-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 11-02-2024 10:23 AM     عدد المشاهدات 84    | عدد التعليقات 0

مع التقدم بالعمر .. هل تضيق مساحة الأصدقاء؟

الهاشمية نيوز - تبقى الصداقة أحد أهم عناصر التوازن في حياة الإنسان، وذلك الطريق الآمن الذي يساعد في تخطي العقبات وتعزيز الإنجاز وتحقيق النجاحات.
ولكن يتبادر سؤال لدى الكثيرين حول ديمومة الصداقات، خصوصا في مرحلة تقدم الفرد في العمر ومهارة الحفاظ على هذه العلاقات على مر الزمن.

قد تلعب الالتزامات الحياتية مثل العمل والأسرة دورا في تقليل الوقت المتاح للصداقات، ولكن في مرحلة التقدم بالعمر قد تتغير اهتمامات الأفراد وحتى شخصياتهم ما يؤثر على مجرى العلاقات.
ويؤكد مختصون أهمية الوقوف عند نقاط مشتركة في كيفية تعزيز الصداقات والتفاعل الاجتماعي، حيث تظهر الأبحاث أن الحياة الاجتماعية القوية تلعب دورا حاسما في صحة الفرد ورفاهيته.
وتبين الخمسينية خولة سعيد انها استطاعت الحفاظ على علاقاتها وصداقاتها على سنوات طويلة حتى أن لديها صديقات استمرت الصداقة من مرحلة المدرسة وحتى الآن.
ولكن مع كثرة ضغوطات الحياة وصعوبة العيش، وكثرة التزاماتها مع عائلتها ووالديها ورعايتهما اكتشفت أن علاقتها مع صديقاتها مبنية على رعايتها لهذه الصداقة وكثرة سؤالها عنهن، وترتيب المواعيد لرؤيتهن، فهي دائما صاحبة المبادرات باللقاء والتجمع.
وعندما انشغلت بحياتها وجدت أن لا أحد يسأل عنها، وأن العتب بات يتضاعف بأنها تغيرت، وعند الحديث عن مشاغلها وأسبابها وجدت أن لا أحد يهتم، مؤكدة أن طاقتها انتهت ولديها شعور بأنها تريد أن تتواصل فقط مع من يتفقدها بالسؤال، ومن يهتم بها فقط.
هذه الحالة ليست الوحيدة، فكثير من العلاقات والصداقات تنحسر مع المرور بالعمر، ويصبح شكل الصداقة مختلفا، وتعتمد عليها طاقة الفرد بإنعاش تلك الصداقة وبقائها، رغم ان جميع العلاقات تحتاج للأخذ والعطاء، والعمل عليها من كافة الأطراف حتى تستمر لأطول وقت.
اختصاصي علم النفس الدكتور موسى مطارنة، يؤكد بأن الصداقة تتحدد من خلال مواقف معينة من الطرفين وتقارب الأفكار بينهما، ومحطات مفصلية ساهمت بتقويتها.
ويرى أن العلاقات تحتاج إلى العطاء من كلا الأطراف، ليس بالضروري أن تكون بذات السوية فهي ليست واحدة بواحدة، لكنها من خلال معرفة قيمة الفرد عند الآخر والمحاولة في الوجود والعطاء على قدر المستطاع، والأهم إعطاء العذر للآخر وتخصيص الوقت المنتظم للتفاعل مع الأصدقاء، حتى مع الالتزامات الحياتية الصعبة. ويؤكد مطارنة أن الحياة التكنولوجية ساعدت في التواصل الفعال من خلال استخدام وسائل التواصل للبقاء على اتصال، حتى عن بعد.
ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي، أن الإنسان كائن اجتماعي لا فردي، بحاجة للعائلة والأصدقاء وللإنسان الآخر حتى وإن كان يكتفي بعدد قليل. ولكن أحيانا ومع مرور الزمن يتفاجأ الفرد ان علاقاته الكثيرة لا تعني أصدقاء كثر.
ولبناء علاقة صداقة قوية من المهم الوقوف بجانب الآخر والحضور والاهتمام بكل ما يخصه، ويكون مستعدا لدعمه في اللحظات الصعبة ولحظات الفرح.
وينصح بعمل نشاطات مشتركة، مما يعزز التواصل المباشر والترابط، وفهم التغيرات للأصدقاء مع الزمن، وتقديم الدعم في تحقيق أهدافهم وتحقيق تطلعاتهم.
ويتفق مطارنة وخزاعي، أن على الفرد في البداية أن يصادق نفسه ويقدرها، ليتمكن من بناء علاقات صحية مع الآخرين.
باختصار، تحتاج الصداقة إلى استثمار حقيقي لكي تستمر، والاهتمام بالتواصل والتفاعل الإيجابي، كذلك التفهم واحترم التغيرات في حياة الآخرين وأن يكون الصديق متفهما تجاه تحولاتهم الشخصية والمهنية، ومن خلال مشاركة الهوايات والاستمتاع بها معا، قد تكون هذه التجارب هي ذكريات لا تنسى.
ويؤكد خزاعي، أن التقدير والامتنان تجاه الأصدقاء والتضحيات التي يقدمونها تعمل على تقوية الترابط، فالإنسان محب لمن يعرف قيمته.
ويرى أن المجتمعات تبقى قوية من خلال علاقات الأشخاص ببعضهم وبناء صداقات تتحمل تحديات الزمن وتزدهر على مر السنين.
ويشير إلى أن هناك عوامل تبعد الأصدقاء عن بعضهم، منها ضغوط الحياة الالتزامات المهنية والأسرية حيث تقلل من الوقت المتاح للتفاعل الاجتماعي، والتغيرات الجيوغرافية الانتقالات المهنية أو العائلية قد تؤدي إلى فقدان الاتصال مع الأصدقاء القدامى.
ويلفت إلى أن تقنية الاتصال والاعتماد الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية قد يقلل من التواصل الواقعي والتفاعل الشخصي، والتغيرات في الاهتمامات مع تقدم العمر، وتتبدل الأولويات.
ويتفاجأ المرء بأن هناك علاقات كان يعتقد بأنها صداقة طويلة وقوية، لتكون فقط شكلية وسطحية، وبالتالي يمكن أن تتلاشى بسرعة في وجه التحديات. وقلة الثقة قد تتسبب بتجارب سلبية أو خيبات الأمل، كذلك اختلاف القيم والمبادئ قد تؤدي إلى انقطاع العلاقات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يمكن تحسين فرص الحفاظ على الصداقات بمزيد من الوعي والاهتمام المتبادل، وفهم تحديات الحياة التي قد تؤثر على العلاقات الاجتماعية. وفق خزاعي .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :