-

منوعات وغرائب

تاريخ النشر - 18-04-2023 09:43 AM     عدد المشاهدات 127    | عدد التعليقات 0

سر الفسيخ المصري وارتباطه بعيد الفطر

الهاشمية نيوز - تطأ قدماك شوارع مدينة نبروه المصرية بمحافظة الدقهلية في دلتا النيل، فيخيل إليك للوهلة الأولى أنك في منطقة ساحلية رغم أنها لا تطل على بحر.

ويكمن وذلك بسبب رائحة السمك المملح المنبعثة من محالها العديدة والذي يطلق عليه المصريون اسم "الفسيخ".

ويقول شريف اليماني البالغ من العمر 44 عاما، صاحب أحد أبرز محال بيع الفسيخ في نبروه،إن نبروه هي قلعة الفسيخ في مصر، وفقاً للوكالة الفرنسية.

وأضاف اليماني أنهم يتقنون هذه الصنعة، وأنه يعمل في هذا المجال منذ 26 عاما،مبيناً أنه تعلمها على يد شقيقه الراحل الذي تجاوزت خبرته فيها أكثر من 40 عاما.

ويروي أنه منذ أكثر من مئة عام، كانت هناك ثلاث أو أربع عائلات بدأت حرفة تمليح الأسماك،ومع مرور الزمن، امتهن عدد كبير من السكان الصنعة.

وأصبح الإقبال على شراء الفسيخ من نبروه "سواء في الأعياد والمواسم أو غيرها، جيدا للغاية"، وأصبحوا يستقبلوا الزبائن من جميع محافظات مصر.

وأكد عالم الآثار المصري البارز زاهي حواس الذي تصريحات في الماضي، أن مركز الفسيخ أو السمك المملح عند الفراعنة كان في إسنا في جنوب البلاد، وعرف المصريون القدامى الفسيخ منذ أكثر من أربعة آلاف عام .

طريقة صنع الفسيخ وبين حواس "في اكتشافاتنا الأثرية، كشفنا آثارا تثبت أن المصريين القدامى كانوا يملحون الأسماك لتطول فترة صلاحيتها للأكل ويتمكن العمّال من تناولها أثناء بناء الأهرامات".

ويرى اليماني أن الإقبال على شراء الفسيخ كان كبيرا في الأسبوع السابق لشهر رمضان، مشيرا الى أن الصائمين يخشون الشعور بالعطش في حال تناولوا الفسيخ خلال الشهر. وبعد الصيام، "يكون الجميع ملهوفين عليه".

ويرجع اليماني أسباب شعبية الفسيخ في نبروه إلى "النظافة والتمليح.. نحن نترك الفسيخ على طبيعته لا نستخدم مع الأسماك سوى الملح والماء".

ويلجأ منتجو الفسيخ أو بائعوه في محافظات أخرى، إلى إضافة بعض التوابل أثناء عملية التمليح، وفق اليماني الذي يقل إنه يحرص من جهته على احترام رغبة الزبائن الذين يميلون، وفق قوله، الى المذاق الأصلي.

في المكان، ينشط عمال في صف الأسماك واحدة فوق الأخرى بطريقة معينة بعد تصفيتها من الماء داخل براميل خشبية، ويرشون ملحا خشنا بين طبقات السمك وصولا الى آخر طبقة في البرميل.

ويضعون بعدها كيسا بلاستيكيا على الوجه، وكمية من الملح فوقه لحمايته من تسرب أي شيء اليه، مع أنه لا يتحمل البعض رائحة السمك القوية في المكان، لكن كثيرين يستمتعون بتناول لحمه.

وبالتالي، يبقى السمك البوري المملح أو الفسيخ من أكثر الوجبات والأطعمة المثيرة للجدل في مصر.

في أعياد الربيع، وهي أكثر المواسم التي يتناول فيها المصريون هذه الوجبة، تُنسب حالات تسمم غذائي أحيانا الى الفسيخ.

لكن اليماني يقول "الفسيخ برئ مما يشاع عنه، فطريقة تعامل البائع معه هي النقطة الفاصلة" ، مبيناً معايير معينة لتحضير الفسيخ، لا يجب تمليحه وهو لا يزال رطبا، كما هناك كمية معينة من الملح يجب استعمالها، لتجنب تسببه بتسميم.

وتأثر الفسيخ بموجة غلاء الأسعار التي تشهدها مصر، ليبين اليماني أنه لم يتخيلوا أن يباع بهذه الأسعار في نبروه، ولكن لم يتأثر الإقبال على الفسيخ"، وفق قوله.

وتتراوح أسعار هذا السمك حاليا بين 220 و240 جنيها (حوالى 7 الى 8 دولارات)، للكيلوغرام من الحجم الكبير.

وأتى ضابط شرطة يسمى محي الدين عبد الوارث من القاهرة، إلى نبروه لشراء السمك، ويقول إن المدينة "منبع الفسيخ"، مشيرا الى أنه يزورها للمرة الأولى، لكنه كان يطلب في الماضي من أقارب له شراء السمك من المكان الذي يبعد قرابة 150 كيلومترا عن العاصمة المصرية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :