-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 12-03-2024 11:26 AM     عدد المشاهدات 62    | عدد التعليقات 0

جرش .. أسر تعجز عن تأمين احتياجاتها برمضان

الهاشمية نيوز - بجيوب فارغة وظروف معيشية صعبة تحول دون توفير المواد الغذائية الأساسية، تستقبل آلاف الأسر الجرشية المعوزة شهر رمضان، بعد أن عولت على جهات خيرية، عادة ما كانت تقدم لها المساعدات قبيل الشعر الفضيل، بيد أن نشاطها هذا العام شبه متوقف نتيجة شح التبرعات وعدم قدرتها على تحصيل أي معونات لتوزيعها.

سالم -اسم مستعار- يعيل أسرة، ويتقاضى من صندوق المعونة الوطنية يقول ، "لم استطع توفير غالبية مستلزمات الشهر الفضيل، كنت اعتمد على الجمعيات الخيرية والجهات الداعمة في تأمين احتياجات أسرتي، لكن على ما يبدو فإن هذه الجهات باتت تحتاج من يدعمها".

وتابع: "راتب صندوق المعونة الشهري بالكاد يغطي أجرة المنزل واثمان الفواتير وبعض الاحتياجات البسيطة، كانت التبرعات تشكل أهمية كبيرة في حياتنا ومن دونها ستكون الأمور صعبة".
السالم الذي تجاوز الخمسين عاما، ولديه 6 أبناء، لا يستطيع العمل بسبب مرض ألم به، وهو حاليا يأمل بأن تاتيه المساعدات من أهل الخير بعد أن عجزت الجمعيات عن تقديم الدعم الذي كان يحصل عليه كل عام.
أما ربة المنزل أم أيمن، لم تجد طريقة لتوفير أهم المستلزمات الأساسية لأسرتها قبل رمضان سوى الاستدانة، على أمل أن تتحسن الأوضاع، أو تتلقى دعما من قبل جهة غير متوقعة، ربما وعلى حد قولها "فاعل خير". تشير أم أيمن أنها مونت منزلها من أحد محال بيع المواد الغذائية بالدين، بعد أن انقطعت المساعدات التي كانت تحصل عليها من قبل جهات خيرية سابقا.
وأوضحت أنها ستقوم بالعمل في تنظيف المنازل كون هذا العمل يزيد الطلب عليه قبل العيد، لتوفير متطلبات أسرتها، وسداد الديون التي تراكمت عليها، لا سيما وأن زوجها مسجون وهي معيلة لأسرة مكونة من 4 أفراد وتترتب عليها تكاليف مالية كبيرة شهريا.
وأوضحت الثلاثينية مريم أنها استقبلت شهر رمضان بتأمين ابسط الاحتياجات، ولم تستطع شراء العديد من المواد الأساسية لأسرتها، من أبرزها اللحوم والدواجن والفواكة، قائلة، "أكتفيت بشراء بعض الأرز والسكر والحليب وبعض المعلبات وجميعها بالدين".
في حين، ما يزال رؤساء جمعيات خيرية وتعاونية في محافظة جرش، ينتظرون المساعدات العينية والنقدية بفارغ الصبر من أجل توزيعها على الأسر الفقيرة مع حلول شهر رمضان.
وتشكوا الجمعيات من تراجع كبير في مصادر الدعم والتبرعات، مقابل زيادة كبيرة في عدد الأسر المتقدمة بطلبات للحصول على معونات ومساعدات بمختلف أنواعها.
وارتفع عدد الأسر المسجلة في الجمعيات ولجان الزكاة والجهات التي توزع المساعدات العينية والنقدية لسوء أوضاع المواطنين الاقتصادية وبحثهم عن المساعدات لتغطية نفقات أسرهم، وفق ما أكد عدد من رؤساء الجمعيات الخيرية في جرش.
وقالوا إن عدد الأسر المسجلة، لا تقل عن 3000 أسرة، فضلا عن نفس عدد الأسر في مخيم جرش، وقد تم تشكيل عدة لجان لإحصاء عددهم بشكل دقيق.
ووفق رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في جرش زيد زبون فإن عدد الأسر المسجلة في 144 جمعية خيرية في جرش لا يقل عن 3 آلاف أسرة، فضلا عن 500 أسرة مسجلة في اتحاد الجمعيات الخيرية في جرش وآلاف الأسر المسجلة في مخيمي جرش وسوف، بالتزامن مع تراجع نسبة التبرعات والدعم المادي والنقدي المقدم لهذه الجمعيات، لا سيما وانها ما تزال تنتظر التبرعات ليتم توزيعها بداية شهر رمضان المبارك كما جرت العادة في السنوات الماضية.
ويرى أن دور الجمعيات الخيرية يبدأ في هذه الفترة، ويعتبر شهر رمضان من أهم المواسم التي تحتاج فيها الأسر المعوزة المساعدات العينية والنقدية، إلا أن الدعم المقدم والتبرعات لا تفي بالغرض ولا تغطي حاجة 5 % من الجمعيات وخاصة الجمعيات الموجودة في مناطق نائية وفقيرة.
وبين الزبون أن آلاف الأسر المعوزة في جرش تعتمد على الجمعيات الخيرية في تغطية نفقاتها خاصة في شهر رمضان، مؤكدا أن ظروفهم الاقتصادية في مستويات متدنية جدا، وأن الجمعيات الخيرية والتعاونية لا يتم تزويدها بأي تبرعات بإستثناء تبرعات من أهل الخير وكميات بسيطة.
ويدعو الزبون إلى أهمية أن تتوجه الحكومة لدعم الجمعيات الخيرية، لا سيما وأنها ملاذ لآلاف الأسر المحتاجة والتي لا يشملها أي برنامج مساعدة من المساعدات التي تقدمها الجهات الحكومية بشكل منتظم.
وقالت رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية في بلدة ساكب دلال جردن إن عدد المراجعين لمبنى الجمعية للحصول على مساعدة بالعشرات يوميا، فضلا عن المئات من الأسر المعوزة المسجلة أصلا في الجمعية وتعتمد على المساعدات والتبرعات في تغطية نفقاتها، فضلا عن تسجيل أكثر من 2000 أسرة بحاجة أصلا لمساعدات في مختلف مناطق وقرى محافظة جرش، في المقابل لا تتوفر أي مساعدات لتوزيعها بسبب الانتكاسات الاقتصادية التي تعاني منها مختلف القطاعات.
وأضافت أن حجم المساعدات المتوفرة في الجمعية، لا يغطي نسبة 5 % من حاجة الأسر، وهناك شح كبير في حجم التبرعات، التي كان يقدمها أهل الخير ومنها الطرود الغذائية التي كانت توزع على الأسر الفقيرة في بلدة سوف والقرى المجاورة لها.
ووفق رئيس لجنة خدمات مخيم جرش خضر العبسي، فإن آلاف الأسر في المخيم تعتمد بشكل كبير على المساعدات والمعونات التي توزعها الجهات التطوعية في المخيم، ومنها تكية أم علي ووكالة الغوث وجمعيات ومواطنين متبرعين من مختلف الجهات.
وأكد أن التبرعات التي يتم جمعها بصعوبة هذه الفترة يتم توزيعها على الأسر الأشد فقرا والأسر التي فيها كبار سن ومرضى يحتاجون العلاج وأطفال دون سن الـ 18 عاما.
وأوضح أن كمية المساعدات التي تصل المخيم متواضعة مقارنة مع عدد الأسر المحتاجة والأوضاع الإقتصادية التي تمر بها المنطقة، بسبب سوء الظروف الإقتصادية وتوقف مصادر دخل العديد من الأسر.
وقالت رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية هبة زريقات، إن حجم التبرعات والمساعدات هذا العام قليل مقارنة مع سوء الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنين وزيادة عدد الأسر المسجلة في الجمعيات للحصول على المساعدات.
وأكدت أن المشاريع الإنتاجية التي تدريها السيدات في الجمعيات الخيرية بالكاد تغطي نفقات الجمعية من أجور وضرائب وفواتير وأجور العمالة وأثمان المواد الخام ولا يمكن الإعتماد عليها في توزيع المساعدات والتبرعات إلا في الحالات الطارئة.
من جانبه، قال مصدر مطلع في تنمية جرش إن وزارة التنمية تقوم بتوزيع المساعدات على الجمعيات الخيرية بشكل منتظم ودوري وحسب ما يتم تزويدها به من الجهات الداعمة ولا يوجد كميات ومواعيد محددة لتوزيعها خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تمر بها المملكة وزيادة عدد الأسر المحتاجة وقلة التبرعات والمساعدات المتوفرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :