الأردن يباشر بإصلاح أضرار الأقصى

الهاشمية نيوز - كما هو الأردن يسارع لنصرة القدس والمسجد الأقصى في كل حدث أو انتهاكات يتعرض لها من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ينتصر للأقصى بالعمل وسرعة الهبّة الأردنية، التي لم تترك الأقصى يوما يعاني من أي ضرر، وها هو اليوم ينتصر له من جديد بعدما تعرض للاقتحامات الإسرائيلية الأخيرة وتحديدا فجر الأربعاء الماضي، حيث سيبدأ بإجراء تصليحات شاملة لكل الأضرار التي لحقت بالمسجد.

إلى ذلك، كشف مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد عزام الخطيب أن سيتم المباشرة من قبل المملكة الأردنية الهاشمية بإصلاح كافة الأضرار والدمار الذي نتج في المسجد الأقصى نتيجة اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد فجر الأربعاء الماضي بالقوة، مشيرا إلى أن حجم الأضرار كبير جدا وستكون كلفته مرتفعة جدا.

وأوضح الشيخ الخطيب في حديث خاص لـ»الدستور» أن أوقاف القدس جزء من وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الأردنية، ونحن لدينا تعليمات بإصلاح كل ما تم تدميره وتخريبه أثناء اقتحامات الأقصى، وأن نباشر بذلك على الفور.

ولفت الخطيب إلى أن وزير الأوقاف والشؤون المقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة اتصل به، ووضعه بكافة التفاصيل وحجم الضرر الذي لحق بالأقصى، وطلب الدكتور الخلايلة إعادة الوضع كما كان عليه وبأسرع وقت ممكن.

ونبّه الخطيب إلى أن جزءا من الأضرار والدمار الذي حدث يحتاج وقتا لإصلاحه، مثل الشبابيك الجصية وإعادة العيادة الصحية.

وردا على سؤال حول الكلفة المالية، بين الخطيب أن حصر قيمة الأضرار لم تتم، لكنها مرتفعة جدا، كون الشبابيك مكلفة وأجهزة ومعدات العيادة تحتاج خبيرا لتحديد القيمة.

تفاصيل الأضرار والدمار

وأشار الخطيب إلى أنه كان قد تم تشكيل لجنة لحصر الأضرار، وأظهر تقريرها تحطيم جميع أقسام العيادة ومحتوياتها وحتى باب والحائط الفاصل بينها ومصلى عمر، وخلع باب الطوارئ في المكتبة الخنثية والباب الخشبي، وخلع الخزانة الخشبية في مقام الأربعين وأيضا تم تكسير شباك جص علوي في المنطقة الغربية وهو من الشبابيك الجدد وكذلك شباكين جص عند مدخل المسجد الأقصى، وتم حرق في بعض مناطق للسجاد نتيجة استخدام القنابل الصوتية من قبل جنود الاحتلال وتكسير عدد من الثريات وتكسير باب السدة وباب درج السدة وباب غرفة الاذان، وتم حرق كوابل الكهرباء خلف محراب الأقصى وتكسير خزائن الحرس وتكسير ثلاجة غرفة الحراسة وتكسير بعض زجاج النوافذ، كما تم تكسير لوحة الكهرباء ولوحة التحكم بالكهرباء وعدة خزائن كهرباء.

وتم العبث وخلع خزانة الصوتيات الداخلي تحت السدة، وتخريب قرابة ( 8 ) سماعات من سماعات النظام الخارجي، هذا ويمكن حصر الأضرار في أنظمة الصوت بعد تجربة الأنظمة وتشغيلها وبالعادة تكون هناك أضرار غير مرئية.

تعزيز صمود المقدسيين

ويحرص الأردن على تعزيز صمود المقدسيين، وحماية المقدسات والوقفيات، من خلال عدة إجراءات، من بينها تعد دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك دائرة أردنية تتبع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، وهذه الدائرة هي السلطة الحصرية، بموجب القانون الدولي الإنساني، المخولة بالإشراف على شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، بوصفها آخر سلطة دينية إدارية كانت تشرف على الحرم الشريف قبل وقوعه تحت الاحتلال.

ويبلغ عدد موظفي دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك أكثر من 800 موظف، يعينون من قبل وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الأردنية، وتشرف الدائرة على شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، كما تشرف على مساجد مدينة القدس التي يزيد عددها عن 102 مسجد وتتولى إعمارها ورعايتها وصيانتها والوعظ والإرشاد بها.

وتشرف دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك على الأملاك الوقفية (الخيرية والذرية) في القدس، والتي تزيد نسبتها عن 50 % من الأملاك في القدس، إذ تجري عمليات إدارتها وصيانتها وترميمها واستثمارها والإشراف عليها والمحافظة على ديمومتها وتأجيرها لأهل القدس لتثبيتهم على أرضهم ومساعدتهم في العيش بكرامة هناك. كما تقوم الدائرة بتأجير بعض الأملاك والأراضي الوقفية بأجور رمزية، لجمعيات خيرية لغايات إنشاء مستشفيات وعيادات صحية، مثل مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، إضافة لمشاريع حيوية بهدف تعزيز صمود المقدسيين، وذلك بتخصيص عدد من قطع الأراضي الوقفية لإقامة إسكانات للموظفين وفق اتفاقيات تحفظ حق الوقف في ملكية هذه الأراضي والعقارات، وتحقق المصلحة المرجوة للمقدسيين ، كما أن لجنة زكاة القدس، التي تعمل تحت مظلة الأوقاف الإسلامية، تقوم بدور مهم في مدينة القدس بتوزيع الزكاة على مستحقيها . وتشرف دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك على عدد من المدارس، إذ أنشأت مدارس شرعية يتلقى فيها الطلبة العلوم الشرعية إلى جانب منهاج وزارة التربية والتعليم الأردنية.

كذلك، فإن المدارس والكليات العربية في القدس تعمل تحت مظلة الأوقاف الإسلامية، ويزيد عددها عن 43 مدرسة وكلية تؤوي أكثر من 13 ألف طالب وطالبة.

كما تقدم المملكة صنوفاً من الدعم للمقدسيين لإسنادهم وتثبيت وجودهم، ويشمل هذا تيسير معاملات جوازات السفر والعبور من القدس وإليها، إضافة إلى خدمات المحكمة الابتدائية الشرعية في القدس التابعة لدائرة قاضي القضاة الأردني.