الكرك: تخريب بمحتويات (ساحة الشهداء) يؤخر تنفيذه

الهاشمية نيوز - على مدار سنوات عدة، شكلت منطقة وسط مدينة الكرك لجميع المجالس البلدية قلقا كبيرا، بسبب تحولها إلى مكرهة صحية نتيجة تواجد عشوائي للبسطات والباعة المتجولين فيها، في حين توصلت البلدية وبعد سنوات إلى حل ينهي هذه الحالة عبر إنشاء مشروع ساحة الشهداء والذي بدأ العمل به قبل أكثر من عام.

مؤخرا وقبل الانتهاء من كامل أعمال المشروع، تعرض المشروع إلى عمليات تخريب تشير التقديرات الأولية إلى أنها "متعمدة" من قبل مجهولين، ما يؤدي إلى تأخير تنفيذ المشروع الذي كان متوقعا انتهائه قبل ستة أشهر.

وكانت بلدية الكرك قد أحالت قبل أكثر من عام عطاء تطوير وسط المدينة بكلفة وصلت إلى حوالي 300 ألف دينار، لإنهاء حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة، منذ أكثر من تسع سنوات بعد إزالة مرافق المشروع السياحي الثالث الذي نفذ سابقا بالمنطقة وتحول الميدان الموجود فيها إلى ساحة لتجار البسطات والباعة المتجولين.
وقال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة إن منطقة وسط المدينة والتي كانت تسمى "دوار الكرك"، كانت عبارة عن مكرهةً صحية على مدار السنوات السابقة واستطاع المجلس البلدي الحالي إنجاز وسط المدينة بحلته الجديدة بما يحمل من رمزية وأهمية في تاريخ الكرك.
وأشار إلى أن المشروع يتعرض حاليا لعمليات تخريب وتكسير واعتداء من قبل مجهولين، حيث لاحظ مراقبوا البلدية عمليات تخريب طالت أشجار الزينة وأنابيب المياه، إضافة إلى تخريب النافورة الموجودة في الميدان والعبث في الإنارة ومحاولة ازالتها من مكانها.
ولفت إلى أن بلدية الكرك تناشد المواطنين ضرورة التعاون معها في حماية مشروع ساحة الشهداء من هذا العبث والتخريب حيث لن تستطيع بلدية الكرك وضع حراس إذا لم يكن المواطن نفسه حارسا على الممتلكات العامة.
وأكد المهندس المعايطة، أنه اتخذ قبل فترة طويلة قرارا بإعادة تأهيل وسط المدينة التاريخي والذي كان جزءا من المشروع السياحي الثالث، لافتا إلى أن البلدية لديها تصور لوسط المدينة، من خلال إعادة بناء الساحة الرئيسة وإنشاء برج الساعة.
وبين أن البلدية طرحت عطاء مشروع الوسط التجاري والذي كان من المتوقع الانتهاء منه قريبا، مؤكدا أن إعادة تأهيل الساحة سيبقي المنطقة كما هي مركزا لمدينة الكرك من خلال إنشاء مظلات على مساحات واسعة وإنشاء ساعة على برج بتصميم يتسق مع تاريخ المدينة وإرثها العريق، لافتا إلى تسمية الميدان "بميدان شهداء الكرك"، تقديرا لقيمة الشهادة والشهداء.
وأكد أن البلدية معنية بتطوير وسط المدينة التاريخي وقد قررت مؤخرا من خلال مجلسها تقديم تسهيلات للمواطنين الراغبين بإنشاء مشاريع سياحية وثقافية في مبان تاريخية وأثرية عمرها يزيد على 80 عاما بعد إعادة ترميمها، للحفاظ عليها وإدامتها بمشاريع ذات قيمة محلية.
وكان المشروع السياحي الثالث قد شمل وسط المدينة بتنفيذ ساحة عامة يتوسطها نصب تذكاري يتربع عليه تمثال لصلاح الدين الأيوبي يمثل ارتباطه بمدينة الكرك تاريخيا، بالإضافة إلى بناء الأرصفة والحواجز الحديدية التي تمنع اصطفاف المركبات على الأرصفة، ونفذت بشكل يسمح بإنسيابية حركة المشاة بشكل أكبر وأوسع، حيث جرى خلال السنوات الماضية تجريف وسط المدينة بما تضمنه من انجازات للمشروع السياحي الثالث وتم نقل تمثال صلاح الدين الأيوبي إلى ساحة بالقرب من قلعة الكرك.
ويعول تجار وسكان في مدينة الكرك بأن يسهم مشروع تطوير وسط المدينة الذي تنفذه البلدية ويحمل اسم "ميدان شهداء الكرك"، بإعادة الألق لوسطها التجاري الذي يعاني منذ سنوات من التردي والفوضى بسبب تعديات أصحاب البسطات والباعة المتجولين وتجار الخضار المتنقلين.
من جانبهم، اعتبر سكان وتجار بالكرك، أن عمليات التخريب لموقع ساحة الشهداء "مقصودة"، والهدف منها عدم انجاز المشروع والعودة إلى حالة الفوضى السابقة التي كانت سائدة بالمنطقة، مطالبين البلدية بعدم الانصياع لمن يريد تخريب الساحة ومتابعة التنفيذ حتى لو تطلب ذلك فترة إضافية.
وقال الناشط حسني الصعوب إن مشروع تطوير وسط المدينة التجاري من المتوقع أن يسهم بعودة النشاط والحياة للمدينة مرة أخرى بعد سنوات من المعاناة نتيجة تراجع الحركة وسيطرة البسطات والباعة المتجولين على الشوارع والارصفة.
وأضاف أن المشروع بعد الانتهاء منه سوف يؤدي إلى إنهاء حالة الفوضى المرورية والتي كان لها الدور الكبير في عزوف السكان عن زيارة وسط مدينتهم.