-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 27-10-2022 09:21 AM     عدد المشاهدات 161    | عدد التعليقات 0

(بيقولوا .. سمعت .. هيك حكولي) حينما تكون مصادر لمعلومات متداولة

الهاشمية نيوز - “بيقولوا.. سمعتهم بحكوا، هيك وصلني على الواتساب.. قرأت على فيسبوك”؛ عبارات كثيرة يطلقها البعض عند الحديث عن معلومة ما والدفاع حتى عن مصداقيتها، رغم أن مصدرها غير معروف وغير دقيق ولا يستند إلى الحقيقة.
كثيرة تلك الحوارات التي تبدأ في الجلسات العائلية، أحياناً، من خلال موضوع يتم طرحه من أحدهم ويكون بدايتها “سمعت بيقولوا..”، ليتمد الحوار لساعات في بعض الأحيان، ما بين معارض ومؤيد لتلك المعلومات، والتي قد تكون مغلوطة بشكل واضح. بيد ان غياب مصدر المعلومة قد يكون سبباً في تصديقها من قبل البعض، كونها معلومة عامة.
عنود أحمد، تقول إن اكثر ما يستفزها من حوار بين صديقاتها هو ان تعتمد احداهن على معلومة وصلت من خلال رسالة عبر الواتساب، من دون وجود مصدر موثوق لها، وما يزعجها أكثر، على حد تعبيرها، تشبث إحداهن بالمعلومة على الرغم من عدم واقعيتها وفيها نوع من المبالغة وجذب الانتباه فقط.
وهو ما يتحدث عنه عبدالله عليوان، عندما يسرد ما يحصل مع خالته الكبيرة في السن، ويقول انها يوميا ترسل له رسائل فيها معلومات خاطئة، وعندما يبدأ الحوار معها تجيب عليه بكلمة “هم هيك بيقولوا”، ويعتقد ان كبار السن احياناً هم الأكثر جدالاً في هذا المجال، ويتمسكون بالمعلومة على الرغم من وضوح عدم مصداقيتها.
ويقول عبدالله انه ومن خلال حديثه مع أصدقائه وزملائه في العمل، وفي محيط عائلته، يجد ان كثيرين منهم ورغم تعدد وسائل الإعلام وطرح المعلومات، إلا أنهم ما زالوا يتحدثون بلغة الغائب، والتي تكون “بيقولوا، سمعت شو بحكوا، قرأت على الفيسبوك”، دون ان يكون هناك اي مصدر إخباري.
كل هذه التفاصيل والأحاديث لها تأثير في طريقة التبادل السريع للمعلومة، وقد تضج بها الكثير من المنشورات عبر مواقع التواصل بناءً على مقولة خرجت من أحدهم دون معرفة مصدرها الأم، لذا يرى أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن جهل هؤلاء الأشخاص بكيفية الحصول على المعلومة من مصدرها، وأحياناً “غياب الثقافة والوعي” لديهم، قد يكون هو السبب الرئيسي خلف الاعتماد على المعلومات المتناقلة من دون التحقق منها.
ووفق الخزاعي، فإن هذا “الجهل” هو ما يدفع لاستقبال المعلومة والإشاعة كذلك والأخبار الخاظئة وغير المنطقية، من دون العودة لمصدرها، بل وأنهم لا يحاولون البحث عن المصدر، وجيمعها أقوال مجهولة، من دون التفكير بخطورة هذا الأمر على أنفسهم ومحيطيهم المجتمعي.
ويزداد الأمر خطورة كما يبين الخزاعي حين تكون تلك المعلومات منقولة على أنها من مصدر رسمي لمؤسسات الدولة، أو أي من الجهات المعنية، وهنا قد تجد المعلومة تقبلاً من الآخرين بسرعة وتنتشر بشكل كبير في أوساط المجتمع.
ولكن هناك كثيرون في ذات الوقت لا يعتمدون على هكذا معلومات إلا من خلال وجود مصدر موثوق، ومنهم من يبحث عن المصدر بعد ان يقرأ معلومة ما او يسمعها من الآخرين، وذلك من خلال القنوات الموثوقة، او من الدراسات العلمية ذات المصداقية.
وقد يجتهد كثيرون بالخوض في مواضيع “طبية” على سبيل المثال، ويقدمون نصائح للغير، من خلال اعتمادهم على معلومات ورسائل وصلت لهم من خلال مواقع التواصل، والتي تغيب عنها الدقة بشكل واضح، إلا أن هناك من يصدقها ويعتمد عليها في علاج بعض الأمراض، ويكون المصدر “سمعت”.
ومن الآثار الخطيرة لذلك، على حد تعبير الخزاعي أيضا، هو أن عملية تناقل تلك الأخبار قد يتعرض للتغيير من شخص لآخر، او حذف بعض المعلومات او التحوير والتزوير لمضمون الرسالة أو للمعلومة أياً كانت حقيقتها أو مصدرها، ولكن يبقى التعريف بها أنهم “يقولون”.
النقطة الأهم في هذه الموضوع المجتمعي، هو ما يتحدث به الخزاعي من أن المعرفة والدراية والخبرة قد تكون متواضعة عند البعض ممن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك، قد نجدهم يتلقون المعلومة بكل حذافيرها ويصدقونها مباشرةً بل ونقلها للآخرين على أنها حقيقة ثابتة.
لذلك يجب على الافراد التنبه بأي خبر ومعلومة يتم تناقلها او نشرها بحيث تخضع لمعايير وذلك من خلال التأكد من مصدرها، ويفضل أن يكون مصدر “رسمي”، كما يقول الخزاعي، مشدداً على أن ما نقوم به من علمية لنقل الرسالة غير الدقيقة ومن دون التحقق من مصدرها يُعد “تزويراً للواقع”، وتحريف المقالات والاقوال والصور وفبركة الفيديوهات، في بعض الأوقات.
في حين، يتحدث الباحث والخبير الإعلامي أستاذ الإعلام الدكتور تيسير أبو عرجة عن جزئية تلك المعلومات التي تنطلق من “الإشاعة” وهي ذاتها التي لا تجد لها مصدراً وقد تكون بالفعل غير واقعية وتؤثر في المجتمع وتنتشر كما النار في الهشيم.
ويعتقد ابو عرجة أن عدم وجود مصداقية ومصادر واضحة للمعلومة، قد يكون هو السبب وراء إنتشار تلك الأخبار وتصديقها من البعض، وإعادة إرسالها، وخاصة إذا ما تعلقت تلك المعلومات بموضوع يحتاج إلى الكثير من التساؤلات التي لم يجد لها الفرد إجابة، لذلك يتلقى كل ما يصدر من معلومات ويصدقها.
ويعول الخزاعي، في هذا الجانب على “وعي المواطن إينما كان موقعه”، وأن يدرك تماماً أن ما يقوم به من نقل وتصديق للأخبار الوهمية يترتب عليه خطورة كبيرة على المجتمع، وقد يؤثر بكل مباشر على مشاعر الناس ومعنوياتها وحلول مشاكلها الخاصة والعامة، عدا عن أن تلك المعلومة الخاطئة بحد ذاتها قد تكون سبباً في إحداث “عنف مجتمعي”.
ويشدد ابو عرجة على الدور الكبير الذي يجب ان تضلع به وسائل الإعلام في هذه المجال، بان تتصدى لتلك الحالة من تناقل الخير من خلال نشر وبث المعلومة الصحيحة وذكر مصادرها بكل دقة، ومن ذلك المواضيع التي تتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي تلامس حياة المواطن.
ووفق ابو عرجة، فإن وجود عدد كبير من الافراد على مواقع التواصل الإجتماعي ساهم إلى حد كبير في تناقل ونشر هذه المعلومات غير الدقيقة، مع سهولة التواصل وتبادل الأحاديث إفتراضياً ونقل المعلومة بطريقة سهلة وسريعة بغض النظر إن كانت “دقيقة أو خاطئة”.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :