-

كتابنا

تاريخ النشر - 22-08-2023 10:34 AM     عدد المشاهدات 122    | عدد التعليقات 0

الشهيد

الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب
نحنُ مَوْتى وأنتُمْ الأحْياءُ *** فانْدُبونا يا أيُّها الشُّهداءُ
نحنُ ليلٌ وأنتمْ الفجْرُ بسَّامًا وهل يسْتوي الدُّجى والضِّياءُ
نحنُ ألفاظٌ فارقتْها المَعاني *** وحُروفٌ طنَّانةٌ جوْفاءُ
نحنُ آلاتٌ دونَ رُوح ٍ وحسٍّ *** صرَّفتْها الأكُفُّ كيفَ تَشاءُ
فمِنَ الجهْلِ أنْ نقولَ رثاءً *** فلَنا أوْلى أنْ يكونَ الرِّثاءُ
كَتبَتْ بالدِّماءِ أجْسادُكمْ شِعْرًا *** وأحْلاهُ ما تَخُطُّ الدِّماءُ
فاصْمتُوا إجلالًا لهُ وخُشوعًا *** حينَ يُتلَى يا أيُّها الشُّعراءُ
كُلُّ قوْلٍ إنْ لمْ يُتَوَجْ بفعلٍ *** فهْوَ في مَسْمَع ِ الوجودِ هَباءُ
فاسْمَعوا مِن فَم ِالشَّهيدِ قَصيدًا *** نَظمَتْهُ أْفْعالُهُ الغَرَّاءُ
كُلَّ يَوْمٍ يُعْطي الأنَامَ دُروسًا *** في فُنون ِ الفِداءِ كيفَ الفِداءُ
فإذا إكْبارًا حَنيْتُ جَبيني *** لِشهيدٍ سَما بِيَ الإنْحِناءُ
وإذا قلْتُ فيهِ شِعْرًا فحَسْبي *** أنُّنِي قلـتُهُ وكُلِّي حَياءُ
***
شاهَدَ الظلْمَ كيفَ ينْزِلُ بالأرض ِفتَشْقى بنارِهِ الضُّعفاءُ
شاهَدَ البطْشَ كيفَ يعْصِفُ بالنَّاس ِ فتفْنَى في جوْفِهِ الأشْلاءُ
ورأى الموْتَ كيفَ يفْتِكُ بالشَّعبِ فتلْقَى حُتوفَها الأبْرِياءُ
فأبَى أنْ يعيشَ في حمْأةِ الذُّلِ وثارتْ في نفْسِهِ الكِبْرياءُ
ورأى الدَّرْبَ مِلْؤُها الشَّوْكُ والهَوْلُ وظلْماءُ فوْقَها ظلْماءُ
فمشَاها كأنَّهُ الرِّيحُ تجْري *** وطَواها كأنَّها البيْداءُ
بيْنَ جنْبَيْهِ هِمَّةٌ حِينَ ثارَتْ *** لمْ تَرُعْها العوَاصِفُ الهَوْجاءُ
سَلَّ عزْمًا على جَوَادٍ مِنَ الصَّبْرِ فذَلَّتْ أمَامَهُ الأعْداءُ
وأذاقَ العَدُوَّ كأسًا مَرِيرًا *** منْ هَوانٍ حتَّى رَماهُ القَضَاءُ
فهَوَى رَاضِيَ الفُؤَادِ سَعيدًا *** رافِعَ الرأسِ مِلْؤُهُ الخُيَلاءُ
زَفَّتِ الحُورُ لِلجِنَانِ شَهيدًا *** حوْلَهُ الصِّدِّيقُونَ والأنْبياءُ
***
يا شهيدًا عليْهِ مِنْ حُلَلِ المَجْدِ رِدَاءٌ بهِ يَتيهُ الرِّدَاءُ
وعَلى وجْهِهِ يَلُوحُ ابْتِسامٌ *** فيهِ يبْدُو السَّنَا ويبْدو السَّناءُ
لكَ في الدَّهْرِ طَيِّبُ الذِّكْرِ والفَخْرُ وفي جنَّةِ الخلودِ الجَزاءُ
لكَ في قَلْب ِكُلِّ حُرٍّ مكانٌ *** يُدْرِكُ النَّجْمَ كي يَراهُ العَيَاءُ
لكَ في كُلِّ مسْجِدٍ صَلواتٌ *** وُدُعاءٌ يَتْلوهُ فيهِ دُعاءُ
باذلُ الرُّوحِ مِنْ سخاءٍ كريمٌ *** عَلَّمَ النَّاسَ كلَّهمْ مَا السَّخاءُ
فإذا اثْنَيْنا عَليْهِ قليلًا *** كانَ مِنَّا لِمَا أْتاهُ الثَّناءُ
فانْظمُوا في مَديحِهِ الشِّعرَ لكِنْ *** بحُروفٍ هِيَ النُّجومُ الوِضَاءُ
وانْظُمُوا هذهِ الكواكبَ شِعرًا *** فيهِ حتّى تَغارَ مِنْهُ السَّماءُ
أو فلُوذُوا بالصَّمْتِ والصَّمْتُ أوْلى *** إنْ عَجِزْتُمْ يَا أيُّها الشُّعراءُ




وسوم: #الشهيد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :