-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 01-11-2022 10:15 AM     عدد المشاهدات 346    | عدد التعليقات 0

الهالوين: بعد تقديم العزاء للكوريين

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

واشنطن - بلغ عدد ضحايا التدافع في العاصمة الكورية الجنوبية سول 151 قتيلا حتى ساعة كتابة هذه المقالة التي استهلها بتقديم واجب العزاء لهذه الدولة الصديقة. أما بعد، فكل من قضى بحادث تدافع ضحية لعوامل عدة جميعها لا علاقة لها بالحدث. لا يكاد يمر عام دون سقوط ضحايا أبرياء في حوادث تدافع دينية، رياضية، ترفيهية وهذه إحداها. نرفع أكف الدعاء لرب العالمين، طالبين الرحمة للمتوفين والشفاء للمصابين وحسن العزاء للمكلومين. «كفى بالموت واعظا» لنا جميعا، فنتّضع كبشر ونرحم الناس على الأقل في مواقف المصائب والمحن بعدم ممارسة دور القضاة والواعظين. فلكل مقام مقال..
هنا في الولايات المتحدة، تتفاوت مواقف الأمة الأمريكية بين مشارك ومقاطع وهي القلة القليلة. المقاطعون غالبا من المتدينين أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث، فليس صحيحا ما يتم ترويجه في منصات «التواصل الاجتماعي» من بعض المهووسين بمعاداة كل ما هو «آخر أو مختلف» على أنه عيد. لا علاقة بالهالوين بالقديسين ولا بالمسيحيين ولا بمفهوم الموت والبعث في أي من الطوائف المسيحية. لست معنيا بسفك حبر على تاريخ نشأته لكني أكرس هذه السطور لمحاولة اقتناص أي فرصة فرح في عالم يعاني من القلق والكآبة لأسباب عدة من ضمنها شبح حرب عالمية ثالثة، لا قدّر الله.
«تريك أور ترييت» هي العبارة التي يستخدمها الأطفال طارقين الأبواب مخيّرين أصحاب الدار بين إطعامهم الحلوى وإلا دبروا لهم مقلبا! هذا الجانب الوحيد الذي يعنيني وأسرتي بالهالوين، هو مجرّد فرصة فرح حرصنا على إبقائه نقيا من شوائب ثقافية لا نقرّها كثقافة الخوف والموت. وبقليل من الوعي الصحي، حرصنا وجيراننا بضواحي العاصمة واشنطن على أمرين: استبدال الحلوى الرخيصة الكثيرة بحلوى أصغر حجما وأعلى قيمة من الناحية الغذائية. كما اقتصرنا أزياء «التنكر» بما يثير الابتسامة لا الخوف. وكم كان جميلا تحويل هذا العيد المهم جدا في بلاد العم سام إلى فرصة تعارف مع جيراننا وزملائنا من ثقافات أخرى.
لكن هالوين العام الحالي كان خاصا ومنذ بدايته بعد الكشف عن «سكاكر مضروبة»، حيث قام حثالة من مهربي ومروجي السموم، المسماة المخدرات، بإنتاج أحد أكثر أصنافها سميّة ال «فينتانيل» على شكل حبات حلوى صغيرة، كتلك التي تؤكل مضغا، وهي شبيهة أيضا بالفيتامينات التي يتناولها الصغار والكبار.
شكّل هذا العامل خوفا إضافيا لكثير من الأهالي، فقاطعوا «العيد» كليا، وآخرون اقتصروه على الأسرة فقط ودائرة ضيقة من معارف العائلة.
هذه المناسبة التشرينية، تذكّرنا بأن الانفتاح على الثقافات الأخرى لا يعني أخذها بكل ما لها وما عليها. علينا التمسك بالجذور، وعيننا دائما على البوصلة.. وفي عالم يتطلع إلى حرية حقيقية مسؤولة، حذاري من ثقافة القطيع و»الفرنجي برنجي»، كل ثقافة في الدنيا يمكن الأخذ منها، فقط ما يفيد أغلى ما وهبنا الله: الأسرة والوطن..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :