمْرضات والملوثات".
وأضافت هندية أن هذه الجزئيات تتسبب بابتلاع الكائنات الحية في البحار لها على نحو كبير، "لذا ينعكس ذلك سلبا على صحتها، اذ أنها تعمل على نظام الهرمون والتغييرات الجينية، لدقة صغر حجمها ". كما أنها "موجودة في الملابس التي تحتوي على مادة النايلون، وكذلك في الأكريليك، ومستحضرات التجميل وتقشير الجلد ومعجون الأسنان".
وفي هذه النطاق، كشفت تصريحات إعلامية سابقة لمديرة الأجهزة الطبية والمستلزمات ومواد التجميل بالمؤسسة العامة للغذاء والدواء د. سهيلا بطارسة، أن قيمة مستوردات المملكة من مستلزمات ومواد التجميل للعام المنصرم، بلغت نحو 340 مليون دينار.
ووفقا لدراسة حديثة استشهد بها المركز العالمي للمياه؛ يمكن إطلاق أكثر من 700 ألف من الألياف البلاستيكية المتناهية الصغر في البيئة خلال كل دورة من دورات غسالات الملابس، ولكن لم تجر دراسة هذا حتى الآن في حالة غسل اليدين، وهو أمر أكثر شيوعا في البلدان النامية، ولكن يمكن أن تكون التأثيرات كبيرة أيضا.
أما "في كندا وهولندا وايرلندا، والمملكة المتحدة، فوضعت تشريعات وقوانين لحظر استخدام الحبيبات المتناهية الصغر في صناعة مستحضرات التجميل"، وفق هندية التي بينت أن "تلك الدول بدأت التفكير باستخدام بدائل طبيعية، كمادة الكوارتز المستخرجة من الرمل والشمع، بدلا عن البلاستيك".
وبينت أن في الأردن "كميات هائلة من البلاستيك، تستخدم دون وجود تشريعات واضحة، وتفتقد للجدية بالتعامل معها، ما يضعنا في مشكلة حقيقية بهذا الشأن"، مضيفة أن ما نواجهه من تحديات "يفضي الى ان المشكلة ما تزال غير مكتشفة بعد، وغير معروفة المصدر، وهل هي موجودة أم لا، قبيل الحديث عن تشريعات لمعالجتها".
وأضافت هندية "إذا أردنا أن نكون من الدول المتقدمة في هذا المجال، فلا بد وأن نبدأ بإجراء أبحاث لمعرفة حجم وطبيعة المشكلة، ونوع البلاستيك ومصادره، فهل هو في مياه الصرف الصحي، أم في المكبات أم في غيرها؟".
وشددت على أنه "لا بد أن يضع صندوق البحث العلمي، دعم الأبحاث في هذا المجال على سلم اولوياته، ليصار من بعدها لإدخال الأمر ضمن التشريعات، لإدارة البلاستيك".
وهذا من وجهة نظرها، سيسمح للمشرع بوضع بدائل للمصانع التي تنتج مواد بلاستيكية، كما بالإمكان تصدير المنتجات المحلية للخارج، كالكوارتز الذي يتميز بتكلفة منخفضة، وخلوه من اية تأثيرات سلبية على الطبيعة والصحة".
وحثت الأردن "للتوجه للاقتصاد الدائري، بحيث يعاد استخدام النفايات وغيرها من المنتجات في العديد من الصناعات"، رابطة تحقيق ذلك بـ"الإرادة الحقيقية للتغير، ووفقا لاستراتيجيات طويلة الأمد، وبعيدا عن الاعتماد على مبدأ الفزعة في العمل".
مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران قال "هنالك تأثيرات سلبية للجزئيات البلاستيكية على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني"، لافتا إلى أنها موجودة وبشكل كبير في الأراضي المفتوحة، ونتيجة لقلة المراعي لتوالي سنين القحط والجفاف، تتغذى المواشي عليها.
وأضاف العوران إنها "غير قابلة للهضم نهائيا، وبالتالي تتجمع في بطون المواشي، ما يتسبب بنفوقها، وهي تعد من أعقد وأكبر ما يواجه الثروة الحيوانية في المملكة من مشاكل".
وأشار العوران الى أن "البلاستيك يحتاج لسنوات ليتحلل ويذوب، لذا يبقى في التربة، بعكس الصخر والحديد اللذين يتآكلان بفعل المياه والعوامل الجوية الأخرى"، مبينا أنه أيضا "قد يكون مصدرا لنمو وتكاثر الحشرات في التربة بكميات كبيرة، ما يعيق عمليات التهوية"، مطالبا "بتشريع صارم يلغي نهائيا استخدام البلاستيك".
ووفق التقرير الاممي ذاته؛ فيمكن للبلاستيك المعالج بالكلورين إطلاق مواد كيميائية ضارة في التربة المحيطة، والتي قد تتسرب للمياه الجوفية أو غيرها من مصادر المياه المحيطة، والى النظام البيئي.
وبينت الخبيرة بالشأن البيئي صفاء الجيوسي، أن هناك مشكلة أخرى، تتمثل في أن النفايات البلاستيكية تقتل الكائنات البحرية، مستندة على دراسات دولية، تؤكد أنه بحلول عام 2050؛ ستفوق الكميات البلاستيكية ما يوجد من كائنات بحرية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :