الأردن يخيّب آمال عراب المناخ الأمريكي جون كيري

الهاشمية نيوز - وجه الملك عبد الله الثاني مساء الثلاثاء الحكومة بمنح مشروع الناقل الوطني للمياه الأولوية ضمن حزمة برامج التحديث الاقتصادي.
ويبدو ان هذه الأولوية مرتبطة ايضا بالمراجعة التي تجري لاتفاق تبادل خدمات المياه والكهرباء بين الاردن واسرائيل.
وكان وزير الخارجية أيمن الصفدي قد أعلن وعبر قناة الجزيرة الاسبوع الماضي في تصريح مثير ان بلاده لن توقع الاتفاقية المشار اليها والتي تحمل اعلاميا اسم المشروع الاماراتي.
وبموجب هذا المشروع يفترض ان تقدم اسرائيل كميات تصل الى 200 متر مكعبا من المياه المحلاة من البحر المتوسط مقابل تبديلها بكهرباء منتجة في صحراء الاردن من الطاقة الشمسية.
والمشروع كان بتمويل إماراتي واشرف عليه بصفة خاصة مبعوث المناخ الامريكي وزير الخارجية الأسبق وعراب المشروع الإماراتي جون كيري الذي تواصل مع عمان معربا عن إنزعاجه من القرار الأردني وأبلغ مكتبه بأنه يشعر بخيبة أمل وقد يرغب في زيارة عمان.
وعلم من مصادر أردنية رسمية ان عمان أبلغت ابو ظبي وتوافقت معها على ارجاء توقيع المشروع بصفة نهائية ضمن عدة اوراق ضغط متفق عليها بعد تداعيات القصف الاسرائيلي العنيف لقطاع غزة ومنع المساعدات عن القطاع.
ويعتبر الغاء المشروع الاماراتي من المطالب الاساسية للشارع الاردني.
لكن الاهم ان توجيهات ملكية صدرت فيما يبدو مساء الثلاثاء لاستبدال كميات المياه الاسرائيلية بتفعيل مشروع الناقل الوطني للمياه وفكرته تحلية المياه من البحر الاحمر في العقبة ونقلها الى عمان العاصمة بكلفة مالية كبيرة كانت الحكومة الاردنية تحاول تجاوزها.
والمقصود بتفعيل مشروع الناقل الوطني هو ما ذكره رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عن توفر بدائل تبحثها الحكومة عن الغاز وحصص المياه من اسرائيل.
ويبدو للمراقبين والملاحظين ان البحث الاردني في البدائل ينطوي ايضا على رسالة سياسية للإسرائيليين تتلازم مع تصويت مجلس النواب الاسبوع الماضي على قرار بمراجعة نحو 13 اتفاقية موقعة مع اسرائيل مما يدلل على ان ازمة كبيرة في العلاقات اصابت وعطلت العلاقات الاردنية الاسرائيلية.
ولم تكشف بعد كل حيثيات وميكانيزمات مراجعة الاتفاقيات من سلطة التشريع الاردنية لكن مصادر برلمانية تؤكد بان العملية تجري وبعمق وبكثافة في اروقة اللجنة القانونية .
وتؤكد ان مشاورات جدية تجري مع خبراء قانونيين في نقابة المحامين وغيرها، الامر الذي يعني ضمنا بان التصعيد في العلاقات الاردنية الاسرائيلية يتواصل ويصل الى مناطق غير مسبوقة.
وكان رئيس الوزراء الخصاونة قد صرح قبل يومين بان كل الخيارات الاردنية مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بتطورات الوضع في فلسطين المحتلة وهي لهجة يستخدمها لأول مرة رئيس حكومة اردني سبق ان نصح الاسرائيليين في جلسة مغلقة بتوقع المزيد من المفاجآت