تاريخ النشر - 13-05-2024 10:42 AM عدد المشاهدات 36 | عدد التعليقات 0
قهر الطفولة في غزة
الهاشمية نيوز -
خولة كامل الكردي
سمية طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلها فأصيبت بشظية أثناء لعبها مما أدى إلى قطع يدها من الكتف، وأدخلت المستشفى وهي ما تزال قيد العلاج، تعاني آلاماً مبرحة لا يتحملها البالغ، فكيف لطفلة في عمر الزهور أن تحدث لها تلك المأساة، وهي في عمر يلعب فيه الأطفال ويلهون بكل أمن وسلام، ونسأل السؤال الذي ما ينفك أن يتردد ولا جواب له؟! ما ذنبها أن تفقد ذراعها بسبب قصف لا ينقطع يوقع العديد من الشهداء والجرحى ويسقط البيوت على رؤوس ساكنيها؟ وما ذنب أطفال غزة في حرب وحشية شنتها دولة الاحتلال على غزة؟! إنها قلوب لا تعرف الرحمة، قلوب قدت من صخر.
وليلى قصة أخرى لطفلة بترت أصابع قدمها وهي في أزهى أيام عمرها، تدفعها أمها بكرسي متحرك وهي تكابد الأوجاع التي لا تبارح جسدها الغض البريء، كل هذا مرده إلى النقص الكبير في المستلزمات الطبية والعقاقير الدوائية، لم يستطع أن يؤمن لها الأطباء هي وغيرها العديد من الأطفال مهدئ يسكن عليها الآلام الشديدة التي تشعر بها، ومثلها أمثال من أطفال مبتوري الأطراف وآخرين فقدوا أبصارهم، وأطفال يعانون من رهاب نفسي من صوت المدافع والطائرات والقاذفات الصاروخية.
لا تبدو وجود مؤشرات أن هذا الاحتلال الغاشم ينوي رفع يده عن قصف الأبرياء والإصرار على تدمير ما تبقى من معالم الحياة في قطاع غزة، والتهديد بعملية عسكرية واسعة في رفح بدأت ملامحها تلوح في الأفق، لا ريب أن حكومة نتنياهو لديها نوايا عدوانية بإشعال المنطقة برمتها وملامحها ظاهرة لكل متمعن في مجريات الأحداث وتصاعدها في القطاع. المجتمع الدولي عليه مسؤوليات يتعين عليه القيام بها، بدل الاكتفاء بالشجب والاستنكار كما قال الشاعر:
أقول هذا عسى حر يقول معي
ما كان أحوج الناس للخرس
هو ذاته المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً على أعمال القتل الهمجية التي يمارسها بحق الأطفال الأبرياء، الذين لا يشكلون أي تهديد أو خطر على الكيان الصهيوني، الذي ما كان له أن يكون لولا قرار تقسيم فلسطين المشؤوم الذي أيده المجتمع الدولي الظالم.