-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 11-03-2024 10:35 AM     عدد المشاهدات 68    | عدد التعليقات 0

فاقد الشيء ..

الهاشمية نيوز -

بشار جرار


تتمتها معروفة: فاقد الشيء لا يعطيه. لكن جبران خليل جبران قالها على النحو الآتي: فاقد الشيء يعطيه بالشكل الذي تمنّى أن يحصل عليه.

لسنا بحاجة إلى إبداع وخبرة جبران صاحب كتاب «النبيّ» حتى نعلم أن كثيرا مما في أيدينا ونتعامل معه كأنه أمر مضمون الاستحقاق، مفروغ منه أو تحصيل حاصل، إنما هو مما يفتقده أو فقده كثيرون ممن هم حولنا، أشقاء وجيرانا وأصدقاء.

ما من نِعم أهم من الأمن والكرامة، السلام والكفاية. ففي الكفاية استغناء وفيه الحرية التامة، وفيهما الأمن. ولا كرامة لمن فقد أمنه وحريته. لذلك نبذل دفاعا عنها الغالي والنفيس. الرخيص ليس في قاموس الأحرار، ولا هو أيضا في «كتالوغ» البُناة..

قد يصادف نشر هذه السطور فطور أو سحور أول أيام رمضان الفضيل، أو يوما أربعينيا آخر يكون فيه صيام عن اللحوم وجميع المنتجات الحيوانية كما في صيام أحبتنا قرامي البلاد المسيحيين. علّها تكون صلاة حمد وما من صلاة تصحّ قبل المثول في حضرة رب الأرباب، رب العالمين أجمعين، بآداب الشكر والحمد والثناء.

بعد الحمد يكون -كما في معظم الأديان والطوائف- التقدمة (التصدّق وما يتضمنه من درجات أعلى وأدنى) وفيها الفيصل بين العطاء والإيمان والبخل والرياء. في الثقافة الأمريكية مثالان معبران في هذا الخصوص: «ضع محفظتك حيث قلبك». و»امش ما قلته». هذه الأخيرة بالذات هي بيت القصيد في هذه المقالة. بعض الناس لا يفعلون ما يقولون، وإن فعلوا! «ووك ذا توك» لا تعني مثلا قرعا على أواني فارغة! هذا الضجيج المستوحى من التاريخ الفرنسي لا يعني شيئا، لا لنا ولا لمن نحب.

الأولى قبل الحديث -في رمضان عن المأكل والمشرب- الأولى حفظ الأمن والنظام وما يجسدان من نِعم السيادة والمنعة، حتى نكون قادرين على استرداد الأمن والكرامة للضحايا قبل حتى قطرة الماء وكسرة الخبز. جولة خاطفة على فيديوهات من خارج الحظيرة والقطيع، تظهر المشهد الدامي على حقيقته، ثمة حاجة ماسة لا يعلوها شيء لوقف إطلاق النار. كل تسويف لا يعني سوى النزيف ورش الملح على جرح مفتوح منذ ما قبل السابع من أكتوبر، منذ سبعة عشر عاما أو ثلاثين ونيّف تلك مسألة سيأتي وقت ذكرها بتفاصيل التفاصيل. قد لا يكون الوقت بالنسبة للبعض مناسبا للمساءلة عما سبق «الطوفان»، وقد لا يكون أيضا ملائما للخوض في اليوم التالي للهدنة أو وقف إطلاق النار، لكن الأمانة التي في أعناقنا جميعا هي عمل أي شيء يوقف النزف القاني في غزة هاشم. بعدها نتواجه، ليس بعضنا بعضا بل ما هو أهم، نواجه ضمائرنا وخالقنا بحال الصائمين الزاهدين -في غزة كنّا أو في أنقرة أو طهران..

كفى نفخا في «قِرَب مخروقة» أو مهترئة. كفى قرعا لأواني «صاجيّة» -من ماركة لا تلصق أبدا!دعوها فإنه ا فارغة، فالخواء صمّ الآذان بعد خراب بصرة ومالطا والقائمة تطول كلما زاد الطبّالون قرعا وتزميرا.. ليتهم يفهمون هتاف «الشعب يريد» بعد الاثني عشرية عاما السوداء، التي يصر البعض على إعادتها خدمة لأجندات الموت والخراب ذاتها. خسئوا و»فشروا» بعيد عن شواربهم ولحاهم إن وجدت!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :