-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 06-03-2023 09:01 AM     عدد المشاهدات 218    | عدد التعليقات 0

رمضان يقترب .. والقلق من (المصاريف) يعكر فرحة استقبال الشهر

الهاشمية نيوز - على مقدار ترقب حلول شهر رمضان الكريم والاشتياق لأجوائه الخاصة، يظهر أردنيون حالة من القلق إزاء الأعباء المالية الإضافية التي سيحملونها معهم طوال الشهر الفضيل ثم من بعده في أيام عيد الفطر السعيد.
الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي باتت تسيطر على حياة غالبية الناس تجبر كثيرا منهم في أغلب الأحيان على اقتراض المال لتلبية متطلبات رمضان، الذي تكثر فيه الدعوات والزيارات العائلية، وتزداد معه كلفة المصاريف العائلية بشكل يصفه خبراء بـ”المفرط”، ما يعني مزيدا من الإسراف مقارنة مع بقية الأشهر.
ومع كل حلول للشهر الكريم، تتجدد الدعوات من قبل مختصين إلى ضرورة التخلي عن “النزعة الاستهلاكية” التي تصبغ سلوك أرباب الأسر في هذا الشهر، فيما يعتبر كثير من الناس أن هذا السلوك جزءا من العادات والتقاليد، ولا يمكن التخلي عنه.
ويقول رب الأسرة محمد ساهر الموظف في القطاع الخاص إن “رمضان يحملني في العادة أعباء مالية لستة أشهر لاحقة لأنني استلف المال لتلبية حاجات الأسرة”.
ويضيف محمد “ارتفاع كثير من أسعار السلع مقارنة بالسنوات الماضية سيزيد الأمر صعوبة”.
وتقول الأم لثلاثة أبناء نهى عاصم “ننتظر الشهر الكريم بلهفة يعكر جمالها تلك المصاريف الإضافية التي نحتاجها في ذاك الشهر”.
وتبدي نهى التي تعيل أبناءها الثلاثة من بعد وفاة زوجها امتعاضا مصحوبا بالقلق من ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة ما قد يجعل رمضان شهرا صعبا.
وحال محمد الأحمد الموظف في القطاع العام لا يختلف عن حال نهى، فتكاليف المعيشة تزداد تعقيدا من شهر لآخر، في ظل الارتفاع المستمر لأغلب السلع والخدمات، كما يقول.
وأمام هذا الواقع، يشير محمد إلى أنه سيضطر للاقتراض لتلبية المصاريف المرتفعة في شهر رمضان.
ويقول محمد “البيئة الاجتماعية التي نعيش ضمنها تلعب دورا رئيسيا في
نمط الاستهلاك خلال رمضان”.
ويرى أن دعوات الافطار العائلية خلال الشهر الفضيل تعد فرصة لتعزيز صلة الرحم وكسب الثواب حتى لو كان ذلك أحيانا ثقيلا على الجيب.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن الرقم القياسي لأسعار المستهلك (التضخم ) في الأردن، ارتفع بنسبة 4.23 % العام الماضي، مقارنة مع 4.22 % العام الذي سبقه، فيما تتوقع وزارة المالية أن يبلغ التضخم 3.8 % العام الحالي.
وبحسب بيانات دائرة الاحصاءات العامة ساهمت في ارتفاع الأسعار مجموعة الوقود والإنارة، النقل، الإيجارات، الثقافة والترفية والحبوب.
الخبير الاقتصادي زيان زوانة، يقول “شهر رمضان الفضيل بأعبائه وبعده عيد الفطر يخلف ضغوطا اجتماعية واقتصادية على الناس، في ظل ارتفاع الأسعار وتضخم مديونية الأفراد التي تبلغ 12 مليار دينار”.
ويعتبر زوانة أن الحلول “الترقيعية” التي يتم الحديث عنها مثل تأجيل سداد أقساط المقترضين لا تجدي نفعا، فهذه الحلول تحملهم مزيدا من الاعباء وتمدد أجل قروضهم ما يلحق بهم ضررا الآن وغدا.
ويدعو زوانة للتخلي عن الثقافة الاستهلاكية الحالية وإعادة جدولة الأولويات بقدر ما يسمح به دخل الفرد والابتعاد عن” الاستهلاك التفاخري” وغيرها من السلوكيات التي تعرض الناس لـ”فخ الدين”.
ولذلك، يقول زوانة”على الناس أن يعرفوا مقدار الدخل وما يحتاجونه فعليا وما يمكن تأجيله أو الاستغناء عنه، وبخلاف ذلك سيبقى المواطن ضحية سهلة لسلوكياته الخاطئة التي اختارها بنفسه والظروف الخارجة عن خياراته مثل ارتفاع الأسعار”.
بدوره، بين أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة حسين المحادين أن تفسير سلوك الاقبال الكبير على اقتناء الحاجات من قبل المواطنين خلال رمضان يعود في المقام الأول إلى “حالة الجوع” التي تسيطر على عقل الصائم، فتجعله أكثر اندفاعا لشراء السلع.
ويضاف إلى ذلك أن في المجتمع تيارا يميل للاستهلاك المفرط وهو سلوك يشجع آخرين للانسياق خلفه.
ويرى محادين أن ترابط المجتمع جعل من دعوات الافطار والزيارات خلال شهر رمضان جزءا من العادات والتقاليد ومظهر اجتماعي سائد، داعيا إلى ضرورة الحرص على تحقيق القيم النبيلة التي يحملها هذا الشهر بعيدا عن الاسراف والتبذير ومحاولة التخلص من “معضلة العين تأكل” التي عادة ما تصيب الكثير في هذا الشهر، وتؤثر عليهم إضافة إلى التمسك بالقيم الدينية التي تحث على مساعدات المحتاجين والفقراء.
وكان برنامج الأغذية العالمي ذكر بداية العام الحالي أن 57 % من الأسر الأردنية الضعيفة تعاني من انعدام الأمن الغذائي أو معرضة له، فيما أشار إلى أن 90 % من أسر اللاجئين في المخيمات والمجتمعات المحلية تعاني من الأمر ذاته أو أنها معرضة لذلك، استنادا إلى نتائج رصد برنامج الأمن الغذائي FSOM.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :