تاريخ النشر - 09-01-2024 10:45 AM عدد المشاهدات 112 | عدد التعليقات 0
ضَرْبَةُ القَرْنِ
الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب
يَا مُنْتَهَى حُلُمِي وَغَايَةَ مَقْصَدي *** وَأَعَزَّ طَيْفٍ فِي رِحَابِ تَوَجُّدي
مَا غِبْتَ عَنْ شُرُفَاتِ رُوحِي لَحْظَةً *** وَعَنِ الوَجِيبِ بِخَافِقِي لَمْ تَبْعُدِ
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المُقَدَّسُ لَوْ دَمِي *** لَمْ يَفْدِ تُرْبَكَ مَنْ تُرَاهُ سَيَفْتَدي
مُرْنِي أُطِعْ وَأَشِرْ أُلَبِّ وَسَلْ أَهَبْ*** وَاطْلُبْ تَجِدْ أَوْلَسْتَ وَحْدَكَ سَيِّدي
غَنَّيْتُ حُبَّكَ فِي المَدَى وَأَذَعْتُهُ *** وَاسْتَشْهِدِ الدُّنْيَا بِذَلِكَ تَشْهَدِ
قَلَّدْتُ شِعْرِي حَوْلَ جِيدِكَ جَوْهَرًا *** يَا لَلْمُقَلِّدِ يَزْدَهِي بِمُقَلَّدِ
كَمْ قُلْتُ فِيكَ قَصَائِدًا طَابَتْ عَلَى *** شَفَةِ المُغَنِّي أَوْ بِثَغْرِ المُنْشِدِ
وَسَطَ القُصُورِ بِهَا تَسَامَرَ أَهْلُهَا *** وَالبَدْوُ كَمْ طَرِبُوا لَهَا فِي فَدْفَدِ
مَا كُنْتُ إِلَّا طَوْعَ أَمْرِكَ كُلَّمَا *** نَادَيْتَ لَمْ أَنْكُصْ وَلَمْ أَتَرَدَّدِ
فِي السَّائِرِينَ إِلَيْكَ أَوْلُ سَائِرٍ *** وَالمُوْفَدِينَ إِلَيْكَ أَوَّلُ مُوْفَدِ
وَأَكُونُ فِي فَرَحٍ أَتَاكَ مُبَادِرًا *** بِالشِّعْرِ أَوْ فِي يَوْمِ حُزْنٍ أَسْوَدِ
فَإِذَا ابْتَدَأْتُ رَأَيْتَ مَنْ يَمْشِيْ عَلَى *** أَثَرِي وَمَنْ بِي فِي المَحَافِلِ يَقْتَدي
أَنَا لَا أَمُنُّ بِذَا فَكَمْ مِنْ مِنَّةٍ *** لَكَ أَثْقَلَتْ عُنُقِي وَقَدْ مَلَأَتْ يَدي
وَأَنَا المُقَصِّرُ رَغْمَ ذَاكَ وَحُجَّتِي *** بِذْلِي قُصَارَى وُسْعِ جُهْدِ المُجْهَدِ
وَاليَوْمَ فِي الطُّوفَانِ أَصْمُتُ لَا وَمَنْ *** لِجَلَالِهِ سَجَدَتْ جِبَاهُ السُّجَّدِ
لَا عِشْتُ حُرًّا إِنْ أَنَا لَمْ أُوفِهِ *** حَقًّا بِشِعْرٍ فِي الزَّمَانِ مُخَلَّدِ
هَذَا هُوَ اليَوْمُ الذِي لِعِنَاقِهِ *** كُنَّا نَتُوقُ بِكُلِّ شَوْقِ المَوْعِدِ
شِبْنَا وَنَحْنُ نَقُولُ يَأْتِي فِي غَدٍ *** وَلَكَمْ هَرِمْنَا فِي انْتِظَارِ مُنَى الغَدِ
حَتَّى أَتَى كَالفَجْرِ مِنْ بَعْدِ الدُّجَى *** فَشَفَى الصُّدُورَ مِنَ الأَثِيمِ المُعْتَدي
هِيَ ضَرْبَةُ القَرْنِ التِي فُرْسَانُنَا *** أَخْزَوْا بِهَا وَجْهِ الغَوِيِّ المُفْسِدِ
فَإِذَا الغُزَاةُ أَمَامَهُمْ كَطَرَائِدٍ *** مَا بَيْنَ مَقْتُولٍ وَبَيْنَ مُقَيَّدِ
سَتَظَلُّ وَشْمًا لَا يَزُولُ مُؤَبَّدًا *** وَتَظَلُّ نَقْشًا فِي الزَّمَانِ السَّرْمَدي
وَلِسَانَ صِدْقٍ عَنْ رِجَالٍ مَا انْحَنَوْا *** ذُلًّا لِطَاغِيَةٍ وَلَا لِمُعَرْبِدِ
عَنْ قِصَّةِ الشَّعْبِ الذِي كَرِجَالِهِ *** وَفَخَارِهِ عَيْنُ الوَرَى لَمْ تَشْهَدِ
تَتَحَالَفُ الدُّنْيَا عَلَى إِخْضَاعِهِ *** فَيَرَدُّهَا فِي عِزَّةٍ وَتَجَلُّدِ
وَيَنَالُهُ الخِذْلَانُ مِمَّنْ ظَنَّهُمْ *** أَهْلًا فَمَا مِنْ مُسْعِفٍ أَوْ مُنْجِدِ
لَكِنَّهُ يَبْقَى الأَشَدَّ صَلَابَةً *** لَمْ يَخْشَ بَطْشَ الظَّالِمِ المُتَوَعِّدِ
إِنْ لَمْ يَجِدْ سَنَدًا لَهُ فِي مِحْنَةٍ *** فَلَهُ مِنَ الرَّحْمَنِ أَعْظَمُ مُسْنِدِ
وَإِذَا تَخَلَّى النَّاسُ عَنْهُ وَأَبْعَدُوا *** عَنْ رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ بِمُبْعَدِ
فَاللهُ يَنْصُرُ جُنْدَهُ وَيَمُدُّهُمْ *** بِالعَوْنِ إِنْ كَفٌّ لَهُمْ لَمْ تُمْدَدِ
وَالنَّصْرُ وَعْدُ اللهِ فِي آيَاتِهِ *** وَوَفَاءُ وَعْدِ اللهِ جِدُّ مُؤَكَّدِ