زمــن الفقــــوس والمقـاثـــــي

الهاشمية نيوز - نبيل عماري

ما ان يحل الصيف، حتى تكثر الخيرات من خوخ، مشمش، دراق، بطيخ، شمام، حروش، مقاثي الفقوس والجعابير.

وكانت تزرع في الصيف زراعة بعلية في سهول حوران وغرب عمان ومغاريب البلقاء وسهول مادبا والكرك والجنوب الاردني. وكان مزارعو الخضروات قديمًا يحصدون ثمار الفقوس والجعابير ويرسلونها بشولات خيش خط احمر الى المدن الكبرى بالمملكة.

ومن اشهر تجار مواسم القثة في مدينة الزرقاء الحاج مصطفى أبو الرب، وكانت الناس تنتظر ما يجلبه من خيرات قادمة من محافظ اربد، خاصة في ساعات الظهيرة او المساء، ليلتم الناس حول البك اب القادم من حسبة اربد، ليشتروا ما تيسر من فقوس برائحة نافذة، وبضاعة طازجة ونوار حبات الفقوس ملاصق للحبة فيتناول الناس تلك الحبة بعد الوزن بذاك الميزان النحاسي صاحب الكفتين، بعد إزالة الوبر عن تلك الحبات ودون غسلها، بينما ينتظر بعض الناس نزول اكياس الجعابير بطعمها المميز، وتشتم كذلك رائحة الشمام البعل والمسمى حروش بحجم كبير قل نظيره هذه الأيام، وكذلك البطيخ البعل فيشقح الحاج مصطفى أبو الرب احدى البطيخات فتخرج رائحة جميلة وعبق اخاذ من لب تلك البطيخة الحمراء المملوءة بالبزر الاسود، والذي كنا نسعد بقليه، وهو يقول ويصيح حمرا ع السكين ومرملة، وفي مرات عديدة يجلب الحاج مصطفى معه جرزات من العدس والجلاتون وحمص الحاملة والفريكة الخضراء، نرعمها ونأكلها بشغف. هذا زماننا الجميل زمن الخيرات والبركات زمن الطبيعة الندية وخيرات الله القادمة لنا بلا كيماويات ولا هرمونات ولا تغير جينات، وكنا نستمتع عندما تسير عربة الخضراوات، كانت «القتة» بكافة انواعها تملأ تلك العربات، وكنا ونحن أطفال نتسابق لشراء جرزات الحمص الحاملة المشوية والمربوطة بخيط قماشي، وكذلك نتسابق لشراء بطيخة صغيرة بتعريفة، نأكل اللب ونعمل فانوسا من قشرة البطيخة، ونضع بداخلها شمعة ونغني يا ولاد حارتنا يويا.