-

كتابنا

تاريخ النشر - 10-05-2023 09:20 AM     عدد المشاهدات 188    | عدد التعليقات 0

لا مفر من أشجار سيل الزرقاء

الهاشمية نيوز - لا مفر من أشجار سيل الزرقاء على ما يبدو، ما قصده الواحد من هذه الاشجار في هذه الدنيا هو أن يتعرى وينام.
استلقيت تحت احدى الاشجار وضعت مكانها تمثالا من خشب السنديان الذي زرعة الشيشان على أطراف السيل ..
لم يعد بإمكاني ان أرتدي ثيابي
قلبي يرفض واصابعي وعقلي ايضا...
الجغرافيا تمسح الأشجار وتعيد توزيع التاريخ وفق مخططات عبثية من حكومات بالية ...
لا احد يجاورني تحت ظل الاشجار سوى قطة فمها مفتوح دائما ، وحمامة برية تغرد على أغصان الاشجار...
كانت الأشجار تطلق الصرخات
وكأنها سيدة تضع طفلها ، اشجار سكنت في حبة رمل بجانب سيل الزرقاء...
اسمع ارتطام الريح باغصان الاشجار وبالماء وأرى الظلام يغرق بسعادة .
بعد عبث الحكومات وتحويل مسار الصرف والمياه العادمة الى السيل .. كثير من الاشجار سقطت ميتة ترتجف ...
لم تنج الاشجار الشمس ولا الغيمة
لم تنج الأغاني المتشردة
ملابسي ايضا وشعري وعيناي وشفتاي أيضا سقطوا ميتين
كان مشهدا عظيما...
تقشعر له الأبدان.

بعد كل هذا اصبحت قدماي تتجول تتجول بهدوء في نفس المكان ...
واصبحت اتمدد قليلا في بركة ابو محمود الجمزاوي...
لو كان لنا حظ سنلتقي يوما ..
غادرت المكان وكأن الأشجار تقول: اذهب...

غادرت وكأن حظي يشبه علبة سجائر ملقاة في الطريق
يركلها احدهم فتنقلب على ظهرها شاهرة في وجهي خراب كبير ..

بكيت قليلا وانا أغادر..
وكان الاشجار تقول لي سأحضنك ونموت معا...
لن أدعك تموت وحدك
أنت التراب الذي وقع عليه
من الشجرة ولن انساك ..
شعرت باختناق مفاجئ بالهواء ...
رفعت عيناي لعلني اتذكر المكان..
وسيكون هذا منتهى الحظ
هكذا يولد النسيان ..


عمر الزيود

#روايةبابالثنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :