ما زال في الأمة من لا يساوم…شكرًا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين

الهاشمية نيوز - بقلم الدكتورة المحامية رنا محمد داوود المهيرات.
كاتبة في الشأن العام الأردني .
مع بدء تنفيذ خطوات قرار وقف الحرب على غزة، يقف الأردنيون ومعهم كل الأحرار في العالم وقفة فخر وامتنان، لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الذي لم يتعب يومًا من قول الحقيقة، ولم يتردد لحظة في الدفاع عن الإنسان والحقّ، مهما كانت الضغوط أو التحديات.
منذ الأيام الأولى للعدوان، كان جلالته الصوت العربي الأصدق، الذي تحدّث بضميرٍ إنساني حيّ، حين اختار كثيرون الصمت أو التبرير. كانت كلماته للعالم رسالة واضحة: إن ما يحدث في غزة ليس صراعًا سياسيًا، بل جرح إنساني مفتوح، وألم لا يمكن السكوت عنه.
لم تكن مواقفه نابعة من سياسة باردة، بل من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه شعبٍ يعاني منذ عقود، وتجاه قضيةٍ راسخة في وجدان كل عربي شريف. تحدّث جلالته باسم الملايين، وذكّر العالم بأن الكرامة لا تُجزأ، وأن الدم الفلسطيني ليس رقمًا في نشرات الأخبار، بل حياة يجب أن تُصان.
واليوم، مع بدء مراحل وقف الحرب، نستشعر أثر تلك المواقف التي لم تهادن، وتلك الجهود الدبلوماسية التي لم تتوقف، حتى وصلت الرسالة إلى كل من يملك ذرة من ضمير: أن في هذه الأمة قادة لا يساومون، وأن في الأردن قيادة ما زالت تُدافع عن العدالة والإنسان مهما تغيرت الموازين.

شكرًا جلالة الملك،
لأنك كنت صدى الضمير العربي حين خفتت الأصوات،
وشكرًا لأنك قلتها للعالم بكل ثباتٍ وشرف:
ما زال في الأمة من لا يساوم، ولا يساير، ولا يصمت حين يُهان الإنسان.