-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 22-02-2024 09:00 AM     عدد المشاهدات 102    | عدد التعليقات 0

كما كان ..

الهاشمية نيوز -
محمد سلامة

لا في إسرائيل الثالثة ولا في غزة ولا في الضفة الغربية ولا في المنطقة ولا العالم، لا شيء يعود كما كان عليه قبل 7/اكتوبر الماضي، وبعد إنتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة.. فيا ترى أين تسير الحرب وما هي الأشياء التي لا نراها أو لا تعود كما كانت أو تعود بصورة أخرى؟!.
الإجابة.. محددة بانتصار أي من الفريقين.. حكومة نتنياهو السادس ومعها أمريكا وبريطانيا، أم حماس والجهاد واخواتهما ومعهما حزب الله واليمن ممثلا في أنصار الله.. وبالمطلق فان إدارة الرئيس بايدن تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية.. وقف الحرب يعني عودة حماس لحكم غزة.. هذا لا تريداه تل أبيب وواشنطن ومعهما قوى إقليمية، وإذا أجبرت إسرائيل الثالثة على قبول وقف عدوانها على غزة، فإن كل شيء سيعود كما كان.. حماس والجهاد واخواتهما في غزة، حزب الله سيعزز نفوذه في لبنان والاقليم، اليمن بقيادة أنصار الله سياخذون موقعا اقليميا متقدما على الجميع، إسرائيل الثالثة ستتراجع خطوات إلى الوراء وستقبل بحلول جزئية لقضية فلسطين لا تقدم ولا تؤخر.. كل شيء سيعود كما كان بتعديلات محدودة.. وهذا ما لا يريده جميع المتقاتلين في الميدان.. أسرائيل الثالثة وامريكا وبريطاتيا وحماس والجهاد واخواتهما وحزب الله وانصار الله ومن ورائهما إيران.. ولهذا لا شيء سيعود كما كان بعد إنتهاء الحرب.
إدارة بايدن.. من المرجح أنها لن تعود إلى البيت الأبيض، ومن المرجح أن الحرب ستتواصل حتى بداية عام 2025م، ولا غرابة في ذلك، ففي بداية 2024م قالها وزير الدفاع يواف جالانت:- عام 2024م هو عام الحرب ولهذا فإن حماس والجهاد واخواتهما تنظران إلى أنهما في خضم معركة تحرير طويلة الامد، .. واعلنها الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة حينما قال:-نحن مستعدون لحرب استنزاف طويلة الامد، اذن لا شيء يتغير في هذا العام سوى عداد الشهداء والجرحى وحجم الدمار الهائل والخراب والاسوأ ربما يأتي باشتعال الجبهة اللبنانية، وعندها قد نرى بدايات النهاية لوقف الحرب على كل الجبهات، وإسرائيل الثالثة ومعها امريكا لن تتمكنان من تصفية المقاومة في لبنان وربما لن تتمكن إسرائيل الثالثة وحدها بتصفية قدرات حماس والجهاد واخواتهما والحاق هزيمة ساحقة بهما، لأن البديل سيكون أكثر عنفا وتطرفا، وربما نشهد ما هو أسوأ مما نراه اليوم على شاشات التلفزة من مجاعات تتعمق ومن هولوكست فلسطيني.. والنتيجة.. لا شيء يعود كما كان.
غزة والضفة الغربية بعد إنتهاء الحرب لن تكون كما قبلها قطعا ولا السلطة الفلسطينية ولا حماس ولا الجهاد.. فإما عودة للاحتلال الاسرائيلي مباشرة وما يعنيه من إنتصار اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو السادس أو دولة فلسطينية.. ما.. ضمن حدود 1967م على شكل.. ما.. دون سيادة كاملة، وقطعا إسرائيل الثالثة لن تعود كما كانت بعد وقف الحرب.
لا شيء في غزة سيعود كما كان ولا شيء في الضفة الغربية سيعود كما كان بعد إنتهاء الحرب، وما نراه اليوم هو صراع ارادات بين قوى راغبة بالتحرر وقوى استعمارية راغبة بتمديد نفوذها على شعوب وثروات المنطقة .. وقطعا فإن إنتصار المقاومة بصمودها الأسطوري لن يعود بعدها الكيان الصهيوني كما كان، وان لعنة العقد الثامن على إسرائيل الثالثة قادمة لا محالة بزوالها، من المنطقة مرة واحدة وإلى الأبد.
خلاصة القول أن لا شيء سيعود كما كان بعد إنتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة.. لا في امريكا ولا أوروبا ولا الشرق الأوسط الجديد ولا الضفة الغربية ولا إسرائيل الثالثة، ويبقى الحسم الأمني في الميدان هو الذي سيحدد النتيجة ولصالح من.. وما نراه نحن هو بدايات النهاية للمشروع الصهيوني الامبريالي في المنطقة العربية والعالم.




وسوم: #كما#كان#.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :