-

كتابنا

تاريخ النشر - 18-03-2024 10:54 AM     عدد المشاهدات 85    | عدد التعليقات 0

أبناء معان يفتقدون مدفع رمضان، وعادات رمضانية باقية، وأخرى اختفت من يومياتهم

الهاشمية نيوز - قاسم الخطيب

لا يزال مجتمعنا المعاني يحتفظ بمجموعة من العادات الطيبة خلال شهر رمضان الفضيل، البعض منها باقٍ والبعض منها ذهب مع السنين.
وكان مدفع رمضان الذي يعود تاريخ صنعه إلى أكثر من (130) عاما في معان من أساسيات وطقوس شهر رمضان المبارك ومن التراث الذي يفتقده أبناء معان الذين كانوا يفطرون على صوت المدفع، حيث كان يسمع صوت المدفع في كل أنحاء معان . ويقول عميد كلية معان السابق الدكتور سطام الخطيب، من العادات التي التصقت التصاقا وثيقا بالشهر الفضيل في أيام زمان، «مدفع رمضان»، الذي تنطلق أول طلقة صوتية من فوهته عند موعد الإفطار، وكان المدفع يدوّي حتى يسمع صوته كل مدينه معان، ويستخدم للإعلان عن موعد الإفطار، عندما كان يقذف ما في بطنه من بارود وملح ونار .
وبين إن الأطفال في ذاك الوقت وحتى كبار السن كان المدفع بالنسبة لهم مع صدوح كلمه الله اكبر في مآذن مساجد المدينة، هو المؤشر الوحيد بالتصريح بالإفطار، قبل أن تظهر الإذاعة ومكبرات الصوت التي تخبرنا بموعد الآذان، إذ يعد مدفع مدينة معان من الطقوس الرمضانية المحببة لقلوب ساكني المدينة.
داعيا الخطيب، المسؤولين في المدينة لضرورة العمل على إحياء هذا الطقس الجميل الذي لا يكلفهم سوى جدية في اتخاذ القرار بعد عملية تنسيق بين الجهات ذات العلاقة .
وأضاف الخطيب « إن مثل هذه الطقوس يجب أن لا تتغير مع تغير الزمان وتطور الإنسان لان مدفع رمضان سيظل علامة من علامات شهر رمضان المبارك « .
وقال الشيخ عبد الله محسن الخوالدة « مازالت معان تحمل عبقا خاصا، يضاف إلى العديد من المظاهر الرمضانية والعادات والتقاليد الأصيلة لأهاليها، بكل ما تحمله من خصوصية ثقافية، تتجسد ملامحها خلال هذا الشهر الفضيل، إضافة لما يتميز به المجتمع المعاني من حفاوة وحسن استقبال وفق تقاليد الضيافة العربية الأصيلة في هذا الشهر العظيم شهر التكافل والتعاضد رمضان مدرسه الأخلاق « . وأضاف الخوالدة « لا زالت ذاكرة الكثيرين تختزن كثيرا من الصور الرمضانية ومنها المدفع الرمضاني»، عندما كان الأهالي يأخذون أطفالهم لمشاهدة عملية إطلاق المدفع فيجتمعوا قبيل آذان المغرب، ليشكلوا كرنفالا جميلا يكون هذا التجمع وسيلة من وسائل تواصل الناس والاطمئنان عن بعضهم بعضا، مطالبا المسؤولين بإعادة إحياء مدفع رمضان « .
ولفت الخوالدة إلى أن أجمل أيام رمضان زمان التجمع والوئام في الدواوين بعد صلاة التراويح عندما يتجمع الشباب وأهل المدينة يتجاذبون أجمل وأعذب أطراف الحديث وتبادل الأخبار الجميلة والذكريات وتناول القصص التاريخية والدينية والفكاهية.
ومن جانبه قال الناطق الإعلامي لنادي معان، أكرم البزايعة « أن العادات الرمضانية المثالية والتي نعيش خلالها أجواء جميلة في هذه الأيام المباركة زيارة الأرحام، حيث تكثر الزيارات بين الأهل والأقارب تتعمق خلالها أواصر التراحم والتعاطف، وهذا من شأنه يقوي العلاقات الأسرية، وإن كانت ثمة زيارات بين الأهل في الأشهر السابقة قليلة فإن شهر رمضان يشد من أزرها ويزيد من قوتها « .
وأشار البزايعة، إلى إن المائدة الرمضانية المعانية تزخر بصنوف من الأطعمة والاشربة التي تعود عليها أبناء معان في شهر رمضان والمتمثلة بالششبرك والكبيبات والرز الحامض والكبسة إضافة إلى المنسف ووجود التمر بمختلف أنواعه وأصنافه وعصير القمردين والقطايف والعوامة التي أصبحت لا تفارق موائد الإفطار في رمضان .
وأضاف البزايعة من ابرز طقوس شهر رمضان المبارك في مدينة معان، والتي اختفت حاليا، «الفضيلة» والتي تعد جزءا من التقاليد والعادات الرمضانية التكافلية التي ورثها أهالي المدينة عن أجدادهم، اذ كان يتسابق الأطفال كل يوم اثنين و خميس على توزيع وتبادل السكان أطباق من المأكولات فيما بينهم قبل موعد الإفطار، لتكون المحصلة عشرات الأطباق المتنوعة من المأكولات في كل منزل، حيث يتساوى الغني والفقير بنفس الوجبة، مجسدين بذلك أجمل صور التكافل الاجتماعي.
لافتا إلى ظاهرة المسحراتي التي اختفت أيضا والتي تعتبر واحدة من العادات المتوارثة المرتبطة بشهر رمضان، وهي مرتبطة بعبادة الصيام، والهدف منها هو إيقاظ الناس لتناول السحور، فالمسحر يقوم بتنبيه الناس للسحور، والسحور له أهميته من الناحية الشرعية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة».
إن الكثير من الطقوس الرمضانية التي فاح عبقها من الماضي، مازالت ترتبط بأذهان أبناء معان ومدونة في سجل ذكرياتهم التي لا يعرفها النسيان يرونها لأبنائهم وأحفادهم ممن لم يعاصروا تلك الأجواء الروحانية والاجتماعية الرمضانية والتي بدأت تفقد بريقها .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :