-

كتابنا

تاريخ النشر - 08-05-2023 11:10 AM     عدد المشاهدات 191    | عدد التعليقات 0

رزق حــــلال

الهاشمية نيوز - رنا حداد

يتبادر للاذهان على العموم ان كل المهن تحتاج الى مكان عمل مِن مبان، ومكاتب، اجهزة تكييف وحواسيب، الا ان هناك مهنا مقرها الطريق، وادواتها مختلفة، لا تحتاج مهارة، او ربما تحتاج لبعض منها. مهن مختلفة تتطلب الوقوف لساعات على قارعة الطريق، او الرصيف، لا كرسي او طاولة، او انترنت، مطلوب من ممتهنيها فقط مراقبة الطريق، وتتبع المارين فيه وتلبية طلباتهم.

المشهد الابرز هو الفئة العمرية التي تحترف هذه المهن، والوضوح غالب على اسباب اقبال هؤلاء على هذه المهن، واللافت اكثر انسجام هؤلاء الافراد مع مهنهم وروادها من الناس، واكثر من ذلك حبهم لهذه المهن.

التلويح بـ «صينية» تلمع وتشع من بعيد وتجذب الانتباه، هي أقصر طرق تسويق منتج نحبه، لا يكتمل يومنا دونه، ونحب رائحته وطعمه، القهوة ومشروبات ساخنة اخرى، كانت طريقة التسويق هذه نمطا غريبا، الا اننا اعتدناه وبتنا نعرف الاماكن وحتى الملوحين للقادمين من بعيد سيرا على الاقدام او بسيارة او حافلة.

اكشاك بيع القهوة ومن يقفون داخلها ليسوا ابرز من نرى او نحادث، انما هو حامل الطبق الفضي اللامع، يأخذ طلبك و»يركض» مخبرا المسؤول عن اعداد «الطلبية» يعود بهمة ونشاط ويقدم للزبون الطلب على الصينية، وبالمناسبة هو ايضا مسؤول المحاسبة.

يقول مراد الشاب اليافع الذي يحتفل بعيد ميلاده الخامس عشر قريبا، هذه ليست تجربتي الاولى في بيع القهوة والمشروبات الساخنة على الطرقات. يقول مراد «سكب القهوة خير»، وكذلك تقديمها للناس، وفي ظروف مشابهة لظروفي، حيث افتقد لمهارات القراءة والكتابة بسبب عدم اكمال تعليمي، و أعمل لأعتاش منه، كانت اسبابي لهذه المهنة، اذ انها لا تحتاج سوى اخذ طلب الزبون ومحاسبته والتلويح للقادم من بعيد كأشارة لوجود خدمة تقديم قهوة ومشروبات اخرى.

يقول «ساعات العمل طويلة، لكنها لا تخلو من تسلية فأنت في كل لحظة تقابل شخصا جديدا، البعض يتحدث معنا، والبعض يقتضب ويطلب ما يريد ويرحلون في النهاية جميعا».

يقول « هناك اشخاص اعتدنا مرورهم بحيث بتنا نميز سياراتهم، ونعرف طلباتهم، ولا شك، ربطتنا بهم علاقات جيدة، بسبب هذه العشرة اليومية التي لا تمتد في طول النهار اكثر من خمس الى عشر دقائق هي زمن اعداد الطلب.

ماذا يشرب الشعب الاردني، أجاب مراد ان المشروب الاكثر شعبية وطلبا هو القهوة، يليها طلب الماء والنسكافية، موضحا ان طلب القهوة يرتبط -ايضا- بطلب السجائر.

ويشير مراد الى ان مهنته، على الطريق، وهو يحبها، وسيواصل العمل فيها الى ان يتمكن يوما ما من شراء كشك خاص به لبيع القهوة على الطريق، ويؤكد انه في كل يوم يعمل على جذب الناس بشكل طريف وجميل ويدفعهم للتوقف لشراء كوب قهوة. وختم «لدي قناعة بأن الخدمة الجيدة والطريقة اللبقة تجذب الناس الذين يبحثون دائما عن الافضل في كل شيء».

وعلى الطريق -ايضا- يتباهى محمد صالح بـــ «بسطة خضرواته « التي جهزها بأدوات بسيطة الا انه اجتهد بديكور جاذب للانظار قوامه الخضار والفواكه.

يقول: «رغم انني انهيت تعليمي الا انني آثرت التوجه الى مشاريع ريادية منها هذا المشروع، على الطريق، ما المانع، مهنة ممتعة وجميلة وتدر دخلا لا بأس به، اجد متعة في التعامل مع المارين».

يقول الشاب العشريني الذي يطلق عليه الناس في الشارع «بائع الحلو « عبدالفتاح اسعد، الذي يعمل في مهنة بيع «غزل البنات»، ويجوب الشوارع يغني ويبيع هذه الاكياس المنفوخة بحلاوة السكر والملونة بلون الامل، «رزق حلال ..الى ان يفرجها الله.. وقال «احب زبائني من الاطفال .. احب فرحة الطفل بهذه الحلوى ونراعي الله بأمور النظافة وحتى السعر».

وعن مهنة الاصطفاف او ما يعرف بــ «الفاليت» منذ اربعة سنوات، فرخصة قيادة السيارة هي كل مهاراتي في الحياة. يضيف»بعيدا عن كل الرسميات، هي مهنة جميلة ومسلية، تتيح لي قيادة مختلف انواع السيارات الى جانب لقاء اشخاص جدد في كل يوم». ويضيف، «المهم ان اعمل، وجميل -ايضا- انني اجد متعة في عملي». يقول: «بالطبع في مهنة على الرصيف، تقابل ناسا واشخاصا من مختلف الخلفيات الاجتماعية، وهنا تبدأ المفارقات في طرق تعامل الناس معي، البعض يجامل ويحدثك، البعض يكتفي بتسليم مفتاح السيارة وتسلمها، قد تتولد ألفة وعشرة مع البعض، الا ان الجميع يرحل، وتبقى المهنة في النهاية».

الى ذلك بلغت نسبة المشتغلين من مجموع السكان 15 سنة فأكثر في الأردن ما نسبته 25.3%، حيث تركز 58.4% من المشتغلين الذكور في الفئة العمرية 20-39 سنة، في حين بلغت النسبة للإناث 59.2%، ونصف المشتغلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي و8.3% ثانوي و41.5% أعلى من الثانوي .حسب احصائيات اخيرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :