تاريخ النشر - 23-08-2023 09:30 AM عدد المشاهدات 202 | عدد التعليقات 0
أَغَـارُ عَلَيْكِ

الهاشمية - د. عادل علي جوده
طَلَّتْ بِسَمْتِ الْخَطْوِ تَشْدُو مَا هَوَتْ *** نُــورٌ يُنَـاجِي الْـقَـلْـبَ حَــيْثُمَـا رَسَـتْ
غُنْجٌ يُنَـاغِـي أَضْلُعِي كَسْبَ الرِّضَا *** النَّفْسُ؛ مِـنْ لَهْفِ اشْتِيَـاقِهَـا انْتَشَـتْ
تَـخْــتَـالُ زَهْـــوًا بِانْتِقَـاءِ زِيِّـهَـا *** وَالـْحَـــقُّ؛ أَنّـَهَـا الـضِّيَـاءُ لَـــوْ دَرَتْ
رَاحَـــتْ تُـبَـاهِي ضَـيَّ جِـيـدِهَـا *** وَالْـبَسْـمُ إِنْشَـادٌ يُـحَـاكِـي مَـا نَـوَتْ
قُـلْ عَذْبَـةٌ إِنْ أَقْـدَمَتْ، قُـلْ ذَرْبَـةٌ *** إِنْ أَدْبَـرَتْ، قُـلْ صَعْبَةٌ إِنْ أَمْـسَكَـتْ
تَسَـاءَلَتْ: كَيْفَ تَـرَانِـي يَـا أَنَـا؟ *** أَغْوَتْ بِعَذْبِ الْهَمْسِ رُوحِي وَرَوَتْ
فَالْتَـاعَ نَبْضُ الْبَوْحِ وَخْزًا مِنْ إِبَـا *** فَـخَـانَنِـي وَعْيِـي وَأُذْنِـي مَـا صَغَتْ
عَادَتْ تُشَاكِي سَكْتَتِي، هَيَّـا أَجِبْ *** أَمَـا تَــرَى مَـحْبُـوبَـتَـكْ، قَدْ أَقْـبَـلَتْ
أَجَبْتُهَـا؛ يَـا سَـعْـدَ عُـمْرِي سَامِحِي *** أَخْفَى اللِّسَانَ؛ عِشْقُ مَا عَيْنِي رَأَتْ
مَـا عَـلـَّنِـي أَقُــولُ فِــي مـَحْـبُوبَـتِـي *** أُسَـــبِّـحُ الـلَّـهَ لِـنَـفْـسٍ مَـا خَــلَــتْ
مِنْ كُـلِّ مَـا تَزْهُو بِـهِ الرُّوحُ تُـقًـى *** مِنْ أنْبَلِ الْأَخْلَاقِ طَـالَـمَـا اسْتَقَتْ
سَـاءَلْـتُهَا؛ لَكِنْ حَيَـاتِي وَالْـمُنَـى *** مِنْ هَكَـذَا حَـالٍ عُيُونِـي كَـمْ أَبَـتْ؟
قَالَتْ وَقَدْ ذَابَتْ؛ حَبِيبِي لَا تَخَفْ *** فَالنَّبْضُ أَنْتَ، عَنْكَ نَفْسِي مَـا نَأَتْ
وَيـْحِي أَنَـا مِمَّنْ تَغَـارُ فِـي الدُّنَـا *** تَـغَـارُ مِـمَّـنْ وَلَـكَ الـرُّوحُ ارْتَـــقَـتْ
أَلَـمْ أَقُلْ، مِنْ قَبْلُ، أَنَّ الْعَيْنَ، مَـا *** بِـهَـا سِوَى أَنْتَ، وَعَـنْكَ مَـا غَفَتْ
أَلَـمْ أَقُلْ، هَذَا الْكَيَـانُ، أَنْتَ مَنْ *** فِـيهِ، وَأَنْفَـاسِـي سِـوَاكَ مَـا رَجَتْ
قُـلْتُ بَلَـى؛ أَغَـارُ مِنْ كُــلِّ الْـوَرَى *** مِـنْ أَيِّ عَـيْنٍ، لَــوْ بِخَـطْـوِكِ الْـتَـقَـتْ
هَـذَا أَنَـا تَــذْوِي حَيَـاتِـي بِالْأَسَـى *** مِنْ نِسْـمَةٍ حَـطَّـتْ عَلَـيْـكِ أَوْ هَـفَتْ
هَذِي هُمُومِي، أَسْكَنَتْ نَبْضِي جَوًى *** عَضَّتْ نِـيَـاطَ الْقَـلْبِ غَيْظًـا وَلَـوَتْ
حَبِيبَتِـي؛ إِنِّـي أَغَـارُ، فَـارْحَـمِــي *** قَلبًـا؛ يَشِبُّ نَـارَ عِـشْـقٍ مَـا خَـبَـتْ
هَا قَـدْ أَعَدْتِ الْـهَمَّ يَا نَـبْـضِـي أَنَا *** هَاتِي يَدَكْ حِسِّـي خُدُودِي كَـمْ ذَوَتْ
الــنَّـــارُ آذَتْـنِــي وَأَبْـكَـتْــنِـي دَمًـا *** وَالْـحُــزْنُ أَعْـيَـانِـي وَرُوحِــي أَدْمَــعَتْ
هَـلَّـتْ تُـدَاوِي لَـوْعَـتِـي وَحِـيرَتِـي *** حَـطَّتْ عَـلَى ثَـغْرِي شِفَـاهَـا وَارْتَخَتْ
نَـاغَيْتُهَـا بِالْعِشْقِ عِشْقًـا لَاهِبًـا *** يَسْتَــعْـذِبُ الْآهَ اشْــتِـهَـاءَ مَـا سَـقَتْ
لَاطَـفْتُـهَـا يَـا نُـورَ عُـمْرِي وَالْـهَنَـا *** لَا تـَجْـزَعِـي مِـنْ غَـيْرَتِـي لَــوْ بَـالَـــغَتْ
فَالـْحُسْنُ فِـي خَـدَّيْـكِ وَرْدٌ لَاهِبٌ *** وَالشَّـهْـدُ يَـا وَيْـحِي مِـدَادٌ مَـا سَـكَـتْ
وَالْـنُّـورُ فِـي عَيْنَيْكِ فَـجْـرٌ سَـاحِـرٌ *** وَالْـعَيْنُ دَوْمًـا عَـنْ فَسَـادٍ مَـا انْـتـَهَتْ
تَـدْرِيـنَ يَـا كُـلَّ الْـغَـلَا بِي خَـاطِرٌ *** أَلَّا تَــرَى عَـيْـنَـــيْـكِ عَــيْنٌ لَـــوْ عَـمَـتْ
أَوْ تَـسْمَعُ الْآذَانُ مِنْـكِ الْـهَمْسَ أَوْ *** تَـهْـفُـو إِلَـيْكِ الـرِّيَـاحُ قَــرَّتْ أَوْ عَـتَـتْ
يُـرْضِيكِ يَـا كُلِّي؟ فَدَمْعِي إِنْ جَرَى *** يُـجْـرِي عَـلَـى الْـخَـدَّيْـنِ نَـارًا أُحْرَقَتْ
يُـرْضِيكِ عَيْنِي لَا تَرَى فِـيكِ الـضِّيَـا *** تَـعْمَـىَ فَـلَا تَغْفَـى وَإِنْ نَـامَتْ بَـكَتْ
هَـــذَا أَنَـا لَا أَرْتـَـــجِـي إِلَّاكِ لِــي *** أَنْـتِ الَّـتِـي تَـاقَتْكِ رُوحِـي وَاكْتَفَتْ
رُدِّي عَلَيْنَا الْبَـابَ مِنْ عِيْنِ الرَّدَى *** هَـيَّـا وَغَـطِّــنَـا فَـــأَشْـوَاقِـي غَـلَـتْ