-

كتابنا

تاريخ النشر - 11-06-2023 12:43 PM     عدد المشاهدات 123    | عدد التعليقات 0

ماكينة الخياطة .. وذاكـــــرة زمـــن جميـــل

الهاشمية نيوز - نبيل عماري
لماكينة الخياطة وقع جميل لكل من عاش زمانها، والزمن الجميل، بلظمة إبرة الماكينة، وعندما تناديك أمك أو جدتك لمساعدتها بلظم الأبرة؛ لها وقع جميل بصوت درزة الماكينة، فهي لها حضور في ذاكرة الطفولة مع المناسبات والاعياد ودخولنا للمدارس بخياطة المرايل وصناعة البيجمات القطنية وتقصير بنطال، حيث كنا نشتم رائحة القماش أثناء الخياطة. تلك الماكينات خاطت إبرتها ملابس أفراح عيد وزفاف وخطوبة ومدارس، كما خاطت شراشف تخوت ووجوه مخدات وأكياسا لشخل اللبن. كانت الأقمشة البيضاء تسمى ياباني، كانت «ماكنة الخياطة» سيدة عصرها وكان هناك نوعان؛ نوع يتم الدرز باليد والنوع الثاني حجم كبير يتم الدرز بالأرجل، وتقوم الخياطة بتحريك الماكينة خلال دواسة وُضعت أسفل هيكل الماكنة ورُبطت إلى «قايش » ينقل الحركة من الدواسة إلى باقي أجزاء الماكنة، فتبدو وكأنها تعمل آليًا وتتحرك الإبرة صعودًا ونزولاً تسحب خلفها خيطين أحدهما من الأعلى والآخر من أسفل الإبرة يخرج من آلة صغيرة تسمى «الماكوك»، وصار للماكوك مثل «مثل مكوك الحايك»، وكان يتخلل الخياطة شرب فنجاجين قهوة وسواليف مع من هم موجودون بجانب من تخيط، وذلك لتمضة الوقت والبعد عن الملل ولغاية ديناميكية الماكينة يتم تزييتها بزيت خاص حتى تشتغل بلياقة، ومن لوازم ماكينة الخياطة مواسير الخيطان والكشتبان والمغيط لغايات البيجامات وأزرار وإبر مختلفة. ماكنة الخياطة استقرت في العديد من البيوت وكانت مصدر رزق لبعض الناس، والآن لم تعد أغلبية البيوت تمتلكها في ظل الملبوسات الجاهزة ا الحديثة والذي صار يفرض نفسه المستورد كبديل حتمي لرخص سعره وحسن خياطته. وأصبحت تلك الماكينة تحفة فنية تذكرنا بزمان جميل وبتعب أم أو جدة لإنجاز ملبوسات لعائلة كبيرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :