-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 25-07-2023 09:33 AM     عدد المشاهدات 250    | عدد التعليقات 0

تطوير عقاري

الهاشمية نيوز -

فارس الحباشنة


خبرتي في الاقتصاد وعالم المال والاعمال محدودة، واخاف عندما اسمع عن ارقام بأصفار متتالية.
و خيالي المحدود لا يتحمل استيعاب سبعة، وثمانية، وتسعة اصفار، و كيف تقفز الارقام من شاشات النشرات الاقتصادية، وملايين ومليارات الدولارات ؟
و انا ما يهمني في الاقتصاد ضائقتي المالية و المعيشية.
و ما افهمه بالاقتصاد ان الراتب يدفع اخر الشهر، و ان الراتب يكفي لسداد فواتير الكهرباء والماء والانترنت، واقساط البنوك، وشركات التمويل، والاقساط. و لن اتفاءل واشعر بايجابية اقتصادية الا عندما اجد ان راتبي يكفي لسداد كل ما ذكرت سابقا، وان لا استدين من اول يومين في الشهر بعد استلام الراتب. من هنا يبدأ قلقي الاقتصادي، ورغم اني صحفي، ولكن احيانا عندما اسمع نشرات الاخبار الاقتصادية واسمع مشاريع بتكلفة مليونية، اقلب المحطة و ابحث عن محطة ترفيهية او اشاهد فليما مصريا.
و انا، اذا ما الرقم تجاوز الف دينار، اصاب بصدمة و خوف، وارتعش، وليلتها لا اعرف النوم، و احيانا آخذ مسكنات و «بندول»، و مساعدات طبية كي اتمكن من النوم دون كوابيس واحلام مزعجة، واخرج مسدسي، و اضعه في السيارة، واغلق باب الشقة باقفال متينة، واركب كاميرات، فانا مواطن املك الف دينار.
و فيما اسمع عن المشاريع والاستثمارات الكبرى، و مدن ترفيهية ومدن عقارية و منتجعات، وما نسمع الكثير والكثير في الاعلام عن مشاريعها. و ذات مرة اطلعت بالصدفة على مخطط لمشروع استثماري عقاري في القطرانة، اشبه بالحلم و الخيال، لم اصدق حقيقة ما هو معروض على «الداتا شو». هل سوف تتحول اراضي القطرانة الى هوليود وباريس و شرم الشيخ، والشركة عرضت فيلما عن المشروع يجعلك تتلمس اصابعك و رأسك،
هل انت موجود حقا هنا ام لا ؟!
مر على المشروع اكثر من عشرة اعوام، وما عرفنا من المشروع الا الفيلم و صورا نشرت في صحف ومواقع اخبارية.
صور لمنتجع مكون من فلل وشقق مستقلة وطابقية و برك سباحة وسيول اصطناعية، ولا اعرف من اين كانوا سيجرون الماء الى المشروع، وكيف ينظمون شوارع و دواوير ومخطط لسوبرماركت ومول، و مطاعم، و مراكز ترفيهية.
وما هي إلا أشهر من الاعلان عن المشروع حتى اختفى المدير العام اولا، ثم اختفى مالك المشروع، و ثم بدأت البنوك تعلن عن حجوزات ومطالب مالية ضخمة على ادارة و ملاك المشروع الهاربين.
لا اعرف كم من قلوب رجال اعمال ومستثمرين صلبة و قوية، و لا مبالين.. وانا اذا ما تاخرت عن دفع فاتورة كهرباء احس بالقلق و الخوف، ولا اعرف النوم.
رجل اعمال مدان بملايين الدنانير لبنوك، و يركب سيارة فارهة، و يلبس احدث الماركات، و يسافر، و في احتفالاته العائلية يجلب فنانين و فنانات من لبنان ومصر، و سورية، وينشر في المواقع الاخبارية اخبارا عن سفره و نشاطه الاجتماعي، وارائه في الاقتصاد الاردني، و يقدم احيانا حلولا و معالجات، وقد يترشح للانتخابات النيابية. انا مؤمن باهمية الاستثمار و جلب المشاريع، و ان لا نمو اقتصاديا دون استثمار، فهو اولوية وطنية و اقليمية مطلقة. ولكن، حذارِ من مشاريع وهمية، و خصوصا في العقار و تجارة الاراضي، و ما يسمى التطوير العقاري.
و في مسألة الاستثمار نحتاج اولا الى نوعية المشاريع، و قياس مدى خدماتها للاقتصاد الوطني و التنمية و فرص العمل، و ليس كم بعنا اراضي و قواشين؟ و ايضا نحن بحاجة لدراسة القيمة المضافة للاستثمار على الاقتصاد الكلي، و ما يحمل من رأسمال وافد الى السوق الاردني وعملة صعبة، وطبيعة المشروع، وكم يخدم الاقتصاديات الاخرى.
و المفردة الاخطر في الاستثمار، وما نسمع من مشاريع هو الاقتراض البنكي، وكيف ان رجال اعمال يبنون مشاريع في التطوير العقاري تحديدا من اموال الاردنيين، ودون ضمانات كافية، وهؤلاء سرعان ما يرحلون و يهربون و يخلفون وراءهم عقارا خاويا و مدن اكوام اسمنت وحديد، ومشاريع متعثرة و فاشلة، ونحتاج الى مليارات لاعادة اعمارها والنهوض بها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :