-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 23-01-2024 10:12 AM     عدد المشاهدات 97    | عدد التعليقات 0

كيفية ..

الهاشمية نيوز -
ابراهيم عبدالمجيد القيسي

أشجار العنب «الدوالي»؛ ومن عجب، في شهر كانون، أعني شهر البرد والكُمون، تطلق اوراقا، كان موعدها في أواخر شهر نيسان، حتى الياسمين يزهر في «المربعانية».. امور قد تكون عجيبة، لكنها باعثة على «الكيفية»، وأهل الدوالي لو قالوا «والله الا نكيّف»، فهم غير ملومين، علما أن للطبيعة لغة زعم بعضهم بأنها أصل الكون والحياة، والتغيير فيها نذير شؤم ووبال.
لا أخفيكم سرا، بل قل لا أفشي سرا لو قلت بأن الشأن العام كله ينزاح ولا أقول ينحاز لمن ليسوا أهلا له، وأتمنى لو أن المؤسسة الجديدة، التي يرأسها «سامح الخصاونة» تتولى مهمة إعداد وتأهيل المسؤولين «المناسبين»، وتكتفي بهذه المهمة، فسوف تقدم للناس والدولة وللطبيعة أيضا خدمة جليلة.. لكن هيهات، فالحقيقة طريدة لا تحفل بمن يطاردها، ولا تخشاه، وتتقلب اليوم كالحرباء، بألف لون ونيّة.
الكيفية.. تعني «التهييص» بلغة شعبية، اما التهييص فهو من «الهيصة» وأعتقد بأن الكلمة ليست أردنية، لكنها بشكل عام تتعلق بالسرور والحبور الذي غالبا يكون مسروقا، أو غير متناسب مع أي نسخة ورقم من مواصفات «الآيزو»، إنما «تهييص» وكفى.
وبعد الكيفية بل في أثنائها، تتساقط حقائق، وتمر بلا أدنى تعليق وملاحظة، فهي ربما لا يفهمها القوم، وأصبحوا يعتبرونها فائضة عن الحاجات.. سأذكر مثالا واحدا، يجري في الدولة، وتقوم به وزارات، ولا يقف عنده الراكضون صوب «الكيفيات والتهييصات»، ونراه في وزارة الزراعة وفي وزارة الداخلية، فالجوع والفاقة أصبحتا من سمات أسواق الغذاء في دول كثيرة، وتشتد قسوة عاما بعد عام في دول نعرفها، ومع ذلك فلا شكوى ولا شحّ بانقطاعها في أسواقنا وعن موائدنا، والجهود موصولة والنتائج كثيرة، حاضرة في أداء الأرض الزراعية الأردنية واليد الزراعية المحلية، والتغيير الحداثوي يجري كل يوم، ولا أحد يلاحظ ذلك، ولا أعلم إن كان أحد سيلاحظ الوفرة، كما يلاحظ الشُّحّ والفاقة والحاجة و»الأنيميا» في وجوه شعوب تجوع رغم وفرة مائها واتساع رقعتها الزراعية..
والداخلية؛ أعني شؤون الأمن والتوازن والاستقرار، والموضوعية في التعاطي مع عواصف الكون.. كلها تتحقق في الأردن، ورغم ارتفاع موج الاضطراب والموت والتهجير والظلم حولنا، إلا أن أمننا بحمد الله وفضله «مستتب»، ولو قيل لأحدنا قبل سنوات ان يحصي التحديات الأمنية او يتوقع نوعها، في حال جموح الظلم والقسوة افتراضيا، لقال عجبا وتوقع ان تقوم القيامات كلها، لكن حدث الأقسى، وانحاز الأردن للأمن والحكمة والعقل، والهدوء، واختفاء الأحداث الخطيرة، رغم وثوب الشعب كله إلى الشوارع يناهض كل أشكال العربدة العالمية والظلم والموت والخلل في الاقتصاد، لكن لا أحداث مؤسفة، وكل الناس في مأمن.. فمن يدرك أهمية هذه النتائج!.
لا حاجة لأن ندركها فنحن نعيشها، و»خلينا مكيفين».




وسوم: #كيفية#.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :