-

كتابنا

تاريخ النشر - 27-12-2023 12:49 AM     عدد المشاهدات 158    | عدد التعليقات 0

حلا ناصر تكتب .. "لغتنا الجميلة"

الهاشمية نيوز - حلا مصطفى محمد ناصر تكتب : "لغتنا الجميلة"
مما لا شك فيه أن لغتنا العربية لغة جميلة ومميزة فهي تمتاز عن غيرها من اللغات بسعتها وكثرة مفرداتها وتنوع أساليبها وكثرتها وقدرتها الفائقه على الإشتقاق واستيعاب اللغات الأخرى وتفوقها عليها ... ومن أهم ما تمتاز به اللغة العربية عن غيرها من اللغات أن الله سبحانه وتعالى أختارها لتكون لغة القرآن الكريم قال تعالى :( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) لأنها وحدها من بين اللغات القادرة على استيعاب القرآن العظيم وما فيه من معانٍ جليلة وعظيمة. وفي ذلك تكريم للغة العربية وحفظ لها من الإندثار فوجودها مرهون بوجود القرآن الكريم وما دام الله تعالى قد تعهد بحفظ القرآن الكريم فهذا يعني ضمناً أن اللغة العربية محمية ومحفوظة قال تعالى:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ).
لقد تغنى كثير من الشعراء باللغة العربية مبينين ماتمتاز به من فصاحه و بلاغه وجمال ...فهذا أمير الشعراء أحمد شوقي يقول (إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِناً
جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ ). أما شاعر النيل حافظ إبراهيم فقد بين محاسن اللغة العربية وفضائلها و صلاحيتها لكل زمان ومكان وقدرتها على استيعاب مستجدات العصر ومواكبة التطورات وتنسيق الأسماء للمخترعات من خلال ميزة القدره على الإشتقاق والنحت ،وذلك كما في قوله:(

وسعت كتاب الله لفظاً وغــايــة   وما ضقت عن آيٍ به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة   وتنسيق أسماءٍ لـمخـتـرعــات

أنا البحر في أحشائه الدر كامن     فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
.وعلى الرغم من جمال اللغة العربية ومميزاتها التي لا تعد ولا تحصى إلا أننا نلاحظ أن الكثير من أبناها قد هجروها وتحولوا عنها إلى اللهجات العامية التي تختلط بكثير من المفردات الأجنبية ظناً منهم أنهم بذلك سيظهرون بمظهر حضاري مميز وهم يتفاخرون بذلك ومنهم من يدعو إلى هجر العربية والتحول عنها إلى اللغات الأجنبيه ...والمتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وغيره يلحظ هذه الظواهر بشكل جلي وواضح

وكمثال على ذلك فقد لفت نظري تصريح لأحد مدارء إحدى الفضائيات اللبنانية قوله: سوف نجعل اللهجة اللبنانية هي اللغة السائدة في الإعلام العربي خلال عشر سنوات وعلى ما يبدو أن الرجل يعني ما يقول فها نحن اليوم نجد المذيعين والمذيعات من الجنسية اللبنانية يتواجدون في معظم وسائل الإعلام العربية من المحيط إلى الخليج ويقدمون برامج باللغة اللبنانية الخالصة.
إن من المؤكد أن اللغة العربية تتعرض إلى هجمة شرسة من جهات مختلفة لإستبدالها باللهجات العامية العرجاء المليئة بالمفردات غير العربية ؛ لذلك فإن من واجب أبناء العربية عامة وعلمائها خاصة أن يتصدوا لهذه الهجمة الشرسة التي تواجه لغتنا وذلك من خلال برامج التوعية والإرشاد والمحاضرات والندوات وحث وسائل الإعلام على جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية لهم وذلك لترغيب الناس في لغتهم وحث الشباب خاصة على الإعتزاز بلغتهم وتوظيفها في تخاطبهم وتعاملهم مع بعضهم البعض... كما ادعوا وزارة التربية والتعليم إلى حث معلمي اللغة العربية في المدارس على تدريب أبنائهم الطلبة على القراءة والكتابة الصحيحة من خلال دروس القراءة والتعبير في المواضيع المختلفة وحث الطلاب على التحدث بالعربية في كل الحصص دون استثناء.
وقبل أن أختم مقالي هذا أود أن أشيد بدور الكثير من المؤسسات المجتمعية التي تعتني باللغة العربية وتدعوا إلى الحفاظ عليها وتنظيم المسابقات والندوات والمحاضرات التي من شأنها أن تعيد لأفراد المجتمع ثقتهم بلغتهم وتدفعهم إلى الإعتزاز بلغتهم التي هي عنوان عروبتهم وهويتهم التي يفخرون بها.
بقلم حلا مصطفى محمد ناصر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :