-

كتابنا

تاريخ النشر - 03-09-2024 09:50 AM     عدد المشاهدات 1    | عدد التعليقات 0

(اليوم العالمي لناطحات السحاب) .. هل تدخل عمّان سباقات التعالي العمراني ؟

الهاشمية نيوز - خالد سامح
يصادف اليوم (3 أيلول) اليوم العالمي لـ»ناطحات السحاب»، وقد تم اختيار هذا اليوم لتخليد ذكرى ميلاد المهندس لويس سوليفان (3 أيلول 1856 – 14 نيسان 1924م ) أول من صمم ناطحات سحاب في العالم، وهو من أشهر المعماريين الأمريكيين، احتل المكانة نفسها التي اشتُهر بها فرانك لويد رايت وهنري هوسبون ريتشاردسون. وظهر تأثير سوليفان نتيجة لجودة وإصالة تصميماته المعمارية وكذلك من كتاباته المبدعة عن النظرية المعمارية. وكان رائدًا لمدرسة شيكاغو المعمارية.
قام سوليفان، أكثر من أي مهندس معماري آخر في القرن التاسع عشر الميلادي، بجمع الخطوط الرئيسية للمعمار والهندسة مع النظريات الشاملة للطبيعة والتغير الاجتماعي. واعتبر سوليفان أن ابتكار مبنى ما، ليس مجرد مشكلة تصميم وتلبية للاحتياجات العملية أو تطوير تصميم إنشائي، وإنما هو في رأيه تعبير عن نظرة للإنسانية، وللطبيعة، والمجتمع. وقد استخدم الزخرفة والتصميم والمنافع، والبناء للتعبير عن فلسفته هذه، وردد وروّج لعبارته المشهورة الشكل يتبع الوظيفة، ورأى أن الوظيفة تعني أكثر من مجرد إرضاء للاحتياجات العملية أو الوصول إلى بناء منطقي، وإنما يجب أن يكون المبنى عضويًا من الناحية الوظيفية، بمعنى أنه يجب أن يكون تعبيرًا عن وجهة نظر المهندس تجاه الطبيعة والمجتمع.
وقد صمم أيضًا في عام 1890م مبنى واينرايت بمدينة سانت لويس بولاية ميسوري وهو يُعد من أول المباني المعبرة بوضوح عن قوة الدفع الرأسية لناطحة السحاب.ناطحة السحاب هي مبنى شاهق صالح للسكن بشكل مستمر ويتكون من عدة طوابق، وعادة ما يكون مصممًا للاستخدام المكتبي والتجاري. لا يوجد تعريف رسمي أو ارتفاع يمكن تصنيف المبنى فوقه على أنه ناطحة سحاب. إحدى السمات المشتركة بين ناطحات السحاب هي وجود إطار فولاذي يدعم الجدران الستارية.
السلبيات والايجابيات
اليوم، أصبحت ناطحات السحاب مشهدًا شائعًا بشكل متزايد في الأماكن التي تكون فيها الأراضي باهظة الثمن، كما هو الحال في مراكز المدن الكبرى، لأنها توفر نسبة عالية جدًا من المساحات الأرضية القابلة للتأجير لكل وحدة مساحة من الأرض. لا يتم بناؤها فقط من أجل الاقتصاد في المساحة؛ فمثل المعابد والقصور في الماضي، تعتبر ناطحات السحاب رموزًا للقوة الاقتصادية للمدينة. فهي لا تحدد أفق المدينة فحسب، بل إنها تساعد في تحديد هوية المدينة. في بعض الحالات، تم بناء ناطحات السحاب الشاهقة بشكل استثنائي ليس بدافع الضرورة، ولكن للمساعدة في تحديد هوية المدينة ووجودها أو قوتها كمدينة.

ورغم تباين المواقف من فكرة الأبراج وناطحات السحاب الا أنه يصعب انكار أنها باتت مفردة أساسية في المشهد العمراني حول العالم ( حتى في بعض الدول الفقيرة والنامية)، وجزءا مهما في الثقافة العمرانية المعاصرة، البعض يرفضها كليا ويرى أنها مكلفة وغير مجدية وسلبية الأثر بيئيا، لا بل ويربطونها بظهور القوى الامبريالية الكبرى وتباهيها بسيطرتها على العالم واستعراض قوتها الاقتصادية، الا أن آخرين يروجون لفكرة أن هذا الشكل هو تطور حتمي للعمارة وهو أحد تجليات الابداع والخيال الانساني في مجال العمارة والانشاء.
بين التراث والحداثة
عندما انتشرت ناطحات السحاب في الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهايات القرن التاسع عشر أحجمت العديد من الدول المتقدمة والغنية مثل فرنسا وبريطانيا عن تقليد الأمريككين، وذلك حفاظاً على الطابع المعماري الفريد والهوية العمرانية لمدن تلك البلاد، وإلى الآن يعتبر عدد ناطحات السحاب قليل جداً في أوروبا إذا ما قورن بعددها في الولايات المتحدة.
دولٌ أخرى ذهبت لاستلهام النموذج الأمريكي مثل أستراليا واليابان، لتلحق بها دول أخرى أيضاً تطور اقتصادها بصورة متسارعة مثل الصين كوريا الجنوبية والهند وجنوب أفريقيا ودول الخليج العربي وتايوان وروسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، والآن لدى هذه الدول ناطحات سحاب تفوق طولاً وفخامةً تلك التي اشتهرت بها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن أعلى ناطحة سحاب على وجه الأرض هي «برج خليفة» في دبي.
وفي عمّان أيضاً!
تجاوز طول بعض الأبراج في عمان المئة وخمسين متراً ومنها برجا الدوار السادس وأبراج بوليفارد العبدلي وأبراج زارا، حيث التحقت عمّان بسرعة بركب المدن الحديثة، وشهدت بعد قيام الدولة الحديثة واستقلال البلاد «غزوا ثقافيا عمرانيا» - اذا صح التعبير-، فمنذ خمسينيات القرن الماضي بدأت التصاميم الهندسية للأبنية في عمان تهجر الأنماط التقليدية الموروثة في بلاد الشام، وتأثرت بصورة كبيرة بالعمارة الأوروبية سواء في بناء المنازل أو الدوائر الحكومية والخاصة، واستمر هذا التأثر وصولا الى الانفتاح الاقتصادي ودخول المستثمرين للسوق مقترحين التوسع العمودي كشكل جديد للعمران، عندها ظهرت عدد من الأبراج العالية في بقع مختلفة من العاصمة منذ نهاية السبعينيات، كعمارة البرج في جبل عمان ومجمع بنك الاسكان في الشميساني، وصولاً إلى الألفية الجديدة وما شهدت من تطورات جذرية على المشهد العمراني المحلي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :