شاشات رمضان .. ارحمونا اشوي

الهاشمية نيوز -

فارس الحباشنة

وليمة برامج رمضان الترفيهية والكوميدية، مثل نشرات الاخبار على شاشات التلفزيون العربي.

و اينما اتجهت، فستجد : اخبارا عن موت ودمار، واخبار عن سخافة وسذاجة بالسياسة والثقافة، والفن.

و اخبارا عن مكايد لاقوام غابرين بالزمن ومازالوا عالقين في عقلية الثأر والانتقام ، وجاهليين في سيوف تلمع في صحراء التيه، وجرائم يومية لقتل وخيانة في الشارع العام.

لم اميز بين نشرات الاخبار وبرامج رمضان، وذلك ليس توهانا بصريا، ولكنها نظرة واقعية، وكما لو انك تنظر في المرآة العادية.

فهل تعرف من انت في مسلسل كوميدي ساذج وتافه، ومسلسل درامي تاريخي، يعيد انتاج الماضي دراميا، وفي صور لعقلية الثأر والانتقام وقطاع الطرق ؟!

ام انت ضحية في برنامج كوميدي يروج لخيالات واوهام الافيون والمخدرات، وصناعة المتعة والفرجة الجديدة تحت مزاج الكيف الجديد ؟!

دون التباس وغموض، لا تعرف نفسك كمشاهد متورط رمضانيا في متابعة شاشات التلفزيون، اي لغة يتكلم مذيعو ومقدمو وفنانو برامج ومسلسلات رمضان ؟!

هل هذه لغة عربية ام عامية مقطعة الفصل والوصل، ام لغة مخدرات وفيسبوك وتك توك ؟!

وجبات ليلية من التفاهة والسخافة والابتذال، وتشعر وانت تتابع الشاشات العربية بانك مواطن ومشاهد عربي حقير وغبي، وتصاب بحمى الخنوع وتوطي رأسك في الرمال كالنعامة، وترمى رأسك في وحل الواقع الرديء لتهرب، ولكي لا تواجه حقيقة ما تعيشه.

وتشاهد اقصى امراض الانتقام، وانت تتابع برنامجا في نسخته الاخيرة، وثمة مطعم طائر في السماء، وطاولة يتم جلوس الضيوف عليها، ويمارس ضروب الانحطاط بالترعيب والتخويف، والعنف الكوميدي بالضيوف تحت ذريعة وعنوان امتاع واضحاك المشاهدين.

وعش اقصى اقصى التفاهات، وانت تتابع برامج المسابقات، وعالم احلام الجوائز والربح، قفد تربح من اتصال هاتفي ورسالة قصيرة مكنسة كهربائية وطنجرة بخار ورسفير وشاشة 34 بوصلة، وغسالة اتوماتيك.

وما ان ينتهي الصائم من تناول حبتي تمر وكأس عصير، تشتغل برامج المسابقات، والغريب ان مذيعي برامج المسابقات وجوههم ترفضها الشاشة، واصواتهم نشاز، ولا يطاق سماع ومشاهدة صوتهم وصورهم.

ما عليك ايها المواطن المسخمط المنحور في يومك وعيشك وحياتك ، وفاقد الامل من ادنى اصناف الحظوظ في الحياة، واملك وحلمك العادي والحصري ان تذهب الى البنك وتستلم راتبا دون اقتطاعات ، فقد تجد ضالتك بعد الافطار في برنامج مسابقات، وعسى الحظ ان يبتسم لك في جائزة ما.

واكمل مشوارك الرمضاني اليومي، فنجوم ومشاهير ال»تك توك» المحظور في الاردن بقرار حكومي، ولا تستغرب ان تراهم على شاشة التلفزيون.. وقد تجد نفسك في لحظة، وكما لو ان تك توك انتقل الى الشاشة الرسمية ؟!

لست مستغربا كل ما اشاهد على الشاشة الاردنية والعربية. هل لاحظتم كيف تصنع التفاهة ؟ ولمن يكررون السؤال عن التفاهة وصناعتها، فما عليكم الا التلفزيون في شهر رمضان.