تاريخ النشر - 06-04-2025 02:09 PM عدد المشاهدات 1 | عدد التعليقات 0
إيران أمام خيار مصيري: هل تسبق الضربة الإسرائيلية بهجوم مباغت؟

الهاشمية نيوز - بقلم: الدكتور هاشم الحمامي
في خضم التحولات العاصفة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يتصاعد سؤال استراتيجي بات يفرض نفسه على طاولة صناع القرار في طهران وتل أبيب على حد سواء: هل تقدم إيران على ضربة استباقية ضد إسرائيل قبل أن تُسحق قدراتها العسكرية والنووية في هجوم مشترك إسرائيلي–أميركي؟
من غزة إلى طهران: خارطة التوتر الملتهبة
بدأت شرارة التصعيد في 7 أكتوبر 2023، عندما شنّت حركة "حماس" هجوماً مفاجئاً أربك المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتبعه ردّ عنيف على قطاع غزة أسفر عن دمار هائل وسقوط آلاف الضحايا. وعلى إثر ذلك، دخل "حزب الله" اللبناني على خط المواجهة، ما تسبب في اندلاع حرب استنزاف في الجنوب اللبناني، خلّفت آثاراً كارثية على قدرات الحزب.
في الوقت ذاته، استهدفت إسرائيل، بدعم أميركي، مواقع استراتيجية للحوثيين في اليمن، أعقبها تدخل جوي مباشر من واشنطن ألحق أضراراً جسيمة بقدراتهم الصاروخية، مقلصاً من تأثيرهم في تهديد الملاحة الدولية. المحور الإقليمي الداعم لإيران بدأ يتهاوى واحداً تلو الآخر.
إيران في مواجهة مباشرة مع إسرائيل
مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فقدت طهران أهم حليف لها في المنطقة، لتجد نفسها أخيراً في مواجهة مكشوفة مع إسرائيل. الأشهر الأخيرة شهدت تبادلاً مباشراً للهجمات بين الجانبين، حيث ضربت إسرائيل منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، وردّت الأخيرة بإطلاق صواريخ وصلت إلى أطراف تل أبيب.
الإنذار الأميركي الأخير: التفاوض أو التصعيد
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أضفت مزيداً من التصعيد على المشهد، حيث وجّه تحذيراً صارماً لطهران، داعياً إياها للتفاوض أو الاستعداد لـ"الخيار الأصعب" – في إشارة إلى احتمال شنّ هجمات شاملة على منشآتها النووية والعسكرية. تزامن ذلك مع حشود عسكرية أميركية ضخمة ومناورات عسكرية تحاكي سيناريو ضرب إيران، في مشهد يُعيد إلى الأذهان مقدمات الحروب الكبرى.
الضربة الاستباقية: فرصة إيران الأخيرة لتغيير المعادلة؟
في ظل هذا الحصار الاستراتيجي المتزايد، تبدو إيران أمام خيار لا مفر منه: تنفيذ ضربة صاروخية مباغتة ضد أهداف حيوية داخل إسرائيل – من قواعد عسكرية إلى منشآت طاقة – في محاولة لقلب الطاولة قبل أن تُقصَف مراكز ثقلها العسكري.
التاريخ القريب يقدم لإيران درساً بالغ الأهمية: فحينما تباطأ "حزب الله" في اتخاذ قرار الضربة الاستباقية، تلقى ضربة إسرائيلية مدمرة شلّت قدراته. طهران تدرك أن تكرار الخطأ ذاته قد يكون انتحاراً استراتيجياً هذه المرة.
الخاتمة: لحظة الحقيقة تقترب
بين التهديد الإسرائيلي الصريح، والاستعدادات العسكرية الأميركية المتسارعة، والتآكل الواضح في نفوذها الإقليمي، تجد إيران نفسها أمام لحظة مفصلية في تاريخها الحديث.
هل تختار طهران المغامرة بضربة استباقية قد تؤخر الهجوم الكبير وتعيد رسم قواعد الاشتباك؟ أم تُراهن مجدداً على سياسة الصبر الاستراتيجي، التي جرّت عليها الخسائر في أكثر من جبهة؟
الشرق الأوسط على وشك دخول مرحلة جديدة، قد تعيد تشكيل موازين القوى لعقود مقبلة. والعالم يترقّب، بقلق، الخطوة التالية.