-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 30-01-2024 09:32 AM     عدد المشاهدات 89    | عدد التعليقات 0

الأغوار الشمالية .. مزارعو الحمضيات يودعون موسمهم بخسائر

الهاشمية نيوز - فيما طوى مزارعو الحمضيات بالأغوار الشمالية، صفحة جديدة في سجل خسائر المواسم المتلاحقة، تبدأ التجهيزات لموسم آخر مقبل، وسط آمال بأن يكون مختلقا، مردها وعود حكومية أطلقتها وزارة الزراعة مؤخرا بتحسين اوضاع المزارعين.

ففي آخر زيارة لوزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات لمنطقة الاغوار، اكد الحنيفات أن "الوزارة لديها توجه لتعديل عمل صندوق المخاطر الزراعية ليصبح صندوقا تأمينيا ضد المخاطر الزراعية لحماية المزارع من جميع المخاطر المتوقعة".

وفي الزيارة التي تفقد فيها الوزير عدداً من مزارع الحمضيات والزراعات الاستوائية في لواء الغور الشمالي، والتقى عدداً من المزارعين والجمعيات الزراعية في محطة الريان وجمعية مستخدمي المياه والصندوق الهاشمي، وأشار إلى "خطة الوزارة لدعم التصنيع الغذائي، والتي تضمنت توقيع اتفاقيات لإنشاء 15 مصنعاً في جميع محافظات المملكة، وستعمل منتصف العام الحالي".
ووفق ما أكده الحنيفات ايضا، فإن "الوزارة تدعم وجود تحالف زراعي واحد لمزارعي الحمضيات للتغلب على مشكلة فائض الإنتاج وتنظيم القطاع، كما أن الوزارة ستعمل على دعم هذا التحالف بقروض بدون فوائد لمدخلات الإنتاج واقامة مركز تعبئة وتشميع وتصنيف بالإضافة إلى التبريد وبنك للعبوات، وذلك لضمان توافر المنتج على مدار العام ولضمان الدخل الكافي للمزارعين وتقديم المنتج للمستهلك بالجودة والسعر المناسبين".
ومن بين الامور التي اكدها الحنيفات، ضرورة توحيد الجهود لدراسة واقع الزراعة في المناطق الزورية بالأغوار التي تواجه الأضرار المستمرة من خلال الإرشاد الزراعي والبحوث الزراعية وخبراء القطاع لوضع خريطة زراعية للمحاصيل الأقل خطورة والمناسبة للمنطقة.
اهتمام الوزارة قد يكون نقطة تحول في قطاع الزراعة بالاغوار وخاصة زراعة الحمضيات التي تشهد ومنذ سنوات خسائر متتالية، بيد أنها اعتبرت وفق مزارعين بـ"المتأخرة وجاءت بعد أن أنهى المزارعون موسمهم بخسائر مالية تقدر بآلاف الدنانير".
وودع صغار مزارعي الحمضيات موسمهم الماضي على وقع خسائر مالية متفاوتة، أرجعوا اسبابها إلى إدخال بعض التجار كميات كبيرة من الحمضيات المستوردة في ذروة الانتاج والتي بيعت في الأسواق المحلية بأسعار منافسة للحمضيات الغورية.
وقال مزارعون، إنه ورغم الطرق المتنوعة والمتعددة التي لجأوا اليها للفت انتباه الجهات المعنية لأوضاعهم المالية الصعبة، ومنها تنفيذ احتجاجات والتوقف عن قطف الثمار، والعزوف عن العمل الزراعي، إلا أن جميع هذه الطرق لم تجد نفعا.
وأوضحوا أنهم، ورغم الخسائر، مضطرون إلى المباشرة بالتجهيز للموسم المقبل، والذي يبدأ في مثل هذا الوقت، ويتضمن عملية تقليم الأشجار وتمديد الأنابيب وتجديد البرك المائية، مؤكدين أن تلك التحضيرات الزراعية هي عملية إجبارية لمزارعي الحمضيات، حفاظا على العمل الزراعي وحاجة الأشجار لذلك، مشيرين إلى أن هذه العمليات مكلفة جدا وتفوق قدرتهم المالية ولكن لا مفر منها رغم الخسائر، خاصة وأن لواء الغور الشمالي من المناطق التى تشتهر بزراعة الحمضيات.
ويطالب مزارعون، الجهات المعنية، بإيقاف ما اعتبروه "عوائق" تواجه المزارع الأردني، وخصوصا مزارعي الحمضيات والصغار منهم تحديدا، كي يتمكنوا من الاستمرار بالعمل الزراعي والحفاظ على التوازن الزراعي، وبالتالي التوازن الاجتماعي.
وأكدوا أن ذلك يتم من خلال وقف إغراق السوق بالمنتجات المستوردة، التي تؤثر سلبا على أسعار المنتج المحلي، ما یلحق الخسائر بالمزارعین، الذین یعانون أصلا من مصاعب كبيرة، مؤكدين ضرورة تنظیم عملیة الاستیراد بما یخدم المزارع والمواطن والتاجر.
وأكدوا أن السماح باستيراد الحمضيات خلال الموسم المحلي أثر سلبا على منتجاتهم وألحق بهم خسائر كبيرة، في وقت يعانون فيه أصلا من أوضاع صعبة، نتيجة تردي القطاع الزراعي، وارتفاع كلف مستلزمات الإنتاج وأجور الأيدي العاملة.
وشدد مزارعون على أن حماية المنتج المحلي مطلب مهم، خاصة خلال ذروة إنتاج الموسم، من خلال توفير المياه لأشجار الحمضيات، وخصوصا أن الموسم الحالي لم يكن على الوجه المطلوب.
يقول المزارع موسى أبو زينة، وهو من مزارعي الحمضيات، إنهم ودعوا موسم الحمضيات الحالي بخسائر مالية ومعنوية، إذ إن الموسم الحالي كان من أسوأ المواسم، وخصوصا أن التجار كانوا قد أدخلوا كميات كبيرة من الحمضيات إلى الأسواق وبيعت بأسعار منافسة، مشيرا إلى أن 3 كغم من البرتقال كانت تباع بحوالي دينار وكذلك الليمون، مما سبب خسائر كبيرة لهم في ظل الخسائر المتراكمة التي يعاني منها قطاع الحمضيات.
وأضاف علي الزينات أنه، ورغم الخسائر، باشر بالتحضيرات الموسمية للموسم المقبل، إذ عمل على تسميد الأشجار وحفر البرك وعمل مصائد للحشرات، معولا على أن يكون الموسم المقبل أفضل من السابق من خلال تكاثف الجهود بين المزارعين ووزارتي الزراعة والمياه.
ويقول المزارع خالد الرياحنة من منطقة الأغوار، إن الموسم الحالي كانت خسارته كبيرة وتقدر بآلاف الدنانير، مرجعا ذلك الى ما أسماه "تراخي" وزارة الزراعة في التواصل معهم وإرشادهم والاكتفاء فقط بإرشادات مكتبية، مطالبا الجهات المعنية بتحمل جزء من الخسائر المالية، ودعم صغار المزارعين وإعفائهم من القروض المالية المترتبة عليهم لمؤسسة الإقراض الزراعي، حفاظا على استمرارهم في العمل الزراعي، مشيرا الى أن إدخال أي أصناف زراعية أخرى في منطقة الأغوار الشمالية سيهدد زراعة الحمضيات في المنطقة، ومن الصعب جدا الاستغناء عن تلك المهنة، إذ تعيل تلك الزراعة آلاف الأسر في اللواء.
وقدر المزارع محمد القويسم من منطقة المشارع خسارته هذا الموسم بـ"الكبيرة"، والتي أثرت عليه وعلى أسرته، ورغم ذلك فهو مضطر إلى بدء التحضير للموسم المقبل، على أمل أن يأتي بالخير ويعوضه عن جزء من الخسائر.
واعتبر أن الموسم الحالي كان سيئا جدا، إذ إن الكلفة المالية للعمل، من أجرة مياه وكهرباء وعمال ونقل تجاوزت الأرباح، مشيرا إلى أنه عند وصول منتجات مزرعته إلى الحسبة المركزية يفاجأ بالأسعار التي تقل عن الكلفة، ومع ذلك فهو مضطر لبيعها بدلا من الإبقاء عليها وتلفها وبالتالي تضاعف الخسارة.
وقال إن أصناف الحمضيات هذا الموسم في مزرعته لم تكن جيدة، مرجعا ذلك إلى قلة المياه المسالة وغير الكافية التي تسببت بحدوث عطش لحبات البرتقال والليمون، ما أثر على نموها بشكل جيد.
جدير ذكره أن زراعة الحمضيات تشكل في لواء الغور ما نسبته 95 % من مجمل العمل الزراعي.
وأكد حنيفات في تصريحات أن الاكتفاء الذاتي يعتبر من أولويات عمل الوزارة وملف الأمن الغذائي، وتحقيق حماية المنتج المحلي استكمالاً لعمل الوزارة على محاصيل الثوم والبطاطا والموز، ضمن آلية الاستدامة والتنسيق وتنظيم الإنتاج.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :