-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 26-10-2023 09:45 AM     عدد المشاهدات 143    | عدد التعليقات 0

الملكة بلاغة الكلمة وإنسانية الطرح

الهاشمية نيوز -

نيفين عبدالهادي


الملكة رانيا العبدالله.. طريقة عبقرية فذّة جمعت بين الأمومة والإنسانية والسياسة، والذكاء غير المحدود، ناهيك عن طلة تحكي عن نفسية مثقلة بالحزن والأسى على شعب يواجه حربا مدمرة منذ السابع من تشرين الأول الحالي، لتكون مقابلة جلالتها المباشرة مع الإعلامية كريستيان أمانبور على شبكة سي إن إن، مساء أمس الأول، من أبرز المواقف التي برزت عالميا بالحرب على الأهل في غزة.

المقابلة التي أجريت عن بُعد من مكتب جلالة الملكة في عمّان، وكانت تبث مباشرة، ومع إعلامية مخضرمة ومن أهم الإعلاميات عالميا، تعدّت كونها مقابلة توجّه بها أسئلة ويقابلها الأجوبة، إنما شكّلت حالة سياسية وإنسانية بحرفيّة المعنى والتفاصيل، فقد قدمت جلالتها تفاصيل كاملة عن الواقع في غزة، وما يعانيه الأهل بها من أطفال ونساء وشيوخ ورجال، واضعة جلالتها صورة بوضوح غاب عن كل وسائل الإعلام الغربي، بمفردات حقيقية أوصلت محاورتها إلى حالة من الحرج والبحث عن مخارج لغوية لتقابل بها عبقرية الملكة الأم والإنسانة وصاحبة الفكر السياسي الذي تعلمته من جلالة الملك عبدالله الثاني.

في كلّ كلمة تحدثت بها جلالة الملكة في المقابلة شكّلت حالة حقيقية، وحملت من الأهمية الكثير الكثير، متحدثة بكل وضوح وصراحة معبّرة عن (صدمة وخيبة أمل العالم العربي من «المعايير المزدوجة الصارخة» في العالم و»الصمت الذي صمّ الآذان» في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، مؤكدة أنه بالرغم من الرواية السائدة في الإعلام الغربي إلا أن «هذا الصراع لم يبدأ في السابع من تشرين الأول».)، واقع تحدثت به جلالة الملكة بوضوح وبلاغة حاكت بها العالم بلغته، ومشاعر بدت واضحة في كلمات جلالتها تعايش هذه الكارثة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.

وفي حديثها عن الأمهات في غزة، حرّكت جلالتها مشاعر العالم، ووضعت قضية حقيقية أمام مرأى الجميع، في قولها «رأينا أمهات فلسطينيات اضطررن لكتابة أسماء أطفالهن على أيديهم بسبب الاحتمالات الكبيرة لتعرضهم للقصف حتى الموت وتحول أجسادهم إلى جثث وأشلاء»، «أريد فقط أن أذكّر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن تماماً كما تحب أي أم أخرى أطفالها في العالم. وبالنسبة لهن فإن هذه التجربة أمر لا يصدق»، أي كلمات هذه سيدتي أي قلب أم يتحدث قبل لسانها، أيّ سرد يصل القلب والعقل ليضع الحقيقة تحت مجهر الرحمة، نعم فالأم الفلسطينية كباقي الأمهات، لكن على ما يبدو أن العالم أغفل بل تغافل هذه الحقيقة.

وتناولت جلالتها تفاصيل الواقع في الحرب على غزة، بحقائق ووقائع يتجاهلها العالم وإعلامه، الذي يصر حتى اللحظة كما قالت جلالته التعامل على أن «إسرائيل في حالة حرب»، متناسيا كل ما يحدث من جرائم حرب وإبادة جماعية وقتل للمدنيين الأبرياء وتدمير للمساجد والمدارس والمستشفيات دون الأخذ بقشور الإنسانية في شعب يعيش ظلما وقهرا منذ عشرات السنين وليس من السابع من الشهر الحالي كما قالت جلالة الملكة.

معلومات وحقائق وضعتها جلالة الملكة أمام العالم وتابعها العالم بكل حرف تحدثت به، بحقائق ولغة صادقة وثقة غير متناهية، ولغة جسد تحكي حزن جلالتها وقد خرجت بملابس سوداء حدادا على أرواح شهداء غزة، لتكون مقابلة نموذجية هامة استثنائية، حملت مضامين الأدبيات والثوابت الأردنية بقيادة جلالة الملك، فهي «أم الحسين» التي تضع في كل مكان ومرحلة بصمة ذهبية إنسانية فذّة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :