-

اسرار وخفايا

تاريخ النشر - 19-07-2023 09:32 AM     عدد المشاهدات 192    | عدد التعليقات 0

ابو الراغب: لاتعملوا مدينة جديدة .. وحول خطة إسرائيل: الموقف حرج

الهاشمية نيوز - شن رئيس الوزراء الأسبق، المهندس علي أبو الراغب، هجومًا شرسًا على ما زعمه وزير المالية والاستيطان في الاحتلال بتسلئيل سموتريتس، بخطة إسرائيل الحاسمة، قائلا، "بنهاجمهم لو بالقناوي إذا وصلت إلى حرب"، داعيًا الدولة إلى تغيير أسلوب الدبلوماسية الناعمة لقمع طموحات الثالوث الحاكم في إسرائيل الذي يمثل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزيريه إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتس.
أبو الراغب، خلال حوارية نظمتها جماعة عمّان لحوارات المستقبل بعنوان "تطورات الأحداث في الأراضي المحتلة وأثرها على الأردن"، بدأ منفعلًا من الخطة الإسرائيلية، إذ قال "علينا أن نقوي بنية الجبهة الداخلية، ونحضر أنفسنا جيدًا للتحديات المقبلة مهما كانت النتائج، وأن تكون الدبلوماسية قوية وليست ناعمة"؛ لكبح جماح الحكومة اليمينية المتطرفة إذا ما رغبت بالتهجير القصري للأشقاء من الضفة الغربية.
ويؤكد أن الموقف لا يعد عاديًا بل حرجًا ويتطلب أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر، لا سيما "أننا مالنا غير حالنا" حسب وصف؛ بذريعة أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تاريخيًا لم تتصادم فيما يتعلق بالأمن الإسرائيلي والحروب التي يشنها الاحتلال.
ويجزم أبو الراغب أن الولايات المتحدة لن تتدخل في حال قامت إسرائيل بخطوات أحادية ضد الفلسطينيين والذي سيخلف صراع مع الأردن ولن تقوم الا بإصدار بيانات شجب بلغة دبلوماسية وطروحات لن تؤدي إلى أي نتيجة، لافتًا إلى أن ذات الموقف ينطبق على الاتحاد الأوروبي أيضًا.
ويشير إلى أن الخطة الإسرائيلية خيرت الفلسطينيين بين العيش ضمن دولة يهودية بحقوق منقوصة أو الهجرة أو القتل لمن أصر على المقاومة والربط السياسي مع الأردن، لافتا إلى أن المسؤولين المتطرفين الإسرائيليين ذكروا أن التهجير سيتم إلى مصر والأردن وسوريا.
ويوضح: لبنان خارج المعادلة -ويقصد التهجير القصري - لوجود حزب الله، ومصر غير وارد بيد أن إسرائيل لن تجازف بخلق عداء وصراع مع مصر لعدة أسباب وأهمها؛ مصر دولة كبرى وقدراتها ضخمة، سوريا. لا اعتقد ذلك بوجود قوات روسية وإيرانية وحزب الله بالإضافة إلى القوات السورية، يتبقى أمامهم الأردن، وهنا أتساءل هل ستقوم إسرائيل بالتضحية في السلام مع الأردن ومخالفة المعاهدة وخلق صراع ونزاع لا يعلم احد مداه؟.

ويبين، "أنا أقول لمجرد الفرضية إن إسرائيل لن تتوانى عن المجازفة والقيام بتهجير الأشقاء الفلسطينيين للأردن، مع معرفتنا بميوعة الموقف الأمريكي الأوروبي لن يكون هناك داعم حقيقي للأردن الا قوته الذاتية وصلابة موقفه مع دعم من الأشقاء العرب".
وعن الدعم العربي في حال الوصول إلى نزاع أردني مع الاحتلال، يعتقد أبو الراغب أن دعم القوى العربية في المعطيات الراهنة سيكون من العراق والاتحاد الخليجي ومصر بالمعنى المادي، فيما سيكون الدعم المعنوي من جميع الدول العربية والصديقة في العالم أجمع.
ويقترح، أن يقوم الأردن باتخاذ خطوات استباقية واحتياطية ببيان خطورة الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل من خلال العلاقات الأردنية مع الدول العربية والصديقة، معتبرًا التصرفات الإسرائيلية مليئة بالرعونة والاستهتار بجميع الاعتبارات كالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن وحقوق الإنسان.
ويقول، "خياراتنا محدودة، ولسنا دولة عظمى لكن لدينا شعب حي، وأحنا مش لقمة سائغة، ومش هبة ريح.. ولن نستسلم أو نصمت".
ويكمل، "لنفترض أن هذه الهواجس مبالغ بها وأنه لا يوجد ما يدعو إلى هذا الشعور بالحذر الكبير من أقوال وأفعال الحكومة الإسرائيلية.. أجيب، بأنه من المناسب بل من الضروري أن يقوم الأردن بدبلوماسيته الناجحة إلى بيان مخاطر الحكومة الإسرائيلية على السلم الإقليمي والسلم العالمي وأن تهور هذه الحكومة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة وسيقذف بمعاهدات السلام والسلم الإقليمي في مهب الريح وأن العواقب ستكون وخيمة على المنطقة والعالم".
أبو الراغب عزا تخوفه من تطبيق الخطة إلى أن الثالوث (نتنياهو، وبن غفير، سموتريتس) هم أصحاب القرار ومنفذي السياسة في الاحتلال، حيث أن هذا الثالوث لا يحترم الاتفاقيات ولا المعاهدات، وهم ذوي عقلية استعمارية توسعية لديهم شراهة لسفك الدماء وروح السيطرة والهيمنة مع دوافع الغطرسة والغرور والتعصب الديني الأعمى.
ويعرب عن استغرابه من عدم استخدام السياسي الأردني بذكر حق العودة، في التحدث عن المطالبة بقيام دولة فلسطينية بجانب "دولة إسرائيل" أي حل الدولتين، منوهًا إلى أن الكاتب بيتر بينارات تطرق بمقال له قبل أشهر إلى حق العودة للفلسطينيين واتهمته جهات صهيونية بمعاداة السامية.
وعبّر عن قناعته بأن الأردن سيقوم بأخذ بالمستجدات الراهنة والمتوقعة ويرسم سياساته الخارجية والداخلية لمواجهة ما هو متوقع، متمنيًا أن يقوم بالإشارة إلى تلك المخاوف في خطابه من خلال تحركات السياسة الخارجية مع الأصدقاء في العالم وكذلك ببناء التحالفات الاستراتيجية مع الدول الصديقة.

*التطبيع مع العرب
ويشدد على أن التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل لم يؤدي أو حتى يخفف من حدة التوتر الذي يجري في فلسطين، إذ لو قامت الدول العربية كلها بالتطبيع مع إسرائيل فإن ذلك لن يؤدي إلى السلام ولن يؤدي إلى توقف العنف في فلسطين.
ويؤكد: إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه حسب الشرعية الدولية والعدالة التاريخية، لن يكون هنالك سلام، حيث طالما ظلت إسرائيل تحتل أراضي الفلسطينيين سيتواصل العنف بسبب الاحتلال؛ مثل بناء أو التوسع بالمستوطنات، والاعتداء على القرى الفلسطينية، والاعتداء على المسجد الأقصى، وأسلوب العنف والهيمنة والاهانات التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني ، والعنصرية المفرطة ضد العرب والإسلام.

*الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
ويرى أبو الراغب بأنه لا يوجد قوة عربية قادرة عسكريًا على مواجهة القدرات الإسرائيلية أو أن تشكل أي نوع من التحدي الجدي أو تمثل خطورة عليها، ما يعني أن هذا الأمر ينقل الصراع الى أن يكون فلسطيني - صهيونيي، خاصة بعد معاهدات السلام وتدمير القدرات العسكرية والتصنيع الحربي في العراق، ومحدودية القدرات السورية في الوقت الراهن
ويشير، "إذا أخذنا بعين الاعتبار، عدم وجود قوى في العالم تؤثر أو مستعدة للتدخل والتأثير على إسرائيل لفرض سلام عادل، يبقى في الساحة الشعب الفلسطيني، وقناعتي بان الشعب الفلسطيني هو الذي يشكل التحدي الأكبر لإسرائيل من خلال الصمود والمقاومة والتمسك في الأرض وبالحقوق التاريخية.

وتطرق أبو الراغب إلى أن إسرائيل لا تريد السلام بل تريد السيطرة وابتلاع فلسطين والتوسع أينما تريد؛ نتيجة لمطامع إمبريالية وتوسعية، بالإضافة إلى كونها مصابة بداء العظمى مع الغطرسة المفرطة.

*إعاقة ترميم المسجد الأقصى
إسرائيل تعيق بصورة متعمدة أعمال ترميم المسجد الأقصى، والحديث هنا لأبو الراغب، عبر منع إدخال المواد والعمال إلى المواقع التي تحتاج للصيانة والترميم.
ويقول، إن الوزير الإسرائيلي بن غفير يقوم يوميًا بانتهاك حرمة المسجد الأقصى ويعلن أن السيادة والرعاية للقدس والأماكن الدينية في القدس تحت سيطرة الحكومة الإسرائيلية وليس لأي جهة الحقوق في هذا الأمر، مخالفًا بذلك نصوص معاهدة السلام مع الأردن في المادة التاسعة التي نصت على المحافظة على الدور التاريخي للأردن في المقدسات الإسلامية أي الوصاية الهاشمية.
ويضيف، "لجنة إعمار المسجد الأقصى كانت تعمل في الماضي بحريتها في الترميم والإصلاح وأذكر جهود المهندس الراحل رائف نجم في هذا المجال".

*التصرفات الإسرائيلية
وينوه إلى أن إسرائيل في مؤتمر العقبة وعدت بالامتناع عن إقامة مستوطنات جديدة وتعزيز السلطة الفلسطينية، أمام الأردن والسلطة الفلسطينية ومصر والإدارة الأميركية، غير أن ذاك الوعد انتهك منذ اليوم الأول.
ويوضح: عندما نشرت الإدارة الأميركية التنديدات كان الجواب؛ تعهدنا لأربعة أشهر فقط، مدة التعهد انتهت في 26 حزيران، ذريعة كهذه يمكنها ربما أن تقبل في المحكمة بالقدس لكن ليس في البيت الأبيض.
ويلخص التصرفات الإسرائيلية بأنه يسمح لها بممارسة جميع المحرمات؛ كخرق القانون الدولي والتعدي على حقوق الإنسان وممارسة التمييز العنصري واقتراف جرائم الحرب، والظلم واضطهاد الغير، والاحتلال، والتهجير القصري وهدم المنازل وتخريب المزارع، ودعم الفيتو الأمريكي ومواقف الدول الغربية المنافقة.

*صراع إيران وإسرائيل
ويعتبر التخوف الإسرائيلي من إيران مبالغة مقصودة لإخافة الشعب اليهودي وتوحيد الجبهة الداخلية المنقسمة والحصول على السلاح الأمريكي الحديث وعلى المساعدات الأمريكية، بالإضافة إلى التعاطف الغربي.
ويعبر عن قناعته بأن إيران لا تشكل خطرًا على إسرائيل، حتى إن استطاعت إنتاج قنابل نووية، بيد أن إسرائيل تمتلك القدرة النووية لمواجهة أي دولة في المنطقة نوويًا، فضلا عن حصولها على ضمانات والدعم والحماية الكاملة من الولايات المتحدة.

*قوة إسرائيل
ويقول أبو الراغب، "بالنسبة للإسرائيليين، تعد إسرائيل قوة عظمى أخذين بعين الاعتبار إمكانياتها العسكرية والاقتصادية وحضورها السياسي والإقليمي والعالمي، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 550 مليار دولار ودخل الفرد أكثر من 55 ألف دولار".
ويكمل، "القدرة العسكرية معروفة - 250 رأس نووي - أسلحة متطورة مشابهة للأسلحة الموجودة لدى أقوى جيوش العالم خاصة سلاح الجو، والصواريخ الموجهة، والقبة الحديدية، ووسائل التجسس".

*عودة اللاجئين السوريين
ويتطرق إلى صعوبة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم؛ لعدم وجود استقرار أمني وعدم وجود فرص عمل بسبب العقوبات الغربية، لا سيما أن كلفة الاعمار تبلغ قرابة 450 مليار دولار.
وأكد أن قانون قيصر يؤثر على الأردن بصورة كبيرة؛ إذ قال مخاطبًا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة: إذا أنتو تعاقبوا النظام السوري بقانون قيصر، قاعدين تعاقبوا أصدقاءكم في الأردن.

*العرب
ويدعو أبو الراغب العرب إلى حمل المصالح المشتركة، أسوة بما يفعله الغرب، معربًا عن تفاؤله من التحرك السعودي والحركة الاقتصادية المزدهرة.
وقال، "التعاون العربي لم يعد رفاهية وخطط جمالية بل أنه يجب أن يكون استراتيجية وطنية لجميع الدول العربية مع وضع الخلافات السياسية جانبا، والتفكير والتخطيط الجدي للتعاون حتى نستطيع كأمة عربية على الصمود في وجه التحديات العالمية القادمة ويجب أن يكون للعالم العربي الحضور الدولي الذي يليق به".
ويشيد بمواقف السعودية حينما زار وزير الخارجية الأمريكي بلنكين السعودية بهدف تطبيع العلاقات بين الرياض وتل ابيب، فأشارت بوضوح إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية، وحديثها عن المبادرة العربية التي تم إقرارها في المبادرة العربية بالقمة العربية في بيروت عام 2002.
ويلفت النظر إلى أن السعودية تقوم بنجاحات اقتصادية، ولا سيما أنها تحقق معدلات نمو متميزة، يدعو العرب للافتخار بما يتم إنجازه وما حققته بحسن الإدارة المالية والتخطيط السليم والإرادة الناجحة.
ويبين، "مع هذا النجاح السعودي في تنفيذ الخطط الاقتصادية والتنموية، فأتمنى أن يقوم الاتحاد الخليجي بتبني استراتيجية اقتصادية تنموية عربية، تأخذ بيد الأمة إلى مراحل جديدة من التعاون الإقليمي بين الدول العربية كافة، وكذلك مع الدول الصديقة المجاورة".
وتساءل، لماذا لا يكون هنالك قطب عالمي جديد هو القطب العربي؟. ليس بالشرط أن يكون عسكريًا بل اقتصاديًا أمنيًا بالدرجة الأولى.
ويعرج على أن العرب أضاعوا سنوات طويلة بخلافات وحروب واضطرابات، وحان وقت العمل والإنتاج وبناء قواعد الصناعات التقليدية والدقيقة، وتبني التكنولوجيا المتقدمة في جميع المجالات إذا كانت طبية أو تعليمية أو ثقافية ومن خلال القاعدة العربية الواسعة.

*الجانب الاقتصادي
وعن الشق الاقتصادي، أبدى الرئيس الأسبق معارضته لفكرة المدينة الجديدة التي تعتزم الحكومة المضي قدمًا فيها؛ إذ قال: من باب أولى إجراء مشاريع بين المحافظات وتحسين البنية التحتية، مثل تنفيذ مشروع سكة حديد بين عمان والزرقاء.
وخاطب الحكومة قائلًا، "لا تعملوا مدينة جديدة لأنها رح تكون مهجورة.. وادعموا الطرق الحالية".
ويشير إلى أن العلاقة بين القطاعين العام والخاص لا زالت غير متوازنة بل تنافسية، حيث لا بد من أن يتغير أسلوب معاملة القطاع الخاص من قبل القطاع العام، فالقطاع الخاص هو المشغل الحقيقي للاقتصاد ومحرك للنمو ومشغل للعمالة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :