-

كتابنا

تاريخ النشر - 21-11-2023 09:13 AM     عدد المشاهدات 94    | عدد التعليقات 0

شتــاء بيت جــالا وشتـاء الــزرقــاء

الهاشمية نيوز - نبيل عماري

لا أدري كلما سمعت فيروز تغني

خذوني إلى بيسان

إلى ضيعتي الشتائية

هناك يشيع الحنان على الحفافي الرمادية

خذوني إلى الظهيرات إلى غفوة عند بابي

هناك مدت علات أعانق صمت التراب

أذكر يا بيسان يا ملعب الطفولة أفيائك الخجولة

و كل شئ كان باب و شباكان يخالجني شعور الحنين لبيتنا في بيت جالا في فلسطيننا الحبيبة السليبة أشعر بروعة شتاء فلسطين وثلج بيت جالا ف شتاء فلسطين يشبة شتاء الأردن بكل التفاصيل ومع أول نسمات البرد وعندما يحل شهر كانون تشتم رائحة الصوف بالبيت وتذهب جركانات الكاز الحديدية إلى حيث يمر بياع الكاز بجرسه وبصياحه كاز كاز تلتم الحارة حول حنفية الكاز النازل من الطنبر الذي يجره ما يسمى بغل الكاز حين شبة احدهم عيون حبيبته الجميلة مثل عيون بغل الكاز تمطر الدنيا ونفرح ونغني يا رب تشتي تشتي وروح عند ستي ستي تعملي كعكة اكلها ونام الكل ينفض من حول بائع الكاز ليعبى تلك الصوبات الموجودة بكل بيت والكل يرغب بالجلوس حول المدفأة النفطية (علاء الدين) حيث الدفىء والمثل القائل النار فاكهة الشتاء وننتظر عروسة اللبنة والتي تسخن على نار الصوبة بينما المطر يزداد غزارة وكاسة الشاي بالميرمية العابقة بتلك الأجواء تعطي دفء وعبق شتاء.. أجواء البرد والضجر حيث لم يكن التلفاز قد دخل بيوت اغلب الاردنيين الكل ينتظر افتتاح التلفزيون الاردني فموعد بثه قريب وليس لنا سوى تحريك مؤشر الراديو على عمان والمسلسل اليومي سيف بن ذي يزن نسمع ونتابع بشغف ونرسم شاشة تلفاز بعقولنا كنا نحيط بالراديو الكبير وشريطة القماشي وضوء صغير بجانب مؤشر الراديو بعد نشرة الأخبار وتلك الموسيقى ما قبل النشرة موعد النشرة الجوية بينما الهواء يزداد هبوبا والجدة تفرح بالموسم القادم وسم وسم وساعة من سعاته بتقضي حجاته وتغني وتقول عيدوا وراي يا الغيث يا ربي تروي زريعنا الغربي يا العيث يا دايم تروي زريعنا النايم يغلبنا النوم فغدا مدرسة ولا بد من تحضير الجزمة السوداء وطاقية الجلد البنية والتي لها اذان وكفوف صوف نسجتهم امي بيدها والمريول وجاكيت يقينا لسعات البرد وشدة المطر نمنا والمزاريب نمنا على صوتها وهي تشقع فالذهاب للمدرسة مشيا وقتها لم نكن نملك رفاهية الباص البرتقاني او بالفصحى البرتقالي والرجوع للبيت ليس كالخروج منه، … مشياً على الاقدام نعود ، تلك رياضة إلزامية تعودنا عليها نخرج من المدرسة وقد تصاحبنا مع البرد والجوع بأنتظار طنجرة الملفوف الساخنة بهبالها وطعمها الخيالي وحبات الثوم المنثورة وحبات الليمون والتي تعطي مذاق لحبات الملفوف ٠






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :