الأجواء المشمسة ترفع النشاط السياحي بالأغوار .. رغم ضعف الخدمات والمرافق

الهاشمية نيوز - شهدت مناطق لواء الغور الشمالي، بخاصة المناطق المطلة والقريبة من التجمعات المائية نشاطا كبيرا لمرتادين ومتنزهين غالبيتهم قادمون من خارج اللواء، وذلك بسبب الأجواء المشمسة وارتفاع درجات الحرارة، ما شكل حافزا لقضاء أيام العطل مع عائلاتهم تحت أشعة الشمس‎.
وأشار متنزهون، إلى أنهم استغلوا الأجواء الربيعية والرائعة لمنطقة الأغوار لقضاء العطلة مع العائلة، بخاصة ان العطلة المدرسية ما تزال مستمرة، لافتين الى ان هذه الأوقات، فرصة لقضاء عطلة بين أحضان الطبيعة والخروج من أجواء العمل، والحياة الرتيبة طوال الأسبوع.
ولفتوا الى أنهم يخرجون في نزهات الى هذه المنطقة، برغم النقص الواضح في الخدمات والمرافق العامة، والإهمال الذي يلمسونه بالمواقع السياحية، مطالبين الجهات المعنية بايلاء مزيد من الاهتمام لجذب أكبر عدد من الزوار، وجذب المشاريع للمنطقة، لتنمية اقتصاداتها الضعيفة.
وشهدت منطقة المنشية والباقورة ووقاص وجوانب سد وادي العرب، حالة جذب سياحي نشطة جدا، ما تسبب بازدحام شديد للمتنزهين والسياح، الذين وجدوا في الأجواء المشمسة، منطلقا لتقضية أوقات تحت أشعتها، مستغلين هذه الأجواء في الاسترخاء وإعداد وجبات غذائية في الهواء الطلق.
المواطن ثائر محمد، أكد ان المنطقة تستقطب أعدادا جيدة من المتنزهين، ما يتطلب من الجهات المعنية ايلاءها الاهتمام والعناية، مطالبين بايجاد مرافق ومواقع ومتنزهات، تتوافر فيها خدمات البنية التحتية، ووسائل الراحة والترفيه، بخاصة المتعلقة بالأطفال، اذ تغيب مثل هذه الوسائل عن بعض المناطق، الى جانب النقص الحاد في الخدمات العامة، مؤكدين أن توفير الخدمات سيشغل المنطقة وأبناءها ويخفف من حدة البطالة فيها، بخاصة وأن الأغوار من المناطق التي ينتشر فيها الفقر والبطالة.
‎وقال علي الرياحنة، ان تكاليف دخول المنشآت السياحية المقبولة نسبيا في المنطقة، مرتفعة جدا بالنسبة لذوي الدخل المحدود، بخاصة وان معظم زوار المنطقة للتنزه فيها هم من هذه الفئة، يأتون مع عائلاتهم للتنزه، ما يجعل من دخولها بالنسبة لهم أمرا صعبا للغاية.
ولفت الرياحنة، إلى ان معظم المتنزهين يضطرون لافتراش الأرض وجوانب الطرقات ويستظلون بالأشجار، اذ لا تتوافر هناك أدنى المقومات التي تحقق للمتنزهين المتعة، بل وبالعكس، فإن التنزه العشوائي، يشكل خطرا عليهم وعلى أطفالهم، لقرب تجمعاتهم من حواف الشارع الرئيسي، الذي لا تهدأ فيه حركة السيارات والشاحنات، مؤكدين ان هناك حوادث وقعت العام الماضي في المنطقة، لتنقلب رحلة الذي وقع لهم الحادث إلى ميتم.
واضاف محمد البطاينة، ان عدم وجود خدمات بنية تحتية، بخاصة حاويات النفايات، يتسبب بمشكلة بيئية في المنطقة سببها انتشار القاذورات التي يخلفها السياح بعد قضاء يوم ترفيهي، لافتا الى أن بعض المتنزهين يجمعون نفاياتهم داخل أكياس ويضعونها على جوانب الطرقات، لكن ذلك ليس كافيا لعدم وضعهات في حاويات، ما يجعلها عرضة لعبث الحيوانات الباحثة عن الطعام كالكلاب والقطط، ويتسبب بتناثرها.
وشهدت منطقة الحمة في الشونة الشمالية وسد وادي العرب، ارتفاعا كبيرا في أعداد المتنزهين من داخل وخارج اللواء ممن جاءوا للاستجمام في برك المياه الساخنة والشلالات، كذلك شهدت بعض السدود ومنها سدا وادي العرب وزقلاب، حضورا واضحا للمتنزهين الذين يمارسون هوايات التسلق والمشي والمسابقات، والسباحة وصيد الأسماك. ‎
وفي الوقت ذاته، يؤكد مهتمون في اللواء، أنه وبالرغم من الحركة الكثيفة التي شهدتها المنطقة، لكن ذلك لم ينعكس ايجابيا على الحركة التجارية في المنطقة، اذ يحضر غالبية السياح حاجياتهم معهم، ولا يشترون سوى أشياء بسيطة كالخبز والمشروبات الباردة.
ولفت الى ان النشاط التجاري اقتصر على بسطات الخضراوات والفاكهة التي تنتشر على أطراف الشوارع، ما يوفر للسياح تشكيلة من منتجات المنطقة الزراعية كالحمضيات والخس والحشائش، وما إلى ذلك.
ويقول مهتمون بالعمل السياحي وأصحاب مشاريع سياحية واستراحات محاذية لسدي زقلاب ووادي العرب، إن لواء الغور الشمالي من بؤر الفقر في المملكة، وبحاجة لمشاريع استثمارية لتحسين واقعه، معتبرين بانه يتميز بمقومات السياحة الشتوية، جراء تمتعه بأجواء معتدلة ودافئة، غير انه ما يزال يعاني من الإهمال، خصوصا الإهمال الرسمي من مديرية السياحة والبلديات.
وأشاروا الى ان وجود استراحات، بخاصة في فصل الشتاء، توفر فرصا تشغيلية لأبناء المنطقة، ممن يرغب بالعمل فيها، غير انها تبقى استثمارات تواجه معوقات عديدة، ويبقى عملها ضمن الحدود الدنيا.
ويأمل قائمون على هذه الاستراحات، بتحسن موسم السياحة الشتوية، برغم ان الموسم الحالي مختلف عن المواسم السابقة جراء قلة الأمطار، وقصر مدة فصل الربيع، معولين على الاهتمام المتزايد من الجهات المعنية بقطاع السياحة والتوجه نحو تفعيله واستغلال الإمكانات المتاحة.