-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 03-08-2022 09:16 AM     عدد المشاهدات 350    | عدد التعليقات 0

(المساحات الشبابية) .. بيئة خصبة للأفكار تواجه شح الدعم والتمويل

الهاشمية نيوز - تصفُ طالبة العلوم السياسية يارا رمضان تجربتها كمرتادة للمساحات الشبابية قائلة “نحتاج لأماكن نروّح فيها عن أنفسنا على المستوى الشخصي، وتحقق لنا الفائدة في استثمار الوقت في الحياة العملية والدراسية”.
كما تقول، فإن جميع المتواجدين في المساحات هم أشخاص يمتازون بعرض أفكارهم بمرونة، لذا تعتبرها مكانا مرنا تجد فيه راحتها الشخصية”، مضيفة أن لقاء أشخاص من مرجعيات مختلفة يفتح مدارك جديدة وأفق جيدة لبناء علاقات عملية ولأفكار غير مسبوقة. وتؤكد أن المساحات مكّنتها من تكوين محيط جديد من الصداقات متعدد التوجهات والثقافات مما يفتح أبواب واهتمامات شخصية جديدة حسب رمضان.
المساحات الشبابية.. بيت التغذية الراجعة
هذه المساحات تدار فيها حوارات ثقافية ومراجعات لكتب ونقاشات مهمة وفق رمضان، كما أن هذه الحوارات تنشأ تغذية راجعة ناقدة لمختلف الفئات العمرية، وهذا مهم لأنه يخلق نوعاً من الحضور المتقارب للحديث أو التعليق على القضايا المطروحة.
وترى أن المساحات تخلق شكلاً من المناخ الشبابي المختلف عن الجمود المعهود في الجلسات الرسمية، ويجعل الشباب أكثر عفوية وتلقائية ويجعل الإجابات لا تحتاج لكثير من التنسيق المبالغ فيه والتي تفقد معناها أحياناً.
الناشط الشبابي مؤيد الأحمد عن الأنشطة الشبابية والمساحات ودورها في صقل الشخصية يقول “الأنشطة قامت بخرط الشباب في الأعمال اللامنهجية وساهمت بخلق أبواب وآفاق جديدة”.
وبرأيه أن المساحات فعلّت دور الشباب في المجتمع وأوجدت تغييرا إيجابيا ملموس في مهارات التواصل من خلال زيادة الثقة بالنفس والقدرة على التخطيط والتحليل واتخاذ القرارات.
يقول، “ساعدت الشباب على كسب مناصب قيادية وبناء قدرات وظيفية يحتاجها سوق العمل وحفزت تكوين مهارات شبابية متقدمة”، كما انعكست هذه المساحات الشبابية على تطور الأفراد وتأهيلهم لسوق العمل.
أحد مؤسسي مساحة “بازلت الشبابية” في منطقة الأزرق نتاليا عطا، توضح أهمية دور المساحة في دعم شباب الأزرق وتطوير مهاراتهم وتهيئتهم عن طريق بيئة دامجة محفزة لتفعيل دورهم بالمجتمع، فالمساحات قادرة على رفع الوعي واحتضان الأفكار وتطويرها، وتحفيز الشباب في المشاركة السياسة والمدنية والاقتصادية والاجتماعية.
المساحات البعيدة عن العاصمة تواجه شح التمويل
تركز مساحة بازلت في تكوين ونهضة الفكر الشبابي “نقوم بعمل جلسات توعوية للشباب وأهمية وجودهم في المجتمع واستثمار أفكارهم وطاقاتهم”، وحول أبزر ما تعانيه المساحات الشبابية تعتبر عطا أن التحديات والصعوبات مادية ومجتمعية مع عدم وجود دعم مادي من بعض الجهات الممولة للمساحات.
يتحدث مؤسس مساحة زوايا في محافظة اربد حمزة أبو الهيجاء عن انطلاقة المساحة قائلاً “أردنا تأسيس مكان حاضن لأنشطتنا المتنوعة، بعيداً عن العقبات والصعوبات لحجز مكان”.
وتؤكد أن نشأة أي مساحة شبابية تبدأ بأقل التكاليف وأبسط الفعاليات “بدأنا بنادي كتاب ثم نادي أفلام والآن نادي اللاجئين وصالون سياسي وناد فني، محاولين بذلك خلق مكان قادرين على أن يعبروا فيه عن آرائهم ببيئة خصبة تستثمر الأفكار وتطور عليها”.
عن دور المساحات يواصل أبو الهيجاء حديثه “يجب أن تكون حاضنة حقيقية فاعلة لا تغلق أبوابها بوجه أحد، حريصة على بناء علاقات جيدة مع الشباب على اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم وأصولهم”.
ويعدد بعض التحديات والصعوبات التي تواجه مساحة زوايا قائلاً “أبرزها مالية فالمكان بحاجة إلى تكاليف تشغيلية والحصول على تمويل إلا أن عوائق تحصيل تمويل ما تزال موجودة وتعتبر مهددا حقيقيا لأي مشروع ناشئ”.
الدعم المادي والتضييق معوقات نشأة المساحات وتطوير عملها
ويؤكد أنهم كمؤسسين حاولوا توزيع العمل وتذليل المعيقات وأن يتقدموا للأمام، وحاولوا أن يقدموا أفضل الخدمات بأقل الإمكانيات، والإيجابي في قضية المساحة الشبابية برأي أبو الهيجاء “أن المجتمع ما يزال يتفهم فكرة المساحات الشبابية رغم ان هنالك جانبا من التقصير من قبل الجهات المعنية في مدينة إربد عن إقامة فعاليات متكررة للمجتمع”.
وبحسب دراسة بعنوان “المعوقات التمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في سورية” المقدمة في جامعة دمشق بعام 2015، فإن أبرز المعيقات التي تواجه تمويل المشاريع تكمن في ارتفاع تكلفة التمويل الذين يرغبون في الحصول عليه، وتدخل بعض مؤسسات التمويل وفرض الوصاية على نص المشروع. مختص وخبير تنمية المهارات الشبابية عيسى نشيوات، يركز على الأدوات الأساسية لتنمية الفكر الشبابي المؤدي إلى تعزيز القيم ووجهات النظر، وسلوكيات الشباب، معتبراً أن المساحات الشبابية قامت بتغيير طرق الدراسة من مجموعات فردية إلى جلسات جماعية.
المساحات الشبابية تروّج مفهوم التعلم العفوي
ويواصل “التدريب والتعلم في بيئة عمل شبابية له تأثير مختلف ونوعي ويدوم أكثر لأنه يعتمد على التأثر بالأقران والمقارنة ويعتبر أحد أنواع التعلم العفوي، بحيث يتعلم الشباب من أقرانهم، بإشراف العاملين في المساحات الشبابية.
يضيف نشيوات أن العمل الجماعي في المساحة يؤثر إيجاباً على سلوك الشباب في تبنّيهم قيم وممارسات أكثر تأثيراً من التدريبات التي في الغالب تفتقر لفرص التأمل والتفكر، ولأن المساحات الشبابية عادةً مريحة للتفكير ولتصميم وتنفيذ الأنشطة اللامنهجية.
وعن إحداث فارق إيجابي على سلوك الشباب من خلال المساحات، يستأنف حديثه عن أن مفهوم المساحة بالأساس “انعكاس لحرية الأفراد والمساحات المفتوحة”.
ويلفت نشيوات إلى أن سلبية هذه المساحات أنها ما تزال فتية، لأنها تعاني في تقديم الأثر المناسب للمجتمع ابتداءً من فهم صحيح لمفهوم المساحات الشبابية أو عدم قدرة العاملين فيها على جذب التمويل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :