-

كتابنا

تاريخ النشر - 22-03-2025 12:49 AM     عدد المشاهدات 1    | عدد التعليقات 0

حافة الهاوية: هل باتت الحرب الشاملة بين إيران وخصومها وشيكة

الهاشمية نيوز - بقلم الدكتور هاشم الحمامي
مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يبدو أن المواجهة بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، قد بلغت مرحلة غير مسبوقة من التصعيد. ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، واستمرار بنيامين نتنياهو في قيادة حكومة إسرائيلية متشددة، تتجه السياسة الأمريكية والإسرائيلية نحو نهج أكثر صرامة تجاه طهران، مما يضع المنطقة أمام سيناريوهات خطيرة قد تعيد تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط.
تصعيد في غزة واليمن: سياسة الضغط الأقصى؟
في 18 مارس 2025، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد هدنة استمرت شهرين، ما أسفر عن مئات الضحايا، معظمهم من المدنيين. الحكومة الإسرائيلية بررت التصعيد بأنه ضرورة أمنية للقضاء على تهديد الفصائل المسلحة، في ظل إدانات دولية متزايدة.
بالتوازي مع ذلك، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين في اليمن، رداً على هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. واشنطن ترى أن هذه الهجمات جزء من استراتيجية إيرانية لتوسيع نفوذها الإقليمي، مما دفع ترامب إلى توجيه تحذير شديد اللهجة إلى طهران، مطالبًا إياها بـ"إعادة حساباتها أو مواجهة الخيار الأصعب".
تحالف أمريكي-إسرائيلي لمواجهة النفوذ الإيراني
تعتقد إسرائيل أن وجود إدارة أمريكية بقيادة ترامب يوفر لها فرصة لتعزيز موقفها العسكري تجاه إيران، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي والصاروخي. ووفقاً لتقارير استخباراتية أمريكية، فإن تل أبيب تدرس توجيه ضربات استباقية لمنشآت إيران النووية لمنعها من امتلاك سلاح نووي، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي غير مسبوق.
من جهتها، ترى واشنطن أن احتواء النفوذ الإيراني لا يقتصر على منع حصولها على السلاح النووي، بل يمتد إلى كبح جماح وكلائها في العراق ولبنان واليمن. ومع وجود إدارة جمهورية تتبنى نهجاً أكثر تشدداً، تبدو الخيارات العسكرية مطروحة بقوة، رغم تحذيرات بعض الخبراء من أن المواجهة المباشرة مع إيران قد تؤدي إلى تداعيات غير محسوبة.
اليمين الإسرائيلي وتأجيج الصراع
حكومة نتنياهو، التي تضم شخصيات من اليمين المتطرف، تتبنى مقاربة عدوانية تجاه إيران. فهي ترى أن الحلول الدبلوماسية لن تجدي نفعاً، وأن الحل العسكري قد يكون الخيار الوحيد لإزالة التهديد الإيراني. في المقابل، تؤكد طهران أن دعمها لحلفائها في المنطقة هو جزء من استراتيجيتها لمواجهة ما تصفه بـ"الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية"، متوعدة بردود فعل قوية في حال تعرضت منشآتها النووية أو قواعدها العسكرية لهجوم مباشر.
الخيار النووي: هل تقترب إيران من السلاح؟
مع تزايد الضغوط الغربية، تزداد المخاوف من أن تلجأ إيران إلى تسريع برنامجها النووي كوسيلة ردع. تقارير استخباراتية غربية تشير إلى أن طهران قد تكون أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي، وهو ما قد يعيد رسم موازين القوى في المنطقة. مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، حذر مؤخراً من أن إيران ربما تكون على بعد أشهر فقط من تحقيق هذا الهدف، مما يرفع احتمالية لجوء إسرائيل إلى ضربات وقائية.
سيناريوهات المستقبل: إلى أين يتجه الشرق الأوسط؟
مع استمرار التصعيد، هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية قد تحدد مستقبل المنطقة:
1. حرب إقليمية شاملة: إذا استمرت الضربات الإسرائيلية والأمريكية ضد إيران ووكلائها، فقد تتطور المواجهة إلى حرب مفتوحة تشمل أطرافاً إقليمية ودولية.
2. مفاوضات تحت الضغط: قد تضطر إيران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بشروط أمريكية وإسرائيلية أكثر صرامة، خصوصاً إذا واجهت ضغوطاً عسكرية واقتصادية متزايدة.
3. تصعيد غير مباشر عبر الوكلاء: قد ترد إيران بتوسيع نطاق هجمات ميليشياتها في العراق ولبنان واليمن، مما قد يؤدي إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار الإقليمي.
خاتمة: صراع مفتوح أم حلول دبلوماسية؟
الشرق الأوسط يقف اليوم على حافة الهاوية، في ظل تصعيد غير مسبوق بين إيران وخصومها. وبينما تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تقويض النفوذ الإيراني، تواصل طهران تبني استراتيجية المقاومة والتصعيد. ومع غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: هل ستشهد المنطقة انفجاراً عسكرياً يغير معادلاتها لعقود، أم أن الدبلوماسية ستنجح في احتواء الصراع قبل أن يفلت من السيطرة؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :