-

رياضة

تاريخ النشر - 24-12-2017 10:56 AM     عدد المشاهدات 728    | عدد التعليقات 0

باولينيو .. نجم الكلاسيكو الذي عانى من العنصرية والفقر

الهاشمية نيوز - قرر البرازيلي باولينيو قبل 10 أعوام اعتزال كرة القدم، ويوم السبت، خطف أنظار العالم أجمع بمستواه الرائع في مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد والتي انتصر بها فريقه برشلونة بثلاثية لا رد لها.

ولم يرد جوزيه باولو بيزيرا جونيور، المعروف بـ"باولينيو" الرد على الاتصالات التي كانت تأتيه وهو في التاسعة عشرة من عمره، فقد تضرر كثيرا على المستوى الشخصي والنفسي عندما لعب في ليتوانيا، بسبب العنصرية، والكثير من الظلم في بولندا، بسبب عدم تسديد مستحقاته، ما دعاه إلى اتخاذ قرار بعدم لعب كرة القدم أبدا.

وتدخلت زوجته لحل مشكلته الشخصية، وذكرته بأن اعتزاله كرة القدم في هذه السن يعد عدم احترام لوالديه اللذين دعماه منذ الصغر كي يحقق أحلامه المتعلقة بكرة القدم منذ أن كان في الخامسة من عمره. وسألته زوجته بعد اتخاذه قراره الصادم، عما يستطيع فعله ونوع العمل الذي سيمتهنه، فأجاب بأنه لا يعرف شيئا سوى كرة القدم.

وتراجع باولينيو عن قراره بعد محاولات زوجته، فالتحق لاعب الوسط بنادي باو دي أكوسار للهواة في الدرجة الرابعة البرازيلية.

وبدأت مسيرة باولينيو الكروية فعليا في ليتوانيا بعمر الـ16، ويرى أنها انتهت بعد 10 أعوام عندما ترك لندن للذهاب إلى الصين، كما يظن الجميع "ولكن لم يكن بعلمهم أنني كنت أعيش وضعا أسوأ برفقة توتنهام".

وانتقل باولينيو إلى لودز البولندي، عقب تجربة ليتوانيا السيئة، إلا أنه عاد إلى البرازيل عام 2008، واستطاع الصعود مع باو دي أكوسار قبل أن ينضم إلى براغانتينو في الدرجة الثانية، ومنه إلى كورينثيانز الشهير، والذي أحرز معه ألقاب الدوري البرازيلي، كوبا ليبرتادوريس، وكأس العالم للأندية، ليهتم نادي إنتر ميلان الإيطالي بضمه، إلا أن باولينيو رفض العرض الإيطالي وقرر الذهاب إلى توتنهام الإنجليزي مقابل 17 مليون جنيه إسترليني.

وكان باولينيو على قناعة تامة أن الدوري الإنجليزي سيناسبه، إلا أنه سرعان ما اكتشف عكس ذلك عقب عامين مع الفريق اللندني وقال: لن أقول إنني ارتحت عقب خروجي من توتنهام، ولكني أعلم أني كنت في حاجة إلى المغادرة.


وزاد: أبدى أندري فيلاش بواش إعجابه بي، لكنه لم يستمر على رأس العمل طويلا، وتم استبداله بتيم شيروود الذي لم يكن هو الآخر سيئا، ولكن كان الوضع العام للفريق سيئا، ولعبت 28 مباراة في ذاك الموسم، قبل أن يأتي ماوريسيو بوتشيتينو بديلا لشيروود، وهو التغيير الكبير.

ولم يلعب باولينيو في موسمه الثاني كأساسي إلا في 3 لقاءات دورية، ولم يكن يلعب في مركزه أبدا "لعبت في مركزي بمباراتي الأولى تحت إشراف بوتشيتينو، عدا ذلك لعبت في مراكز أخرى في كل اللقاءات التي خضتها، لقد أخبرت المدرب أنه ليس مركزي، الجناح الأيسر، ولكني سألعب هناك إن أراد. وأردف باولينيو: لكن كنت أعلم بأني لن أؤدي أفضل ما عندي في مركز غير مركزي.

وعلم بعدها باولينيو أن الوقت قد حان للخروج ولكن إلى أين، ما دعاه إلى الجلوس مع دانييل ليفي، الرئيس التنفيذي لنادي توتنهام، فرد الأخير "لنرى".

وكان من المفترض أن تنتهي مسيرة باولينيو عقب ذهابه إلى غوانزو، إلا أن البرازيلي يرى أن اللعب أمام 13 مليون شخص في المدينة الأم لنادي غوانزو "شيء مثالي"، وأن الصين أعادت إحياء مشواره الكروي.

ولا يرى باولينيو أي تشابه بين الكرة الصينية والأوروبية، ويضيف: المستوى لا يقارن بإسبانيا وإنجلترا أو ألمانيا، إنها مختلفة كثيرا، ولكن تغير الوضع في عام 2016 بعد قدوم لافيتزي، جيرفينيو، جاكسون مارتينيز، كما أتى بعدهم أوسكار وهولك، ما رفع المستوى العام للدوري الصيني.

وأتبع: الدوري الصيني ليس في القمة، ولكن في بعض الأحيان يتركز اللعب بشكل بدني، فأندية كغوانزو وشانغهاي يملكان أفضل اللاعبين المحليين، بالإضافة إلى محترفين على مستوى عال جدا.


وبعد أن أحرز 6 ألقاب محلية وقارية مع النادي الصيني، عاد تيتي، مدرب المنتخب البرازيلي إلى استدعائه لتشكيلة المنتخب، ما وضعه في موقف لا ينسى، عندما كان واقفا ينتظر تسديد ركلة حرة فأتى إليه ميسي، وقال له: هل تود اللعب لبرشلونة؟ فأجاب باولينيو: إن كنت ستأخذني فأنا قادم.

ويشرح باولينيو لحظات قدوم عرض برشلونة له، فقال لوكيل أعماله: عندما يأتيك شيء رسمي أخبرني، كي نجلس ونتحدث سويا. وكان يرى بأنه لم يتبق من عمره الكروي سوى 3 – 4 أعوام، وأنه لا يريد جنونا في مسيرته.

وعقب تأكده من صحة العرض، أصر على الذهاب إلى النادي الكاتالوني أو البقاء برفقة غوانزو تحت إشراف مواطنه سكولاري. وواصل: كنا قد وصلنا إلى الأدوار النهائية في دوري أبطال آسيا، إلا أنني قلت لسكولاري، نحن نتحدث عن برشلونة، وليس عن أي ناد أو آخر، وأنا في عمر الـ29.

وتباطأ غوانزو في خروج باولينيو حتى يدفع برشلونة مبلغ فسخ العقد كاملا، ما دعا مشجعي غوانزو إلى الشعور بالغضب، لكن ليس أكثر من أنصار الفريق الكاتالوني التي تعرض حينها إلى ضربة قاضية بخروج نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، ما دعا المشجعين إلى الإيمان بأن التعاقد مع باولينيو يعد دليلا قاطعا على سوء إدارة برشلونة بقيادة بارتوميو.

وكان تقديم باولينيو كارثيا في نظر مشجعي كرة القدم، فقد أخطأ في التحكم بالكرة أمام عدد قليل ممن حضروا لتقديمه، ما اكد أن هذه الصفقة تشكل جميع صفات الفشل، بعمر 29، سعره 40 مليونا، قادم من الدوري الصيني، وفشل في توتنهام.


ويمتدح فالفيردي مدرب برشلونة مستويات وإمكانيات باولينيو، ويقول: نحن لم نكن نملك لاعبا بمستوياته وشخصيته، يملك جودة عالية وهامة من الناحية البدنية والتقنية.

ويؤكد باولينيو حديث مدربه: أنا من هذا النوع من اللاعبين، منذ أن كنت طفلا، أحب اللعب في خط الوسط وبدء الهجمة ثم المشاركة في إنهائها، لم أكن لاعبا في مركز بوسكيتس، أنا مركزي قريب من مركز ودور لامبارد.

ويرى باولينيو أنه دائما ما يلعب لنفسه وليس لإسكات النقاد وغيره. وأردف: لقد سمعت بأني أستمر بإسكات النقاد، ولكن ليست هذه هي الحالة، أنا لست مجبرا لأن أثبت نفسي لأي شخص، لا ألعب من أجل النقاد، ألعب فقط من أجل زملائي في الفريق، منذ أكثر من 3 – 4 أعوام، لم أسمع إلى أي شيء حولي، ولم أكترث، الناس دائما يتحدثون.

وبعد مرور أكثر من 10 أعوام، يدخل باولينيو ضمن التشكيلة الأساسية في أقوى مباراة كروية على مستوى العالم، كلاسيكو برشلونة وريال مدريد.

وساهم باولينيو في وصول فريقه إلى النسق العالي الحالي بعد أن أحرز 6 أهداف من أصل 17 جولة دورية، وهو أكثر من أحرز أهدافا في الموسم الحالي بين جميع لاعبي الوسط في الأندية الأخرى، كما يبتعد النادي الكاتالوني، المتصدر، عن غريمه ريال مدريد، الرابع، بفارق 14 نقطة ومباراة مؤجلة للأخير.

ويسترجع باولينيو ذكرياته عام 2015، عندما ذهب إلى الدوري الصيني برفقة غوانزو إيفرغراند، وأنه إذا سُئل آنذاك هل من الممكن أن يشارك مع منتخب البرازيل في كأس العالم 2018 بروسيا أو بقميص الفريق الكاتالوني، فأجاب: بالطبع لا، مستحيل.

ويشتكي باولينيو بأن مسيرته الكروية أشبه بلعبة قطار الموت، لما تعرض له من انحناءات ولحظات جميلة وسيئة في مسيرته كلها، فقد لعب البرازيلي في 6 دول و3 قارات، كما تعرض لأسوأ إهانة في تاريخ البرازيل.

ويسترجع باولينيو شيئا من ذكرياته السيئة: كانت مغادرتي في عمر الـ17 صعبة جدا، وبعد تعرضي إلى العنصرية وعدم إعطائي مستحقاتي، قررت الاعتزال، كنت فقط أود أن أحترم.

ويختتم باولينيو بشيء من الماضي: لم يملك والدي الكثير حينها، ولكن تجاوزنا ذلك، والآن نضحك كثيرا إذا تذكرنا قرار الاعتزال.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :