تاريخ النشر - 06-09-2022 12:06 PM عدد المشاهدات 233 | عدد التعليقات 0
الأمن الغذائي المجتمعي !!!
الهاشمية نيوز -
م. هاشم نايل المجالي
كلنا يعلم حجم التحديات التي يواجهها العالم نتيجة الصراعات المحتدمة بين الدول من حروب عسكرية وحروب اقتصادية وتشريد شعوب وغيرها ، وكل ذلك يؤثر على الموارد من ماء وغذاء وطاقة ، أي ان هناك تأثيرا سلبيا مباشرا على الامن الغذائي ، ادى الى ارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية ومشتقات البترول ، يرافق ذلك تغيرات جوهرية في المناخ ( التغير المناخي ) ، سواء ارتفاع بدرجات الحرارة او جفاف الانهار او الفيضانات في اماكن متعددة من العالم .
وهناك مجتمعات ذات مستوى عالٍ من الدخل تتأثر نسبياً ، اما المجتمعات ذات الطبقة المتوسطة والفقيرة فسوف تتأثر كثيراً بذلك ، خاصة مع نقص المياه وارتفاع اسعار المواد الغذائية والادوية والمشتقات البترولية ، ونحن قادمون على فصل الشتاء .
هذه المعطيات تتطلب جهوداً محلية وعالمية متضافرة ، كي يتم احتوائها والقدرة على التغلب عليها ، وتتطلب جهوداً ايضاً من المجتمعات ، وعلى مستوى الاسر والافراد بتحليهم بمبدأ حفظ النعمة وتعزيز ذلك في حياتهم ثقافة وسلوكاً ، بالتوفير والاقتصاد باستهلاك المياه والكهرباء وكذلك الغذاء .
فتعاليم الاسلام الحنيف تأمر بالاعتدال في كل شيء ، وترك الاسراف والتبذير الغير مبرر ، ولقد مر النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم بسعد بن ابي وقاص وهو يتوضأ ، فقال ( ما هذا السرف يا سعد ) قال أفي الوضوء سرف ، فقال ( نعم وإن كنت على نهر جار ) .
ان حفظ النعمة في النفوس وعدم هدرها ، يغرس في النفوس مبدأ حس المسؤولية والاعتدال في استخدام واستهلاك كل شيء ، قال تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) .
فعندما يعرف الابناء قدر النعمة فسوف يحافظون عليها ، فالقناعة ايضاً كنز لا يفنى ، وهي الرضا بما قسم الله تعالى ، والنفس الغير قانعة لن تشبع ، فدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم كان ( اللهم اني اعوذ بك من نفس لا تشبع ) .
وبالتالي فإن فقدان القدرة على الانفاق الرشيد ، وشراء ما لا حاجة الانسان اليه وبدون تخطيط ، او تقليد الناس الآخرين او منافستهم ، ففي الحديث الشريف ( إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، فمواجهة التحديات ومشكلة الأمن الغذائي وغيرها، تكمن في صون النعمة بما قسمه الله لك .