تاريخ النشر - 17-07-2025 08:39 PM عدد المشاهدات 1 | عدد التعليقات 0
فاجعة أسامة عواودة: نداء من أجل سلامة شبابنا ومستقبلهم

الهاشمية نيوز - بقلم: هيئة التحرير
بقلوب يعتصرها الألم، تلقينا نبأ وفاة الشاب أسامة عواودة، مهندس عشريني دفعته ظروف البطالة للعمل في خدمة توصيل الطلبات بدراجة سكوتر، ليوافيه الأجل إثر حادث مؤسف سببه كلب ضال في شوارع عمان. فاجعة أسامة ليست مجرد حادثة فردية، بل هي صرخة مدوية في وجه قضايا مجتمعية ملحة تستدعي وقفة جادة من الجميع.
نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى عائلة الفقيد أسامة عواودة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إن فقدان شاب في مقتبل العمر وطموحه بهذا الشكل المأساوي هو خسارة فادحة لنا جميعاً.
رسالة إلى كل مواطن أردني: السلامة أولاً
إلى كل شاب وشابة يعتمدون على الدراجات كوسيلة للتنقل أو العمل، نناشدكم بضرورة الالتزام بمعايير السلامة والأمان. ارتداء الخوذة الواقية للرأس، وواقيات الركب والأكواع، والملابس العاكسة للضوء ليس خياراً، بل هو ضرورة قصوى لضمان سلامتكم وتقليل مخاطر الحوادث. حياتكم غالية، وحمايتها مسؤوليتنا جميعاً. يجب أن نعي أن القيادة الآمنة والواعية هي درعكم الأول في وجه المخاطر المحتملة على الطرقات.
رسالة إلى الحكومة الأردنية: مسؤولية لا تحتمل التأجيل
يا أصحاب القرار في حكومتنا الرشيدة، إن فاجعة أسامة تضع على عاتقكم مسؤولية مضاعفة لمعالجة قضايا باتت تؤرق مجتمعنا.
أولاً، ملف الكلاب الضالة المنتشرة في شوارع المدن والقرى لم يعد يحتمل التأجيل. إنها تشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين، خصوصاً مستخدمي الدراجات والمشاة. ندعوكم لوضع خطة وطنية شاملة ومستدامة للتعامل مع هذه الظاهرة بطرق إنسانية وفعالة، تضمن سلامة الجميع.
ثانياً، قضية البطالة بين الشباب الخريجين أصبحت هاجساً يؤرق كل بيت أردني. أسامة، المهندس الذي اضطر للعمل في التوصيل، هو مثال حي على معاناة الآلاف من شبابنا المؤهلين الذين يفتقرون لفرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم وطموحاتهم. ندعوكم إلى تكثيف الجهود وتطوير استراتيجيات فعالة لتوفير فرص عمل كريمة ومستدامة لشبابنا، والاستفادة من طاقاتهم في بناء الوطن وتقدمه.
ثالثاً، أصبحت الحاجة ملحة لتخصيص مسارات خاصة وآمنة للدراجات الهوائية والنارية (السكوتر) في شوارع المدن. إن النمو المتزايد في استخدام هذه الوسائل يتطلب بنية تحتية داعمة تضمن سلامة مستخدميها وتفصلهم عن حركة المرور الكثيفة، مما يقلل من حوادث السير ويشجع على استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة.
إن دم أسامة عواودة يستدعي منا جميعاً، أفراداً ومسؤولين، وقفة ضمير ومراجعة حقيقية. فلنجعل من هذه الفاجعة نقطة تحول نحو بيئة أكثر أماناً، وفرصاً أفضل لشبابنا، ومستقبل أكثر إشراقاً لأردننا الحبيب.