تاريخ النشر - 28-09-2022 10:21 AM عدد المشاهدات 357 | عدد التعليقات 0
ميلوني تهزم (بولوني)!
الهاشمية نيوز -
بشار جرار
واشنطن - هل تعنينا انتخابات إيطاليا؟ نعم تعنينا وفي الصميم.. من منّا لا يحب الإسبريسو، الجيلاتو أو البيتزا، الموزاريلا أو البارماجان من مئات الأجبان الإيطالية (ألفان وخمسمئة صنف)، وسأكتفي دون الجنوح إلى لائحة المشروبات حتى لا أقع في محظور!
الفاضلة جيورجيا ميلوني ليست فقط أول رئيسة وزراء مقبلة لإيطاليا وهو الخبر الذي من المفترض أن يفرح أنصار المرأة ودعاة المساواة، لكنها أيضا من أوصلت أكثر الأحزاب يمينية في البلاد إلى السلطة منذ الحرب العالمية الثانية.
ميلوني زميلة مهنة، صحافية قبل أن تكون سياسية، ومن الأمانة في نقل الأخبار الدقة، وبذلك اسم حزبها هو «إخوة إيطاليا» لا «إخوان» إيطاليا، وكلنا نعلم الغاية من الإيحاء خاصة للقارئ العربي.
الأخت ميلوني تؤمن بشعار: الله الوطن الأسرة.. تؤمن بمؤسسة الزواج كما أرادها الله في الأديان كافة. وهي ليست بذلك يمينا متطرفا بالمقاييس السياسية التي عادة ما يتم الترويج لها إعلاميا للنيل من الخصوم. خصوم من؟ خصوم اليسار الذي لم يعرف العالم له مثيلا في تطرفه وتغوله. ولدي كثير من الأمثلة والصور والفيديوهات التي لا يسمح المقام بذكرها وعادة ما أودعها حسابي عبر تويتر وليس حتى الفيسبوك، احتراما لحرمة الأسر وخاصة صغار السن وكباره..
لكل فعل رد فعل. صدق إسحاق نيوتن جزاه الله خيرا عما قدّم للبشرية. لكن الفعل في عالم اليوم عادة ما «يشطح» في رداته ولهذا الخوف من أن يكون الرد على اليسار المتطرف يمينا أكثر تطرفا، وتلك مسألة فيها نظر..
يأخذون على ميلوني الإيطالية ومن قبل ماري لوبان الفرنسية «معاداة» الهجرة والمهاجرين. وأقول من منا لا يقف ضد الهجرة غير الشرعية ومراكب الموت وتجار الأعضاء البشرية والرق الجنسي. حتى من يوصفون بغلاة مناهضي الأجانب يرحبون بالمهاجرين شريطة أن تكون الهجرة قانونية كما الزيارة والدراسة والاستضافة والعمالة. أما من يزعمون بأن العداء يستهدف المسلمين، فأي مراجعة لخطاباتهم تشير إلى «العنف والإرهاب» الذي أساء بعض المنتسبين إلى الإسلام كدين وحضارة وثقافة. هذا ما أوضحته عام 2004»رسالة عمّان» فيما يخص الدفاع عما يسيء إلى الرسالات السماوية كلها وليس فقط الإسلام.
فمن هو «بولوني» الذي هزمته ميلوني؟ لا ليس نسبة إلى بولندا. ما أرمي إليه هو مصطلح أمريكاني يستخدم في جميع مناحي الحياة وليس السياسة أو الصحافة فقط. «بولوني» تقال في كل من هو أو ما هو مزيّف، مخادع، كاذب أو أجوف.. مثلا، يزعم سياسي من اليسار أو اليمين أنه يرحب بالمهاجرين أيا كانوا وكيفما وصلوا إلى البلاد. فيقال فيه إنه «بولوني» لأن غايته الحقيقية ليست الإيمان بالحنان وإنما ذر الرماد بالعيون واللعب بالبيضة والحجر لكسب أصوات لحزبه بعد انهيار شعبيته جراء سياساته الاقتصادية، كهدر الأموال مثلا على الدفاع عن حدود غريبة بعيدة، على حساب حدود بلاده القريبة..
عكس كل مزيف، هو الأصيل أو الأصلي.. والحق ليس دائما «عالطليان»!