تاريخ النشر - 06-02-2024 10:07 AM عدد المشاهدات 99 | عدد التعليقات 0
الأعشاب .. ذاكرة الطعام اللذيذ
الهاشمية نيوز -
نبيل عماري*
بعد شتاء وفير يزداد نهر الزرقاء غزارة، ويأتي الربيع محملاً بالخيرات، وتبدأ تلك الخيرات بالورود إلى مدينة الزرقاء وإلى الحسبة محملين بجميع النباتات البرية القادمة من القرى والجبال المحيطة بالزرقاء من جبال قرية السخنة وبيرين وصروت وسهول بلعما وزينة وحوافي الصحراء، يأتون وهم يحملون كميات كبيرة من النباتات، وتباع بأسعار مناسبة، ويتمركز الباعة القادمون من تلك الأماكن بشارع الحمراء بالزرقاء وبالحسبة وبين أزقة شارع السعادة؛ فالعكوب يباع بالشولات الصغيرة والبابونج وكذلك الكما القادم من الصحراء والخبيزة والعلت والدريهمة والحويرنة وكذلك الخس والشومر والبقدونس والكزبرة والبصل الأخضر القادم من المصاطب الممتدة حول نهر الزرقاء، ولا ننسى الزبدة البيضاء والجبنة البيضاء الخضراء دون غلي وبعضهم يحضر قطيعا صغيرا من الماعز والنعاج يبيع الحليب الطازج لغاية صناعة الألبان والأجبان والشنينة، وكذلك أكوام الفول الأخضر؛ ففي بداية نزوله يكون مرتفع السعر ولكن عندما تزداد كمياته يصبح السعر قليلاً وتصبح طبخات الناس غير الأعشاب التقليدية مقلوبة على فول وحوسات الفول الأخضر بالكزبرة وزيت الزيتون ومفركة البيض بالفول الأخضر، وما إن تمر عدة أيام حتى تصبح مدينة الزرقاء من شمالها لجنوبها وغربها لا تأكل سوى الفول فتشتم رائحة طبخات الفول بين أزقة وحارات مدينة الزرقاء، وفي تلك الأثناء يمر بائعو الحليب والشنينة بين تلك الشوارع يصيحون لبن لبن ويبيعون كذلك البيض البلدي الموضوع بسلال حديدية بين جبنات القش وتتغير الطبخات كل موسم بموسم فيأتي بعدها موسم البازيلاء فيكون اللوز الأخضر بكافة أنواعة فرك وعوجا قد دخل السوق معلناً وجوده.
*كاتب وباحث