-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 06-07-2023 10:18 AM     عدد المشاهدات 144    | عدد التعليقات 0

الانتقام هو شعور طبيعي وصحي

الهاشمية نيوز -
اسامة الاشقر

عنوان هذا المقال هو عنوان لمقال كتبه المتطرف دورون نير تسفي على موقع مكور ريشون اليميني المتطرف، هذا العنوان يظهر لنا طبيعة العقلية والمنطلقات الفكرية والأيديولوجية التي تحكم تصورات هذا المتطرف المعبرة عن شرائح واسعة من المجتمع الصهيوني الذي يتجه باضطراد وبتسارع نحو الفاشية والعنصرية، وهو من خلال مقاله هذا يبرر إرهاب المستوطنين وهجماتهم على القرى والمدن الفلسطينية من خلال نصوص اعتمد عليها من التلمود والتوراة، وقد ساق مجموعة من الأمثلة التي تؤكد على أن الانتقام هو شيء طبيعي وصحي في العقلية اليهودية.

والمتابع لمحطات التلفزة وللمواقع الإخبارية ولشبكات التواصل الاجتماعي الصهيونية يلاحظ كيف تعامل كيان الاحتلال أثناء العدوان الهمجي على جنين ومخيمها، بداية كان لديها قرار بعدم وصف عدوانها بالعملية لعدة أسباب الأول هو عدم لفت أنظار العالم واستجلاب إدانات دولية هي بغنى عنها، أيضا هي تتعامل مع الضفة الغربية والقدس على أنها جزء من أرض إسرائيل لذا أطلقت على عدوانها البيت والحديقة، اي أنها تريد تنظيف حديقة المنزل من «الأعشاب الضارة الحشرات»، وهذا الوصف بحد ذاته يرفض ولا يعترف بأي سيادة لغير كيان الاحتلال على المجال الجغرافي بين البحر والنهر وهو يؤكد ذات المنطلقات الأيديولوجية والفكرية التي انطلق منها كاتب المقال.

العدوان على جنين على خلفية الأحداث المتصاعدة منذ بداية العام فالحكومة اليمينة المتطرفة في الكيان الصهيوني أنتجت مجموعة من التوجهات التي تعتبر كاسرة لقواعد اللعبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث أصبح توجه الحكومة الإسرائيلي واضح المعالم ولا يحتاج لتفسير فهي انتقلت من استراتيحية إدارة الصراع لاستراتيجية حسم الصراع، وهذا ما يحصل يوميا على الأرض الفلسطينية في كل الملفات بالتوازي وبدون أي رادع.

وقد شاهد العالم أجمع كيف تسرفت جماعات المستوطنين الإرهابيين بحراسة ودعم ومساندة جيش الاحتلال في مدن وقرى وشوارع الضفة الغربية، وأي مراقب يستطيع بسهولة ويسر تفسير طبيعة القرارات الجديدة للحكومة الإسرائيلية في كل ما يتعلق بالاستطيان وفرض السيادة الإسرائيلية على الصفة الغربية والقدس المحتلة.

بعد كل ما تقدم نخلص للقول أن ما تقوم به إسرائيل يتوجب على الكل الفلسطيني التحول الاستراتيجي في التفكير بطرق الحل، فلقد أثبتت الوسائل القديمة عدم جدواها وفشلها في التقدم إلى الأمام، وهذا واضح وبائن في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الفلسطينية، لذا يتوجب على الشرائح الحية من أبناء شعبنا البدء بالتحرك نحو استعادة القضية الفلسطينية لتألقها والبدء بعمل برنامج عملي متفق عليه من مختلف هذه الشرائح وفي مختلف أماكن التواجد، وبغض النظر عن الإنتماء السياسي أو الحزبي.

ولكل لا نعيد ذات الأخطاء باقتراح وسائل وخطوات محددة سلفا قد تصبح هي ذاتها محل تجاذب وخلاف وتبعدنا عن الهدف المركزي المتمثل بإعادة النهوض بالفعل الفلسطيني العام والتحول به من حالة ردود الفعل السلبية إلى حالة من المبادرة أو الاستجابة السريعة للتطورات الدراماتيكية المتلاحقة على الأرض الفلسطينية.

اليوم تقف القضية الفلسطينة على أهم وأخطر مفترق طرق منذ العام 1948، لذا يتوجب علينا أخذ زمام المبادرة من جديد بعيدا عن تمترس كل خلف مواقفه وكأنها هي الحقيقة المطلقة ولنا في دروس التاريخ أكبر عبر ومواعظ، فالصهيونية التي أنشأت إسرائيل من خلال مقولات كاتب هذا المقال هي ذاتها التي تمارس التوسع والقتل والاستيطان ومحاولة المحو والإلغاء وهي ذاتها التي آمنت بالمقولة التوراتية التي تقول بالدم والنار سقطت يهودا وبالدم والنار تعود .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :