أودية وينابيع عجلون .. قيمة سياحية باستثمار محدود

الهاشمية نيوز - ما تزال عدة أودية تتميز بجريان مياهها الدائم وتضم العديد من الينابيع، وتشكل قيمة سياحية إضافية لمحافظة عجلون، من دون استثمار حقيقي إلا بحدوده الدنيا، بسبب عدم توفر طرق مؤهلة وخدمات كافية، وضعف الدعم والمنح، رغم أنها وجهة لآلاف المتنزهين، بسبب هذه الأودية ومن أهمها أودية (كفرنجة وراجب وعرجان وحلاوة) المارة عبر عشرات الكيلومترات من أراضي المحافظة، ترفدها عشرات من عيون المياه المنتشرة على جانبها.
وسط هذا المشهد، ما تزال تغيب أدنى خدمات الجذب السياحي من طرق كافية مؤدية إليها، وخدمة الكهرباء، وغيرها من خدمات استقطاب الاستثمار.
كما تضم المحافظة بالإضافة إلى الأودية والغابات الشاسعة، زهاء 300 موقع أثري، وتعتبر قلعة عجلون أبرز المواقع، بحيث تصنف تلك المواقع إلى أربعة أنماط حسب أنواعها السياحية، وهي: بيئية وطبيعية ومغامرة ونمط ديني وآخر تاريخي أثري وتراثي، مع وجود 13 مسارا سياحيا.
ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة، منذر الزغول إن طبيعة المحافظة تتميز بتنوع تضاريسها، حيث منحدرات جبالها تجري المياه في بطون أودية لتضيف إلى روعة هذه التضاريس قيمة سياحية طبيعية، إلا أنها ما تزال غير مستغلة متروكة على حالها دون أدنى استثمار سياحي ضخم.
وقال إن حجم التنزه في بعض المواقع التي تصلها الطرق بالقرب من تلك الأودية يعزز هذه القناعة ويؤشر الى أهمية وجدوى استثمار تلك الأودية، بإنشاء مشاريع سياحية متوسطة وكبيرة، كالمخيمات والشاليهات والمسابح، والتي بالتأكيد ستوفر فرص عمل للشباب وتدر عليهم دخولا جيدة.
وزاد أن الدعم الكافي سيؤدي لاستثمار السكان لخصوصية المحافظة السياحية، وبالتالي توفير فرص عمل للمتعطلين عن العمل من أبنائها والحد من الفقر، داعيا إلى إعادة النظر في تصنيف الأراضي بالمحافظة، لتسهيل الاستثمار الأمثل، والتراخيص للمشاريع البيئية والسياحية، بخاصة فيما يتعلق بالطرق الموصلة لهذه المشاريع.
يشار إلى أن نحو 70 % من المشاريع السياحية التي تعمل في المحافظة غير مرخصة، بسبب إجراءات تتعلق بطرقها، لأنها ترسم بسعة 12 مترا على الأقل، لكن الواقع المفتوح والمعبد منها، يتراوح بين 3 امتار إلى 5 امتار، وهذا ما يمنع الترخيص، ما يستدعي تعديل التشريعات الناظمة المتعلقة بهذا الجانب.
ويقول عمر فريحات، إن جمالية المواقع والخضرة الدائمة ووجود الينابيع على ضفاف تلك الأودية كوادي كفرنجة ووادي راجب يجعلها مقصدا لآلاف الزوار في موسمي الربيع والصيف، ورغم ذلك نجد أن هذه الأعداد لا تقدم أي فائدة للمجتمع المحلي بسبب غياب المشاريع السياحية على تلك الأودية، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهد الرسمي بإيصال خدمات الطرق والكهرباء لتلك المواقع، وتشجيع الشباب وتوفير المنح والقروض لهم لتنفيذ عشرات المشاريع السياحية التي ستنعش المحافظة.
ويؤكد علي المومني أن تشجيع الاستثمارات السياحية سيكون من شأنه خلق فرص عمل في المحافظة، ما يستدعي مزيدا من الدعم الحكومي، وعدم تخفيض مخصصات مجلس المحافظة، والاهتمام بالسياحة البيئية، وإعادة النظر في تصنيفات الأراضي لتسهيل عملية الاستثمار، مطالبا بإيلاء قطاع السياحة في المحافظة اهتماما ودعما كبيرين لتحقيق تنمية حقيقية تنعكس على المجتمع المحلي.
ولفت حمزة شويات إلى أهمية وضع خطط وبرامج حقيقية، وبذل المزيد من الجهود لتسويق المحافظة سياحيا، وتنفيذ المشاريع السياحية الجاذبة للسياح والتي تسهم بإطالة إقامتهم بما ينعكس إيجابا على المجتمع المحلي، مؤكدا أن المحافظة تتمتع بميزات سياحية تستدعي توجيه الدعم الكافي لاستثمارها، سيما وأن المحافظة مقبلة على عدة مشاريع تنموية سياحية، أبرزها مشروع “التلفريك”.
من جهته، أكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أن طبيعة وتضاريس المحافظة، تتطلب إعادة النظر بطبيعة إعطاء الموافقات والمخصصات لتنفيذ المشاريع، بخاصة وأن السياحة تعد من أهم القطاعات التي تستوجب أن تكون موازناتها بحجم الأمل والطموح.
وأكد أن المجلس، سيضع ضمن موازنته مخصصات كافية تصل إلى
40 % لدعم التنمية خصوصا السياحية.