-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-04-2025 08:25 PM     عدد المشاهدات 1    | عدد التعليقات 0

استدراج الأفعى: مفاوضات إيران وأمريكا بين الإغراء السياسي والتفكيك التدريجي

الهاشمية نيوز - بقلم: الأستاذ الدكتور هاشم الحمامي
في عالم السياسة، لا يُسمع وقع الخطى دائماً، فالأسود لا تزأر قبل أن تنقضّ، والثعالب لا تظهر إلا لتخدع. وفي الشرق الأوسط، حيث تتشابك النار بالنفط والدين بالدم، تتكرر ذات المسرحية، لكن بأقنعة متجددة. في الحادي عشر من نيسان، جلس خصمان لدودان – أمريكا وإيران – على طاولة مفاوضات، ظاهرها دبلوماسية... وباطنها فخ نُسج بخيوط الخداع الاستراتيجي، هل هي مفاوضات لحل الأزمة؟ أم دعوة مغلّفة لإخراج الأفعى من جحرها تمهيداً لقطع رأسها؟
مشهد أول: التفاوض تحت ضغط السلاح
إيران، التي لطالما تباهت بممانعتها ورفضها للحوار المباشر مع "الشيطان الأكبر"، وجدت نفسها فجأة في قلب حوار لم تعلن عنه رسمياً، لكنه حدث، المفاوضات التي قيل إنها "غير مباشرة"، جاءت بعد تصاعد التهديدات الأمريكية وتصريحات عسكرية أوحت بأن الخيارات المطروحة تتراوح بين القوة أو التفاوض، وأن طهران لم تعد تملك ترف المماطلة
مشهد ثانٍ: الكعكة الإيرانية... وعروض التريليونات
كمن يعرض الجزرة أمام السوط، حاولت إيران إغراء الطرف الأمريكي بعروض استثمارية خيالية. البداية كانت بتريليون دولار، ثم تضاعف الرقم حتى بلغ حديثاً 8 تريليونات، في محاولة لإقناع واشنطن بأن الصفقة معها تستحق. لكن من يقرأ أرقام الواقع، يدرك أن هذه "الكعكة الإيرانية" ليست سوى وهم تسويقي لإنقاذ نظام مأزوم.
مشهد ثالث: ترامب... رجل العرض أم صانع القرار؟
دونالد ترامب، الرئيس العائد بأسلوبه الصاخب، يبدو أمام الشاشات كقائد صلب يملك الكلمة العليا. لكنه في كواليس السلطة، ليس وحده من يقرر. اللوبي الإسرائيلي، والدولة العميقة، والمؤسسات الأمنية الأمريكية، جميعهم جزء من ماكينة القرار. وهم، على الأرجح، من يقودون هذا المخطط لإخراج إيران من جحرها، تمهيداً لتجريدها من أدواتها التي هددت المنطقة لعقود.
مشهد رابع: تفكيك الأذرع قبل المفاعل
قبل أن تصل أمريكا إلى المفاعل النووي، هناك خطة تسير على مسار موازٍ: تفكيك أذرع إيران. الحوثيون، حزب الله، الميليشيات في العراق وإنهاء ملف غزة ... هذه هي المعارك الفعلية التي تُخاض الآن على الأرض. وما يجري في طاولة المفاوضات ليس سوى ستار لدخان الحرب الحقيقية.
مشهد خامس: العرب ليسوا متفرجين
الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين وقطر، تراقب بقلق وتشارك خلف الكواليس. فرفع العقوبات عن إيران دون ضمانات حقيقية يعني تهديداً مباشراً لأمنها القومي. هذه الدول تدفع باتجاه اتفاق لا يُخرج إيران من الحصار فحسب، بل يُحجمها ويقيد نفوذها لعقود قادمة.
خاتمة:
الذين ظنّوا أن التفاوض نصر دبلوماسي لإيران، نسوا أن الفخاخ لا تُنصب في العلن. الولايات المتحدة لم تأتي للحوار من موقع ضعف، بل من موقع رسم خريطة جديدة للمنطقة. إيران اليوم ليست في قلب المعادلة، بل على رقعة الشطرنج، تُقاد إلى المجهول بوعود الاستثمار وأوهام النجاة.
السؤال الآن ليس: هل ستتفق أمريكا وإيران؟
بل: ماذا سيكون الثمن الخفي الذي ستدفعه طهران؟ وهل تدرك أنها دخلت إلى القفص... بقدميها؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :