في رثاء الشـيــخ العلَامـة يوســــف القرضاوي

الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب

جَلَلٌ بِكَ الخَطْبُ الجَلَلْ *** يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الأَجَلّْ

يَا أَيُّهَا النَّخْلُ الأَشَمّْــــمُّ وَأَيُّهَا الرَّجُلُ الجَبَلْ

وَكَمُلْتَ لَوْلَا قَوْلُهُمْ *** لَا حَيَّ فِيْ الكَوْنِ اكْتَمَلْ

يَا صَاحِبَ العِلْمِ الذِيْ *** كَمْ قَدْ شَفَيْتَ بِهِ العِلَلْ

يَاصَاحِبَ الفَضْلِ الذِيْ *** كَمْ قَدْ رَوَيْتَ بِهِ الغُلَلْ

يَا صَاحِبَ الخُلُقِ الرَّفِيــــعِ وَمَنْ بِهِ ضُرِبَ المَثَلْ

يَا كَوْثَرِيَّ الَّلفْظِ حِيــــنَ تُسِيغُ فِيْ السَّمْعِ الجُمَلْ

يَا مَنْ تَرَى بِالقَلْبِ مَا *** يَخْفَى عَلَى أَهْلِ المُقَلْ

يَا لَابِسًا ثَوْبَ الوَفَاءِ وَإِنَّهُ أَزْهَى الحُلَلْ

وَمُتَوَّجًا بِالصِّدْقِ لَمْ *** يَضْلُلْ وَلَا يَوْمًا أَضَلّْ

لَمْ تَنْحَرِفْ عَمَّا اعْتَقَدْتَ وَلَا ارْتَضَيْتَ بِهِ بَدَلْ

فَرَّقْتَ مَا بَيْنَ الحَقِيـــقَةِ وَالخُرَافَةِ وَالدَّجَلْ

وَأَشَعْتَ فِيْ النَّاسِ الهُدَى *** وَبَعَثْتَ فِيْ اليَأْسِ الأَمَلْ

قَدْ كُنْتَ صَوْتَ العَقْلِ حِيـــنَ الجَهْلُ أَطْبَقَ وَاشْتَعَلْ

وَلَهُ بِأَفْئِدَةِ العِدَا *** وَقْعُ الصَّوَارِمِ وَالأَسَلْ

مَا قُلْتَ غَيْرَ الحَقِّ لَا *** طَمَعٌ عَرَاكَ وَلَا وَجَلْ

فِيْ القَصْرِ عِشْتَ كَعَهْدِنَا *** بِكَ حِينَ عِشْتَ بِمُعْتَقَلْ

لَمْ تُغْرِكَ الدُّنْيَا وَلَا *** خَدَعَتْكَ عَنْ نَفْسٍ حِيَلْ

يَا عَامِلًا بِعُلُومِهِ *** لَمْ تَشْكُ فِيْ يَوْمٍ كَلَلْ

وَسِوَاكَ مُعْتَكِفٌ عَلَى الّْـلَذَّاتِ بِالَّلهْوِ اشْتَغَلْ

وَسِوَاكَ يُحْسِنُ أَنْ يَقُولَ وَلَيْسَ يُحْسِنُ فِيْ العَمَلْ

وَالفِعْلُ مِقْيَاسُ العُلَا *** مَنْ قَالَ لَيْسَ كَمَنْ فَعَلْ

إِنْ لَاحَ نُورُ جَبِينِهِ *** قُلْ أَيُّ فَجْرٍ قَدْ أَطَلّْ

أَوْ فَاضَ جُودُ يَمِينِهِ *** قُلْ قَدْ كَسَا البَحْرَ الخَجَلْ

أَوْ سَلَّ سَيْفَ لِسَانِهِ *** قُلْ أَيُّ سَيْفٍ مِنْهُ سَلّْ

لَمُّا نُعِيتَ اهْتَزَّتِ الدّْدُنْيَا وَزُلْزِلَتِ الدُّوَلْ

سُرَّ العِدَا وَاسْتَوْحَشَ الأَحْبَابُ مِمَّا قَدْ نَزَلْ

هَذَا هُوَ النَّبَأُ الذِيْ *** تَبِعَاتُهُ لَا تُحْتَمَلْ

لِلهِ أَيُّ فَجِيعَةٍ *** وَصَلَتْ لَنَا لَمَّا وَصَلْ

طَوْدٌ هَوَى نَجْمٌ خَبَا *** رَوْضٌ عَفَا بَدْرٌ أَفَلْ

هَلْ تَعْلَمُ الدُّنْيَا بِمَا *** عَنْهَا مِنَ الفَضْلِ ارْتَحَلْ

هَلْ تَعْلَمُ الأَيَّامُ مَا *** عَنْهَا مِنَ الخَيْرِ انْتَقَلْ

يَا تَارِكًا مِنْ خَلْفِهِ *** ذِكْرَى أَلَذَّ مِنَ العَسَلْ

وَمُؤَلَّفَاتٍ سَوْفَ تَبْــــقَى لَا تُعَافُ وَلَا تُمَلّ

كُلٌّ نِهَايَتُهُ الرَّدَى *** وَلِكُلِّ مَنْ يَحْيَا أَجَلْ