-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 25-04-2024 09:30 AM     عدد المشاهدات 34    | عدد التعليقات 0

(كوابيس) تفسد نومك .. ما السر وراءها ومدى تأثيراتها على المزاج؟

الهاشمية نيوز - في ساعات الليل، يصبح البعض فريسةً للجوع ونهم الطعام، ما يدفعهم إلى تناول وجبة دسمة قبل الذهاب للفراش. لكن، هل تعلم أنّ هذه العادة قد تُخلّ بنومك وتزعج أحلامك، مسببة لك الكوابيس والأرق الليلي؟

يربط الكثيرون بين الشعور بالأحلام المزعجة والكوابيس وتناول وجبة دسمة قبل النوم، خاصةً تلك التي تحتوي على الدهون والسكريات، بل يرى البعض أنّ تناول الطعام في وقت متأخر يُعدّ السبب الرئيسي لهذه الظاهرة بسبب النشاط الذهني الذي يجعل الدماغ متيقظا.

يعاني سليم محمود (28 عاماً) من انخفاض في طاقته خلال ساعات العمل، جرّاء التوتر الذي يواجهه. وللتعويض عن ذلك، يتناول وجبة خفيفة خلال النهار، مما يدفعه إلى تأخير وجبته الرئيسية "الدسمة" إلى ما قبل النوم. هذه العادة تسبب له شعوراً بالثقل وزيادةً في الوزن، كذلك تكرار الكوابيس المزعجة خلال نومه.
طبياً وغذائياً؛ فإن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل مضر بالصحة، حيث تبين الدراسات أنه يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، ويزداد التمثيل الغذائي، وان تناول وجبة دسمة قبل النوم وصفة ناجحة لزيادة الوزن وكذلك جرعة الاحلام المزعجة، لأن المعدة تحتاج الى جهد مضاعف من أجل الهضم، ما يعزز نشاط الدماغ اللاواع لاسيما في حالة التعب والنعاس، وبالتالي يؤدي ذلك الى زيادة الكوابيس أثناء النوم.
قبل حلول شهر رمضان، كانت مرح تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا وتتجنب وجبة العشاء. لكنّ تغيرا طرأ على نمطها الغذائي خلال رمضان، حيث لم تتمكن من تخطي وجبة السحور، ونتيجة لذلك؛ كانت والدتها تعد لها وجبة دسمة قبل النوم، أدّى ذلك إلى شعور بالتعب والكوابيس عند نومها، واستمرت هذه الحالة حتى بعد انتهاء شهر رمضان.
تُشير اختصاصية التغذية الدكتورة آيه أبو غلاسي إلى أنّ عملية الهضم تختلف من شخص لآخر، وكذلك بين الرجال والنساء بعد تناول الطعام، ففي المتوسط، يستغرق الطعام من 6 إلى 8 ساعات للمرور عبر المعدة والأمعاء الدقيقة، ثمّ ينتقل إلى الأمعاء الغليظة (القولون) لاستكمال عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، وأخيراً للتخلص من الفضلات.
ويستغرق الطعام حوالي 36 ساعة ليتحرك عبر القولون بأكمله بشكل عام، وتستغرق العملية بأكملها من لحظة بلع الطعام إلى وقت خروجه من الجسم حوالي يومين إلى خمسة أيام، اعتمادا على الفرد، كما أشارت أبو غلاسي بانه لا يوجد طعام بحد ذاته يمكن ان يسبب الكوابيس لجميع الناس، ولكن تناول كمية كبيرة من الطعام بالقرب من وقت النوم يمكن ان يؤثر على جودة النوم، وكما تظهر الأبحاث فإن تناول وجبات عالية السعرات الحرارية مع كميات كبيرة من الدهون او الكربوهيدرات قبل اقل من ساعة من موعد النوم يمكن أن يطيل الوقت ويستغرق الأمر للدخول بمرحلة النوم العميق.
وفي البحث الذي نُشر في مجلة Frontiers in Psychology؛ أفاد 31 % من الذين تمت دراسة حالتهم، أن أحلامًا تكون غريبة بعد تناول الأطعمة مثل الكعك، إذ يمكن لهذه الأطعمة السكرية أن تغير تكوينات الحلم أثناء مرحلة حركة العين السريعة، (REM)؛ لذا من المناسب تناولها قبل ست ساعات على الأقل من النوم، ووفق ذات الدراسة، فإن تناول السكريات قبل النوم مباشرة يمكن ان يجعل الشخص يستيقظ في منتصف الليل، ووجدت إحدى الدراسات ان المشاركين الذين تناولوا الطعام او الشراب قبل أقل من ساعة من الذهاب إلى السرير كانوا أكثر عرضة للاستيقاظ بعد النوم من الأشخاص الذين تناولوا شيئا ما قبل ساعتين أو أكثر من موعد النوم.
ويعدّ الكافيين من المنبهات التي قد تعيق النوم وتسبب الكوابيس، كما أكّدت بعض الدراسات المتخصصة المنشورة على مواقع طبية، وبينما تشير دراسات أخرى إلى أن الجبن والأطعمة الغنية بالتوابل قد تسبّب أحلاما مزعجة، إلا أنّ ذلك يتطلب المزيد من الدراسات الدقيقة للتأكيد على صحتها.
وتؤكد أبو غلاسي على أنّه لا يوجد حل سحري أو طعام واحد مضمون لضمان نومٍ أفضل. لكن، هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تُساعد على تسهيل النوم، مثل: العنب الأحمر، والكيوي والمكسرات، تحديدا اللوز وجوز عين الجمل، لما تحتويه من مادة الميلاتونين والأوميجا 3 والمغنيسيوم والزنك التي جميعها تساعد على نوم أفضل، كما أن البابونج يتحوي على بعض مضادات الأكسدة التي تعزز الشعور بالنعاس وتقلل من الأرق، كما يساعد الموز على تحسين النوم لما يحتويه من المغنيسيوم.
وبما يتعلق بـ"الكوابيس"، فإنها تبدأ منذ الطفولة (ما بين عمر 3 سنوات إلى 6 سنوات تقريبا) ثم تميل إلى الانخفاض بعد سن العاشرة وخلال فترة المراهقة والشباب لوحظ أن الفتيات يعانين من الكوابيس أكثر من الذكور، ويوجد بعض الأشخاص الذين هم عرضة للكوابيس اكثر من غيرهم، ويزيد من شعورهم بالتوتر والضغط والأرق، كذلك التعرض للصدمة وممن يحصلون على ساعات نوم قليلة، ويتناولون الأدوية كذلك.
اختصاصي الأمراض النفسية وعلاج الإدمان الدكتور محمد أبوصليح يوضح أنّ هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث الكوابيس، ومنها الضغوط والاضطرابات النفسية والعاطفية، كالقلق والإكتئاب، وتأثير بعض الأدوية والمواد مثل الكحول، واضطرابات النوم، بالإضافة إلى أن تناول وجبة ثقيلة قبل النوم يمكن أن يزيد من نشاط الدماغ اثناء الليل مما يسبب الكوابيس.
يؤكد أبوصليح على أن الكوابيس، بالرغم من أنها ليست خطيرة في حدّ ذاتها، إلّا أنّها قد تؤثر سلباً على جودة النوم، ما يسبب الإرهاق النهاري وتقلب المزاج، وخوف الشخص من النوم.
إلى ذلك، فإن تناول وجبة دسمة في وقت قريب من النوم يجبر الجسم على التركيز على الهضم بدلا من الدخول في مرحلة النوم الهادئة، وقد تؤدي العمليات الأيضية إلى زيادة نشاط الدماغ، والذي بدوره يمكن أن يؤثر على طبيعة الأحلام، لتكون أكثر حيوية أو مزعجة.
كما ان التأثيرات الكيميائية الحيوية قد تتأثر بالأطعمة الثقيلة أو الغنية على مسارات الناقلات العصبية المتعلقة بالنوم والأحلام، وعلى سبيل المثال، يمكن لبعض الأطعمة أن تحفز إطلاق النواقل العصبية مثل السيروتونين، والذي يتحول بعد ذلك إلى الميلاتونين، الهرمون المنظم للنوم. وقد تؤثر الاختلالات أو التغيرات في هذه المواد الكيميائية على محتوى وطبيعة الأحلام كذلك، وعلى الرغم من أن العلاقة بين الوجبات الثقيلة والكوابيس ليست مثبتة بشكل قاطع في الأدبيات العلمية، فإن إمكانية ان تعكر صفو النوم وتغير أنماط الأحلام تدعمها عدة خطوط بحث، وقد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من جودة نوم ضعيفة وكوابيس من تجنب تناول وجبات ثقيلة مباشرة قبل النوم كجزء من ممارسات "النظافة النومية" الشاملة.
وينصح ابو صليح ببعض الخطوات التي تساعد على تعزيز نوم صحي، وذلك بتقليل التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء، تحسين بيئة النوم، بضبط درجة الحرارة وتقليل الضوضاء، الاستحمام بمياه دافئة وممارسة أنشطة مثل القراءة، وتجنب الوجبات الثقيلة والمنبهات قبل النوم، والانتظار ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد تناول الوجبة قبل الذهاب إلى الفراش للسماح بالهضم الفعال وتقليل احتمالية الكوابيس.
كما يوجه ابو صليح إلى تجنب الأفكار المثيرة للقلق قبل النوم وممارسة كتابة المذكرات لتفريغ الأفكار المقلقة، وفي حال كانت الكوابيس متكررة ومقلقة، قفد يكون من المفيد استشارة الطبيب النفسي لاستكشاف الأسباب الكامنة وراءها، والتركيز على تحسين عادات النوم وتجنب الأطعمة التي يمكن ان تسبب الانزعاج او تحفز النشاط الدماغي بشكل مفرط خلال الليل، وذلك لتعزيز فرص الحصول على نوم أكثر هدوءا وخال من الكوابيس والاضطرابات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :