-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 04-04-2023 10:46 AM     عدد المشاهدات 216    | عدد التعليقات 0

شكرا لهدى نفاع

الهاشمية نيوز -
فارس الحباشنة

اول امس وجهت لي دعوة من النشمية السلطية هدى نفاع القنصل الفخري لدولة مقدونيا في الاردن لحضور افطار رمضاني.
و على مدى عامين متتاليين تحرص نفاع على اقامة افطار رمضاني في شوارع المدينة القديمة «الخضر « في السلط.
و حضر الافطار محافظ البلقاء الدكتور فراس ابو قاعود، ومجموعة من ابناء وبنات المدينة.
دعوة نفاع ليست غريبة على السلط و ابنائه المتلاحمين والممتزجين اجتماعيا وانسانيا.
و فيما يعرف عن السلط ان التجانس والامتزاج والوحدة الاجتماعية بين مسلمي ومسيحيي السلط جغرافية بالاول.
في شارع الخضر و»عتبة نفاع» ، يقطن سلطية مسلمون ومسيحيون، البالكونة على البالكونة، وجدران البيوت متلاصقة، والبيوت متداخلة والاحياء والحارات والازقة مشتركة في عيش اجتماعي وتاريخي متجانس .
في السلط الجغرافيا لها منطوق مختلف، والسلطية في تكوينهم الاجتماعي اكثر ما يجمعهم هوية الجغرافيا، نزعتها الجميلة، انا سلطي.
و اذا ما عرفت السلط في تاريخها وارثها وعراقتها، فهي مدينة جامعة ووحدوية وطنيا.
سوى دعوة نفاع الرمضانية وغيرها، فكم يسوى ان تعمم وطنيا، وترسم بالحبر الاحمر لتكون من الشواهد الدامغة على الحياة المشتركة بين الاردنيين : مسلمين ومسيحيين ، والانتماء الى هوية اجتماعية وثقافية واحدة.
و لربما اني لا اميل الى تكرار التنغيم الى مسألة التعايش المسيحي / الاسلامي، وانبذ وادعو الى الاقلاع عن استعمال مفردة وعبارة التعايش الديني.
لأن التعايش بين الفرقاء والاضداد ويؤطر لبنية الانكار والنفي، وعدم الاعتراف.. التعايش يعني بقبول عيش اقلية تحت طغيان الاكثرية، ولأن التعايش لا يعني المساواة.
و في التاريخ الاردني مسألة الدين لم تكن يوما مطروحة على طاولة وجدول اعمال علاقتنا كأردنيين. وثمة روابط اجتماعية ووطنية اعمق واقوى، ويسودها تواد ولحمة وتراحم بين العشائر المسيحية والاسلامية الاردنية.
وهذا يعود اجتماعيا الى مكانزيم موغل وطنيا في ثقافة التسامح والاعتدال الموروثة والسائدة اردنيا.
ومن افطار نفاع الى مظاهر وشواهد كثيرة تعبر عن التلاحم والتآخي المسيحي / الاسلامي، ووحدة الحال والمصير.
المرحوم الشيخ غانم الزريقات في الكرك كان يصوم رمضان مع الكركي، وكان يقيم / الله يرحمه /كل رمضان افطارا للصائمين.
و كذلك في كنائس الكرك « القصبة « وادر، وكما اقيم قبل ايام افطار للصائمين في دير تابع لكنسية في السلط،و تقام افطارات وموائد رمضانية.
الاردن البلد الوحيد في العالم دقت فيه اجراس الكنائس لتنبيه المسلمين في موعد افطار رمضان.
واقيمت موائد افطار للصائمين في حرم ووحي كنائس، وفتحت بيوت عزاء لمسلمين في كنائس والعكس، وتبرع باراضي كنائس لاقامة مساجد والعكس .
من افطار نفاع في شارع الخضر بالسلط، وجدت نفسي مضطرا ان اكتب ولو سطورا متواضعة عن الافطار الدافئ والجميل والطيب، وارسم في كلمات عابرة موقفا مقاوما ورافضا لما تحاول قوى سياسية واجتماعية ان تزرع من ثقافة انحطاط وتكريس للهويات الفرعية الدينية والجهوية والاثنية، وما ترمي بعيدا نحو تمزيق وحدة وصلابة مناعة المجتمع الاردني القائم على تعددية واخوة ومواطنة حاضنة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :