تاريخ النشر - 09-01-2023 10:31 AM عدد المشاهدات 218 | عدد التعليقات 0
أَتَيْتُ أَنْثُرُ فَوْقَكَ الأَزْهَارا
الهاشمية نيوز - (إهداء إلى الأسير المحرر كريم يونس بعد أربعين سنة قضاها في سجون الاحتلال الصهيوني)
سعيد يعقوب
أَكْبَرْتُ فِيكَ العَزْمَ وَالإِصْرَارا *** وَأَتَيْتُ أَنْثُرُ فَوْقَكَ الأَزْهَارا
إِنْ لَمْ يَكُنْ يُهْدَى إِلَيْكَ الغَارُ مَنْ *** بِاللهِ قُلْ لِيْ يَسْتَحِقُّ الغَارا
مَا فِيْ يَدِيْ شَيْءٌ سِوَى شَعْرِيْ وَمَنْ *** إِلَّاكَ، مَنْ يَسْتَأْهِلُ الأَشْعَارا
أَسْعَى إِلَيْكَ مُقَصِّرًا وَمُقَدِّمًا *** عُذْرِيْ لَعَلَّكَ تَقْبَلُ الأَعْذَارا
كَيْفَ الوُصُولُ لِقِمَّةٍ مِنْ دُونِهَا *** خَجَلًا نَغُضُّ وَنَخْفِضُ الأَنْظَارا
الأَرْبَعُونَ بِكُلِّ مَا فِيْ عَتْمِهَا *** لَمْ تَمْحُ مِنْ قَسَمَاتِكَ الأَنْوَارا
الأَرْبَعُونَ بِكُلِّ بَرْدِ جُنُونِهَا *** مَا أَطْفَأَتْ لِلَهِيبِ عَزْمِكَ نَارا
الأَرْبَعُونَ أَرَاكَ تَنْفِضُ ظِلَّها *** وَكَأَنَّمَا نَفَضَتْ يَدَاكَ غُبَارا
يَا كُلَّ مَعْنَىً لِلصُّمُودِ تَحِيَّةً *** مَا كُنْتَ إِلَّا فَارِسًا مِغْوَارا
إِنَّا وَإِنْ مَلَأَ الظَّلَامُ سَمَاءَنَا *** وَعَدَا الزَّمَانُ عَلَى الكِرَامِ وَجَارا
سَنُحَطِّمُ الأَغْلَالَ عَنْ أَقْدَامِنَا *** وَنَهُدُّ لِلَّيْلِ الثَّقِيلِ جِدَارا
لَوْلَا البُطُولَاتُ التِيْ سَطَّرْتَهَا *** لَمْ تَرْتَفِعْ مِنَّا الرُؤُوسُ فَخَارا
هَيْهَاتَ أَنْ تَحْظَى البِلَادُ بِعِتْقِهَا *** أَوْ أَنْ تَنَالَ مِنَ الغُزُاةِ الثَّارا
إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَّا الدِمَاءُ مُهُورَهَا *** أَوْ لَمْ تَسِلْ بِتُرَابِهَا أَنْهَارا
أَعَمِيدَ أَسْرَانَا البَوَاسِلِ لَمْ تَزَلْ *** رَمَزًا يُشِعُّ وَيُلْهِمُ الأَحْرَارا
فَهُمُ النُّجُومُ وَأَنْتَ كُنْتَ مَدَارَهُمْ *** لَمْ تَتَّخِذْ أَحَدًا سِوَاكَ مَدَارا
لَمْ يَكْسِرُوا فِيكَ الإِرَادَةَ رَغْمَ مَا *** فَعَلُوا وَمَا نَالُوا بِكَ الأَوْطَارا
عَلَّمْتَهُمْ أَنَّ الرُّجُولَةَ إِنَّمَا *** خُلِقَتْ لِشَعْبٍ لَيْسَ يَقْبَلُ عَارا
عَلَّمْتَهُمْ أَنَّ البُطُولَةَ فِطْرَةٌ *** فِينَا وَأَنَّا لَنْ نَظَلَّ أُسَارى
مَا ضَاعَ عُمْرٌ فِيْ السُّجُونِ قَضَيْتَهُ *** بَلْ كَانَ غُصْنًا أَطْلَعَ الأَثْمَارا
قُلْ لِلشَّبَابِ لَئِنْ ذَهَبْتَ فَلَمْ تَكُنْ *** إِلَّا ضِيَاءً فِيْ الدُّجَى وَمَنَارا
قُلْ لِلَّيَالِيْ السُّودِ حِينَ طَوَيْتَهَا *** صَبْرًا، حَمَلْتِ إِلَى العُيُونِ نَهَارا
وَالعُمْرُ غَالٍ غَيْرَ أَنَّ ذَهَابَهُ *** مِنْ أَجْلِ أَغْلَى لَا يُعَدُ خَسَارا
شَمْسُ الحَقِيقَةِ سَوْفَ يَسْطَعُ نُورُها *** وَسَتَغْمُرُ الأَذْهَانَ وَالأَبْصَارا
مَهْمَا بَغَى الَباغِيْ وَطَالَ بِنَاؤُهُ *** لَا بُدَّ لِلْبُنْيَانِ أَنْ يَنْهَارا
إِنِّيْ لَأُؤْمِنُ بِالغَدِ الآتِيْ الذِيْ *** حَتْمًا سَيُنْصِفُ شَعْبَنَا الجَبَّارا