تاريخ النشر - 17-04-2023 10:28 AM عدد المشاهدات 201 | عدد التعليقات 0
همسات رمضانية
الهاشمية نيوز - «وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ»
الأديب محمد رمضان الجبور
قال تعالى: «فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ» (39 - آل عمران)
لما رأى زكريا كرامة الله تعالى لمريم سأل مِنَ اللِه الولد (فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ)، وقيل: الذي ناداه جبريل وحده وإنما قيل الملائكة: لقولهم: فلان يركب الخيل، أي جنس الخيل وإن كان فرساً واحداً. وبينما هو قائم في محرابه يتعبد لربه ويتضرع نادته الملائكة.
ثم وصف الله-تبارك وتعالى- يحيى-عليه السّلام- بأربع صفات كريمة فقال: مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ.
وَسَيِّداً. وَحَصُوراً. وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ فالصفة الأولى: من صفات يحيى- عليه السّلام- أنه كان مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وللعلماء في تفسير هذه الجملة الكريمة اتجاهان: أما الاتجاه الأول فيرى أصحابه- وهم جمهور العلماء- أن المراد بكلمة الله هو عيسى- عليه السلام- لأنه كان يسمى بذلك أي أن يحيى كان مصدقا بعيسى ومؤمنا بأنه رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. وقد كان يحيى معاصرا لعيسى.
وكانت بينهما قرابة قوية؛ إذ إن والدة يحيى كانت أختا لأم مريم وقيل إن أم يحيى كانت أختا لمريم.
وأما الاتجاه الثاني فيرى أصحابه أن المراد بكلمة الله كتابه، أي أن يحيى من صفاته الطيبة أنه كان مصدقا بكتاب الله وبكلامه، وذلك لأن الكلمة قد تطلق ويراد منها الكلام، والعرب تقول أنشد فلان كلمة أي قصيدة، وقال كلمة أي خطبة. - والصفة الثانية: من صفات يحيى عبر عنها القرآن بقوله «وسيدا» والسيد- كما يقول القرطبي- الذي يسود قومه وينتهى إلى قوله. والصفة الثالثة: من صفاته عبر عنها القرآن بقوله: وَحَصُوراً وأصل الحصر: المنع والحبس.
يقال حصرني الشيء وأحصرنى إذا حبسني.
والمراد أن يحيى- عليه السلام- من صفاته أنه سيكون حابسا نفسه عن الشهوات، حتى لقد قيل عنه إنه امتنع عن الزواج وهو قادر على ذلك- زهادة منه واستعفافا، وليس صحيحا ما قيل من أنه كان لا يأتي النساء لعدم قدرته على ذلك.
أما الوصف الرابع وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ وفي هذا الوصف بشارة ثانية لزكريا بأن ابنه سيكون من الأنبياء الذي اصطفاهم الله لتبليغ دعوته إلى الناس.