-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 02-04-2018 09:45 AM     عدد المشاهدات 391    | عدد التعليقات 0

في اليوم العالمي للتوحد: ذوو التوحد في الأردن مكرمون

الهاشمية نيوز - هاله لطوف بسيسو*

انطلاقا من كفالة الدستور لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة وحمايتها بموجب القانون، وتنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بمجال الحماية الاجتماعية بعامة والحماية الاجتماعية لذوي الاعاقة بخاصة، فقد حققت المملكة إنجازات كثيرة بمجال حماية ذوي الاعاقة عبرت عنها مصادقة المملكة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة واصدار قانون حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة للعام 2017، وانشاء المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة وتقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والتدريبية والتأهيلية والطبية وغيرها لفئات الأشخاص الذين يعانون من الاعاقة، ومنهم الأشخاص المصابون بالتوحد.
ويحصل الأشخاص الذين يعانون من التوحد على خدمات متنوعة من خلال مراكز التشخيص والعلاج التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، والمنتشرة بجميع مناطق المملكة، من خلال فرق وأطباء متخصصين.
ويستطيع المراقب لاداء الوزارة أن يلمس تقدما ملحوظا من خلال تأسيس صفوف للتوحد في (10) من مراكز المنار للتنمية الفكرية، تخدم (91) طفلا توحديا، وايضا تأسيس مراكز الكشف المبكر عن الإعاقات في دير علا ومخيم حطين والعقبة للمساهمة بالكشف المبكر عن هذه الإعاقة، إلى جانب عدد من المؤسسات والجمعيات التي تقدم خدمات متعددة للتوحديين من خلال 12 مركزا متخصصا ومن خلال عدد من مراكز الإعاقة العقلية.
وبالرغم من محاولات الوزارة القيام بأكثر من مسح، كانت بالأغلب مسوحا مرحلية أو مجزأة على مناطق أو ضمن أوقات محددة، فقد تبين أن قضية التوحد أصبحت من القضايا التي تشغل حيزا كبيرا من اهتمام دول العالم لأسباب منها الأعداد المتزايدة لحالات التوحد وضعف برامج التوعية والارشاد ببعض الدول.
ثمة في المملكة 12 مركزا للتوحد، ينتفع منها 457 شخصا، تقدم لهم خدمات تدريبية وتأهيلية وتعليمية، وخدمات ايواء وصحية، وارشادية وتأهيل مجتمعي وتوعوية.
ولا يقتصر تقديم تلك الخدمات على جنسية بعينها، فكل من يقطن ويسكن على تراب هذا الوطن الغالي يستطيع ان يحصل على تلك الخدمات، إذ بلغ عدد المنتفعين من الأردنيين 235 شخصا، ومن الجنسية السعودية 80، ومن الجنسيات الاخرى نحو 114.
وتحرص الوزارة على بث العديد من الرسائل التوعوية والارشادية، توجه فيها الأسر التي لديها أشخاص يعانون من مرض التوحد، بهدف رفع الوعي لديهم وتسليحهم بجملة من المعارف والمعلومات، ما ينعكس ايجابا على تعاملهم وسلوكياتهم مع تلك الفئة.
من هذه الرسائل ما يركز على تشخيص التوحد من عمر سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات، حيث أصبح من الممكن التشخيص المبكر من عمر 18 شهرا، والتشخيص المبكر يمكن من التدخل المبكر، وبرامجه من أهم الوسائل العلاجية التي تساعد على تحسن الطفل التوحدي، وتمكن ايضا من البدء بتدريب الطفل بسن مبكرة.
وتؤكد هذه الرسائل على مراعاة الحالة النفسية للطفل؛ فعلى الأم معرفة ما يسعده وما يحزنه والحرص على عدم إبقائه وحيدا لفترة طويلة، والتكلم معه عما يدور في داخله. وتعزز الحرص على تواصل الطفل مع محيطه، بصريا ولفظيا، وتشجيعه وتحفيزه بالهدايا، والحث على تواصل الطفل ولعبه مع الأطفال من عمره.
وتشجع الطفل على القيام بعمل أو مبادرة وزرع الثقة به والاعتماد على نفسه، وتدريبه على الدفاع عن نفسه؛ فطفل التوحد لا يستطيع تمييز مصادر الخطر.
وتوضح الرسائل ايضا أهمية تدريب الطفل على اللعب لتفريغ الطاقة والاضطرابات، وتعليمه كيفية الاستمتاع باللعب، ويفضل مشاركة الأم لطفلها باللعب لتحبيبه به.
وتدعو إلى تسجيل الطفل بمركز أو مدرسة خاصة للتوحّد، والحرص على تتبع الطفل وزيارته بالمدرسة، ويجب اتباع نمط واحد بالتعامل معه بالمدرسة والبيت. وتدريبه على عدم اتباع روتين معين، وتقبل التغير.
التوحد له تسميات كثيرة، منها الإعاقة الغامضة الذاتية، وهو عبارة عن اضطراب عادة ما يلاحظ على الطفل بسن مبكرة، حيث يؤثر على تطوره، وجوانب نموه المختلفة، فيكون تطوره غير طبيعي ويظهر ذلك بتفاعله الاجتماعي، ويتميز بتكرار أنماط سلوكية معينة وضعف بالتواصل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
وآخرون يعرفونه بإعاقة متعلقة بالنمو، عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. وهي تنتج عن اضطراب بالجهاز العصبي ما يؤثر على وظائف المخ. ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص. وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية، أو اجتماعية.
إلا أن الاهتمام بالتوحد أصبح ضرورة من ضروريات الحياة، وذلك لانتشاره بين عدد كبير من أطفال العالم، وترجع الأهمية كذلك إلى غموض هذا المفهوم على كثير من الناس بجميع طبقاتهم الاجتماعية والثقافية، لأن التوحد من أكثر الاضطرابات والإعاقات غموضا، ويرجع ذلك الغموض إلى أن طفل التوحد لا تظهر عليه علامات الإعاقة كغيره من الأطفال الآخرين، لأنه يتسم بالوسامة والمظهر الخارجي العادي، وإنما الاضطراب الذي لديه تكون علاماته غريبة كالانطواء والرغبة في العزلة وضعف التواصل الإدراكي والاجتماعي واللغوي والحركي.
ويما يتعلق باعراض التوحد، فمن ابرزها مشاكل بالقدرة على التفاعل الاجتماعي: حيث يصبح الطفل فاقدا لاستخدام لغة الجسد مثل الحركات، والإيماءات، وتعابير الوجه، كما ويفقد أيضا قدرته على التواصل الجسدي. ويتجنب النظر بشكل مباشر، ويفتقد القدرة على إنشاء علاقات مع أشخاص بعمر مماثل، ويفضل الانعزال، وعدم مشاركة الآخرين بالنشاطات. كما يعاني من مشاكل بالتواصل اللغوي ومن النمو اللغوي، فيقتصر كلامه على عدد قليل من الكلمات، ويستخدم أحيانا كثيرة بعض الكلمات والعبارات التي لا تناسب عمره، ولا تناسب الموقف المستخدمة فيه.
كما يعاني من سلوك متكرر: حيث يعتمد على نمط معين في أمور حياته، ولا يغيره، ويصر على إبقائه، مثل: وضع اللعبة بشكل معين، أو ترتيب الأغراض على شكل صفوف، أو اللعب بلعبة واحدة، مشاهدة برنامج تلفازي واحد، أو يقوم بتكرار حركات جسديّة معيّنة أو ضرب الرأس، أو اهتزاز الجسد، أو رفرفة اليدين، أو تحريك الرأس، وغيره.
تشخيص التوحد يعد متنوعا، وحسب شدة المرض، وهو يمكن أن يكون خفيفا أو شديدا، ومن ناحية الأعراض فهي تختلف من شخص لآخر، لهذا يصبح التشخيص أمرا بغاية الصعوبة. وتشخيص التوحد يحتاج لفريق متخصص، وإجراء العديد من اختبارات التطور واللغة وسلوك الطفل، وإجراء فحوصات للدم، إضافة إلى فحص سريري، وقد تظهر على الطفل بعض العلامات المبكرة ، لكن الأهم أن يتم تشخيص طفل التوحد في وقت مبكر.
وختاما؛ ثمة طرق عديدة مستخدمة لعلاج اضطراب التوحد، منها علاج تربوي من خلال استخدام مجموعة من البرامج المتنوعة والمحتوية على العديد من الأنشطة، بهدف تحسين مهارات الاتصال والسلوك، والمهارات الاجتماعية. وعلاج سلوكي يستخدم برامج تعالج الصعوبات اللغوية، والسلوكية، والاجتماعية، إضافة لتعليم العديد من المهارات الجديدة، كما تركز بعضها على تعليم الأطفال كيفيّة التواصل مع الآخرين، والتصرّف بالمواقف الاجتماعية.
وثمة علاج دوائي لا يتم اللجوء إليه إلا بعد إخضاع الطفل للعلاج السلوكي، وفي حال لم يبد أي استجابة للعلاج السلوكي، وذلك في المراحل المتقدمة من فرط الحركة.

* وزيرة التنمية الاجتماعية






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :