تاريخ النشر - 21-02-2023 09:54 AM عدد المشاهدات 221 | عدد التعليقات 0
(لا تنظر للأعلى)!
الهاشمية نيوز -
بشار جرار
ظننته فيلما أمريكيا منذ عام 2021، ليتضح أنه في الأصل فيلم ياباني 1996. الأحدث كان عن السياسة والإعلام، فيما كان الأول عن الحرب والرعب.
«دونت لوك آب»، الأحدث، وهو الأقرب إلى ما أنا بصدده في هذا المقام، هو محاولة السياسي بالتواطؤ مع الإعلامي إقناع الناس بعدم النظر إلى الأعلى، وهو في الفيلم، سقوط مذنّب ضخم على كوكبنا الصغير..
لن أضيف المزيد حتى لا أضيّع فرصة المتعة والاستفادة على الراغبين في مشاهدته لكنه يطرح وبشكل رائع قضية الرأي العام ومدى الثقة بثلاث فئات: العلماء، الخبراء أو ذوي الاختصاص، السياسيين والإعلاميين. ولهذه الفئة الأخيرة دور كبير في هذا الفيلم الذي لعب دور البطولة فيه ذلك النجم الذي اكتسب شهرته العالمية من دوره في فيلم «تايتانيك» 1997، ليوناردو دي كابريو.
رغم الفارق الزمني بين الفيلمين 1997 و 2021 ثمة علاقة بين تشكيل الوعي وتزييفه، توجيه الاهتمام وإعادة توجيهه وتشتيته. وهنا تكمن القضية أمام الإعلام الذي صار في الفيلم الجديد معنيا أكثر بدور التواصل الاجتماعي في التصدي لجبروت الإعلام التقليدي وسطوة السلطة السياسية، هذا إن كان مرسل الرسالة صائبا في معرفته، صادق في نواياه.
الفيلم جدير بالمشاهدة، خاصة بعد هذا السجال الدائر حاليا حول بالون الصين العظيم والأجسام الطائرة التي لم تعد -بقدرة قادر- «نظرية مؤامرة»، وصار من المعقول بل والمقبول أن تكون هابطة من الفضاء.
في الثقافة الأمريكية، وخاصة في حالات الكوارث والطوارئ والتغييرات ومن ضمنها السياسية والإدارية، يدعو الحكيم إلى «إبقاء الرؤوس منخفضة» طلبا للنجاة، كما في العواصف التي تقلع الأشجار ولا تؤذي الأعشاب مهما اهتزت.
لكن بعض التحديات لا تواجه إلا بالنظر للأعلى. أولا، طلبا للعون من رب الأرباب سبحانه، وثانيا إمعانا في التدقيق والتمحيص في عوارض التحديات وأسبابها وحلولها. وفي النظر للأعلى والأمام فيما نحن فيه من تحديات، واجب استشراف المستقبل وإطلاق العنان للخيال بالمشكلات وحلولها على حد سواء.
في مكافحة الإرهاب، ومن ضمن الدروس المستخلصة من اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية عام 2001، أوصى المعنيون بالاهتمام أكثر بالخيال بما يسبق خفايا الإرهابيين ونواياهم. من هنا أتت أهمية الدراسات المستقبلية (الاستشرافية). وللخيال (الإيجابي – الخيّر) دور كبير في استباق كثير من التحديات والملمّات..